اقتصاد
العملة ووحدات الوزن والقياس في إمارة قره باغ القديمة
باكو، 24 أبريل، أذرتاج
من صفات استقلال أي دولة هي وحدة عملتها. كما قامت إمارة قره باغ التي انتقلت عاصمتها إلى مدينة شوشا في منتصف القرن الثامن عشر بتداول عملاتها. بعد انتقال الإمارة إلى القلعة (هكذا كانوا يصفون مدينة شوشا) ضربت النقود في الضربخانه التي تم إنشاؤها بأمر من بناه على خان. لم يكن لإمارة قره باغ العملة فقط، ولكن وحدات الوزن والقياس أيضاً.
صرح مؤلف أكثر من 20 كتاباً عن تاريخ قره باغ ، بالإضافة إلى الإثنوغرافيا للأرض القديمة والصحفي الباحث واصف غولييف لوكالة أذرتاج أنه تم سك أحد روموز الدولة في قره باغ التي قد أطلق عليها اسم "بناه ابادي" وسميت باسم مدينة بناه اباد (شوشا) تناول اسمها بين الناس كـ" بناه اباد" أو"بناهوات" وكانت عملة "بناه ابادي" عملة فضية بقيمة 5 كوبيك بالعملة الفضية القديمة لروسيا القيصرية ونصف غران بالعملة الإيرانية. كُتِبت الكلمة "بناه ابادي" على وجه واحد من العملة وكُتبت على الوجه الآخر عبارة "لا إله إلا الله ومحمد رسول الله".
سميت 6 "بناهاباديات" ماناتاً واحداً و8 "بناهاباديات" كانت تسمى بـ"تومان قره باغ". في الوقت نفسه، أعتبرت هذه العملات في شكلها "الفردي" و"الزوجي" ب30 كوبيك. تم استخدام عملة "بناه ابادي" كوسيلة للتبادل في جميع الإمارات الأذربيجانية تقريباً والشرق الأوسط وأصبحت وسيلة رئيسية في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية. على سبيل المثال، في ناختشيوان إذا باع شخص شاة ، فعليه أن يدفع "بناه ابادي" أو 20 كوبيك من الفضة لكل شاة. تم استخدام "بناه ابادي" الذي بدأ تداوله في منتصف القرن الثامن عشر كعملة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى حتى الثلاثينيات من القرن العشرين.
كما تم سك عملة "صاحب قران" في قره باغ ، في شوشا. بعد اغتيال حاكم إيران آغا محمد شاه قاجار في شوشا بدأ إبراهيم خليل خان جوانشير بسك عملات فضية بقيمة 35.5 كوبيك "صاحب قران" من أجل إقامة علاقات مع إيران بأسلوب مهذب. وكان لقب "صاحب قران" لقب بعض الحكام ومنهم أمير تيمور. في إمارة قره باغ، كان يُطلق على هذه العملات أيضاً اسم "فتح علي شاهي" تكريماً للحاكم الإيراني فتح علي خان قاجار. كانت تلك العملات متداولة قبل أن تصبح قره باغ جزءاً من روسيا.
وقال الباحث والصحفي: "كان "إستيل" في عهد الإمارات وحدة للوزن في قره باغ ويعادل لحوالي 800 غرام وأحياناً كيلوغرام واحد. كان يزن في بعض الأماكن 600 غرام وفي بعض الأماكن كيلوغرام واحد. كان نصف "إستيل" يساوي ثلاثة أرطال أو ألف ومائتي غرام بوزنة قديمة في روسيا. تم استخدام "أرشين" الأمير في عهد الإمارات في قره باغ كوحدة قياس وكان أطول من المتر الحالي بخمسة إلى عشرة سنتيمترات.
نشأت كلمة "أرشين مالجي" في شوشا وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة في هذه المدينة. و كان يستخدم الأرشين كوحدة قياس طولها 70 سم من المعدن أو الخشب. "مال" هو منتجات نسيجية مختلفة في أذربيجان. تنتمي اللاحقة "جي" إلى نوع جديد من اللواحق في اللغة الأذربيجانية وتعني نسبة شيء ما الى شخص ومكان. المصطلح "أرشين مالجي" يعني تقديم سلع تقاس بالأرشين في اللغة الأذربيجانية.
انفردت شوشا بصنعة "أرشين مالجي" التي أصبحت تدريجياً شكلاً من أشكال الفن في منتصف القرن التاسع عشر. على الرغم من أنهم لم يكونوا تجاراً، إلا أنهم كانوا يعملون في تجارة صغيرة. على عكس التجار، كان يُسمح لـ"أرشين مالجيين" بحضور اجتماعات النساء وكان لهم الحرية في دخول أي منزل.
كان صوت جميعهم تقريباً جميلاً وممتعاً وكان يستخدمون الألحان الشرقية التقليدية أثناء تجوالهم في الأحياء. كل هذا موصوف في كوميديا "ارشين مال الان" الموسيقية للملحن الاذربيجاني الشهير عزير حاجبيلي.