مجتمع
أهل قرية باشليبيل بكلبجر يزورون قريتهم للمرة الثانية
باكو، 12 مايو، أذرتاج
تشير مصادر تاريخية إلى أن قرية باشليبيل التابعة لمقاطعة كلبجر والتي يزيد عمرها عن 400 عام تقع عند سفح جبل "داليداغ" على بعد 64 كيلومتراً من وسط المقاطعة. وكان يسكن القرية 1996 شخص ويبلغ عدد منازل فيها 259 وفيها ومدرسة ثانوية واحدة وروضة الأطفال ومستشفى قبل العدوان العسكري للقوات المسلحة الأرمنية عام 1993.
عندما احتلت القوات المسلحة الأرمنية مقاطعة كلبجر في أبريل 1993 لجأ 62 شخصاً لم يتمكنوا من مغادرة القرية إلى الكهوف الطبيعية في التضاريس الجبلية المسماة بـ"بورتدا" على بعد حوالي 3 كيلومترات في أعلى نقطة في القرية. قامت العصابات الأرمينية بنهب وإحراق منازل القرويين. من بين 62 شخصاً واضعاً في الحصار كان 48 شخصاً من سكان باشليبيل وواحد من قرى تختباشي و4 من مقاطعة لاتشين و9 من العسكريين الذين كانوا يدافعون عن القرية.
تفيد أذرتاج أن بعض سكان القرية عادوا إلى وطنهم للمرة الثانية لزيارة الكهوف التي لجأوا إليها أثناء الحصار وزاروا قبور اقربائهم الواقعة حول كهوف "بوردا".
من الجدير بالذكر أنه في 18 أبريل حدد الجيش الأرميني مواقع الكهوف التي لجأ إليها السكان وقُتل 12 شخصاً منهم. وقتل ستة اشخاص آخرين في مناطق أخرى في القرية واحتجز 14 شخصاً كرهائن. انسحب الناجون الثلاثون إلى الجبال وعاشوا في كهوف أخرى حتى 22 يوليو. وفر29 شخصاً منهم فقط من منطقة الاحتلال بعد مرور113 يوماً.
تحدث أحد سكان القرية ومؤلف كتاب "الكهوف الدموية" إيلخان صلاحوف عن مأساة باشليبل لوكالة أذرتاج: "كان من الصعب للغاية رؤية قريتنا الوفيرة بنعم وساحاتها وحدائقها ومزارعها في حالة كانت من المستحيل التعرف عليها. لم يعد أي من المنازل الـ 259 آمناً وسليما. ولا يمكن تمييز المنازل عن الإسطبلات والإسطبلات عن المنازل. لا توجد آثار لخطوط الكهرباء والاتصالات كما أزال الأرمن الأعمدة والمحولات ...
لا يوجد قبر واحد في مقبرة القرية غير المعرض لإطلاق النار عليه أو إتلافه من قبل العدو وتم كسر جميع شواهد القبور وإطلاق النار على الصور على الحجارة وتم حفر بعض القبور بوحشية على نطاق واسع. كان الأمر كما لو أن الأرمن ينتقمون من الموتى وشواهد القبور.
ثم قمنا بزيارة الملاجئ المكونة من 6 كهوف على صخرتين تفصل بينهما 30-40 متراً. تذكرنا الآثار بالحصار المشئوم والمريع لكهف - دلاء وأواني وأباريق شاي وأوعية سكر وصحون وزجاجات مياه وأسطوانات زجاجية بأحجام مختلفة وعلبة نفط وزنها 20 لتراً وما نسميه "بابور" عبارة عن سخان يعمل بنفط وملابس وأحذية نساء وأطفال وبطانيات وبطارية جهاز راديو وهو مصدر وحيد للمعلومات للمحاصرين ... على الأطباق كلها تقريباً تظهر آثار رصاص العدو. كانت البطانيات ممزقة ومقطوعة وصوفها مبعثر داخل الكهوف وصادفنا أغلفة فارغة من الرصاص أطلقها الأرمن على الأشخاص العاجزين.
يتابع إيلخان صلاحوف حديثه ويقول: "زرنا قبور ضحايا الحصار المدفونين أسفل كهف "بوردا". تلى إمام القرية ناطق صلاحوف ايات القرآن على أرواحهم وتلى صورة الفاتحة المباركة. قمنا بتنظيف القبور. وضعنا زهور القرنفل التي أحضرناها معنا على القبور. وهنا تلانا الصلوات التالية على ارواح الشهداء المدفونين هنا...
أثناء زيارتنا للقرية وجدنا المنزل الذي ولد فيه المقدم زاور جعفروف الذي قُتل في الحرب الوطنية التي استمرت 44 يوماً. رفعنا العلمين الأذربيجاني والتركي على أنقاض المنزل.
ومن الصعب جداً أن ترى القرية التي ولدت فيها وكنت تجولها وتنفس هواءها وتشرب ماءها فارغة ومدمرة ومخربة. لكن إلى جانب هذا الألم، هناك أيضاً راحة كبيرة وتفاؤل في قلوبنا. بادئ ذي بدء، تم تحرير هذه القرية من احتلال العدو نتيجة عمليات قتالية ناجحة قام بها الجيش الوطني تحت قيادة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة إلهام علييف وإنه شعور مختلف أن ترى قريتك الأصلية المحبوبة زتسير في شوارعها وتحتضن أشجارها الميتة وهناك أمل كبير في قلوبنا جميعاً بأننا سنرى أياماً أكثر ازدهاراً وسعادة في باشليبل. وبهذا الشعور بالأمل، أنهينا زيارتنا الثانية إلى قريتنا الأصلية وعدنا "...