سياسة
برلمان أول جمهورية ديمقراطية بالمشرق الإسلامي – 3
باكو، 28 فبراير، أذرتاج
له ما قبله في: https://azertag.az/ar/xeber/arabic-1141079
وأتى افتتاح برلمان جمهورية أذربيجان الشعبية بجو جديد في البلد. وفي ذلك اليوم، في 7 ديسمبر عام 1918م تبنى البرلمان قانون العفو السياسي في الجلسة الأولى. وأسس لجنة العفو العام لتحرير مشروع لإجراء العفو. وعقدت اللجنة جلسات في 11 و13 و17 و25 ديسمبر وحررت مشروع القانون «في العفو السياسي بمناسبة افتتاح برلمان جمهورية أذربيجان » وإحالته إلى نظر البرلمان في الجلسة السابعة المنعقدة للبرلمان في 8 يناير عام 1919م. وكان القانون ينص على الاعفاء عن اشخاص سجناء متهم بهم بعدد من المواد الجنائية والمدنية الروسية سارية المفعول على البلد قبل يوم 7 ديسمبر 1918م بجانب انهاء النظر في جميع الدعاوى والمرافعات القضائية المفتوحة قبل 7 ديسمبر.
ونص القانون المتخذ في 18 فبراير 1919م في الجلسة الـ 15 للبرلمان الأذربيجاني على انشاء وحدة حرس للبرلمان حيث أحال رئيس لجنة الميزانية والمالية البرلمانية أبو ذر بيك رضايف ملف حرس البرلمان إلى النظر وتبنى البرلمان قانونا على أساس المشروع المطروح. وكان القانون ينص على انشاء وحدة حرس البرلمان المتكونة من 8 ضباط و192 جندي بقوام 200 فرد عامة وأن تكون تابعة لمجلس إدارة البرلمان وتخصيص مليونين ومائتي ألف مانات من ميزانية الدولة للوحدة.
وكان البرلمان الأذربيجاني يضم 11 لجنة برلمانية وهي لجان المالية والميزانية ومقترحات قانونية وتفويض وعسكرية وزراعية واستفتاءات واقتصادية تنظيمية ترتيبية ورقابية على استخدام قوى إنتاجية في البلد وتحرير ومسائل عمال ولجنة مركزية للانتخابات إلى مجلس المؤسسين.
وكان البرلمان الأذربيجاني عقد جلسته الأولى الافتتاحية في 7 ديسمبر 1918م وجلسته الأخيرة في 27 أبريل عام 1920م. وعقد البرلمان الأذربيجاني 145 جلسة خلال فترة نشاطه الممتدة على طول 16 شهرا و20 يوما او 506 يوم ولم يتمكن من عقد 15 جلسة منها بسبب عدم النصاب.
وكان البرلمان الأذربيجاني يأخذ محمل الجد البالغ نصابا طرح لأول مرة في جلسة البرلمان المنعقدة في 16 يناير 1919م وتم تحديد