أذربيجان تكشف عن تفاصيل الهجوم الإرهابي على سفارتها في طهران
أدلة جديدة تثبت ان الهجوم كان مخططا أمام مرأى ومشهد من أفراد الشرطة الإيرانية
AzerTAg.az

باكو، 8 فبراير (أذرتاج)
كشفت وزارة الخارجية الأذربيجانية عن تفاصيل الهجوم الإرهابي على سفارة البلد في طهران عاصمة جمهورية إيران الإسلامية.
أفادت وكالة أذرتاج نقلا عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية ايخان حاجيزاده قوله ان سفارة أذربيجان في طهران تعرضت، كما أعلن في وقت سابق، لهجوم إرهابي في 27 يناير العام الحالي، الأمر الذي أدى الى مقتل رئيس حراسة السفارة اورخان عسكروف و إصابة الموظفين الآخرين وهما واصف تاغييف وماهر ايمانوف بجروح.
سجلت كاميرات المراقبة المثبتة في مبنى السفارة كل لقطات الهجوم الإرهابي. تظهر ان الإرهابي مرَّ بسيارته بمبنى السفارة مرتين (في الساعتين 08:05 و08:24 في 27 يناير) بغرض اختيار فرصة مناسبة له لارتكاب الجريمة.
عقب دخول موظفي السفارة من المدخل الرئيسي لمبنى السفارة في الساعة 08:32، تحرك الإرهاب بسرعة وصدم سيارته بتعمد بالسيارة المملوكة للسفارة، الموقوفة امام مبنى السفارة. وفتح موظفو السفارة الباب استجابة لصوت الاصطدام. في النتيجة استغل الإرهابي هذه الفرصة لدخول المبنى، وهو يطلق النيران بسلاحه الآلي. في هذه اللحظة لا ينسى الإرهابي بالتلويح بيده الى الشرطي الإيراني الموقوف حينذاك في نقطة الحراسة امام مبنى السفارة.
بعد دقيقتين من دخول الإرهابي مبنى السفارة في الساعة 08:34، اقتربت سيارة الشرطة الإيرانية من مبنى السفارة وابتعدت عن المكان بعد عدة ثوان من الحديث مع الشرطي الإيراني الموقوف في نقطة الحراسة امام مبنى السفارة.
خلال 4 دقائق أي حتى الساعة 08:36، استمر الإرهابي إطلاق النيران مستهدفا موظفي السفارة الموجودين داخل المبنى الإداري للسفارة، في النتيجة قُتل موظف السفارة اورخان عسكروف متأثرا بالنيران في مكان الحادث، وأصيب الموظف الاخر ماهر ايمانوف بجروح خطيرة في ساقه اليسرى وذراعه اليمنى. والموظف الآخر للسفارة واصف تاغييف باغت الارهابيَّ بغرض تحييده واشتبك معه باليد. لكن اثناء تحييده تمكن الإرهابي باطلاق النار على الموظف الاذربيجاني وجرح احد كتفيه. رغم هذا، واصل اشتباكه مع الإرهابي واستطاع نزع ذخيرة الرصاص من السلاح الناري الموجود على يد الإرهابي. في هذه اللحظة خرج الإرهابي مسدسا كان في بدلته وبدأ يطلق النار منه وجرح الموظف الاذربيجاني في فكه. (وتم العثور على مسدس من طراز "كولت" نزل من حوزة الإرهابي في ذلك المكان). استطاع موظف السفارة إخراج المجرم من مبنى السفارة.
رغم دخول الإرهابي الى مبنى السفارة بالقوة وسماع دوي إطلاق النار المستمر في داخل المبنى وطلب الموظف الاذربيجاني للاستغاثة بشكل مصر، لم يتدخل الشرطي الإيراني الموجود في نقطة الحراسة امام مدخل السفارة فحسب بل غادر نقطة الحراسة وابتعد عن المكان.
لكن الإرهابي الذي اخرج من مبنى السفارة اخذ من جيب بلدته الذخيرة الاحتياطية للطلقات ووضعها في سلاحه الآلي ولوح بيده لأحد مرتين، ثم أطلق النيران بشكل مستمر على مدخل مبنى السفارة وكذلك شبابيك الشقق التي كان يسكنها افراد عائلات موظفي السفارة بمبنى السفارة وهو يطلق كلمات التهديد وتعابير مسيئة. خلال هذه الفترة أضرم النار مرتين على عطارات سيارة السفارة بالمادة الحارقة التي جلب بها.
لما رأى الإرهابي صعوبة فتح بوابة المدخل حاول كسرها بالمطرقة الكبيرة التي اخذها من سيارته ودخل مبنى السفارة للمرة الثانية لقتل الدبلوماسيين وأفراد عائلاتهم. حاول الإرهابي الصعود الى الطابق الثاني وهو يطلق النار بشكل مستمر. لكن موظف السفارة تاغييف أوقف الإرهابي بعد ضربه بمطفأة الحريق وجرح رأسه. (هذه اللحظات بقيت خارج تسجيل كاميرات المراقبة) وفي النتيجة اضطر الإرهابي الى مغادرة مبنى السفارة.
بعد أن غادر الإرهابي المبنى الى الشارع لوح بيده أحدا للمرة التالية ووضع سلاحه الآلي في الأرض، لكن لم يقترب الشرطي الإيراني من الإرهابي في هذه اللحظة أيضا. وحاول الإرهابي إضرام النار على سيارة السفارة الأذربيجانية الموقوفة امام مبنى السفارة بالمادة الحارقة الشبيهة بـكوكتيل مولوتوف التي اخذها من سيارته. لكن الشرطيين تدخلوا فورا عندما اشعل الإرهابي النار في نفسه بعن طريق الخطأ.
في الوقت ذاته، لم يتسارع الشرطيون اعتقال الإرهابي وبدأوا المحادثة معه ولم يتعاملوا معه معاملة المجرم وكانوا مراقبين فقط. استغلالا منه هذه المعاملة، تجول الإرهابي لمدة في المكان وبدأ يهدد دبلوماسيين اذربيجانيين بكلمة "سأقتلكم جميعا" ويشتمهم. ولم يتدخل الشرطيون لهذه الحالة أيضا. بعد ذلك، اقترب الإرهابي بحرية من مبنى السفارة وأخذ المطرقة الكبيرة التي استخدمها لضرب البوابة من الأرض امام مرأى ومشهد الشرطي ووضعها داخل سيارته.
ثم ناشد الإرهابي موظفَ السفارة تاغييف للنزول الى الشارع وهو يطالب من نافذة غرفة مبنى السفارة الشرطيين باعتقال الإرهابي. بعد نزوله بدأ الإرهابي يهدده مجددا وحاول الهجوم عليه.
بعد كل هذا فقط قام الشرطيون بتقييد يدي الإرهابي بكلبشة الامن وابتعدوا معه في السيارة عن المكان. يلاحظ في هذه اللحظة ان شخصا ملثما يأخذ أشياء مجهولة من سيارة الإرهابي ويبتعد عن المكان.
توضح الوزارة : في الأيام الأخيرة ، ظهرت في بعض مواقع التواصل الاجتماعي والموارد الإعلامية تعليقات غير دقيقة حول التسلسل الزمني للهجوم الإرهابي. كان السبب الرئيسي لذلك هو الاستنادات الخاطئة على الاوقات الظاهرة في تسجيلات الفيديو. ونعلمكم في هذا الصدد أن الوقت في كاميرات السفارة التي تخرج إلى الشارع يتأخر 24 دقيقة من الوقت الحقيقي. و هذا الاختلاف يرجع إلى بعض العوامل الفنية.
إن اختيار الإرهابي يوم الجمعة، الذي هو يوم العطلة في ايران، لارتكاب جريمتها الإرهابية، بهدف التقليل من الظروف المحتملة التي يمكن أن تمنع ارتكاب الجريمة، حمله بندقية نارية آلية مزودة بكامل الرصاصات، ومسدس من نوع كولت و" زجاجة مولوتوف " والمطرقة الكبيرة وغيرها من المعدات وعدم تدخل الشرطة الإيرانية لمنع العمل الإرهابي يدل كل هذه الحقائق ان الهجوم كان حادثا مخططا مدبرا مسبقا.
خطأ في تهجئة أو إملاء النص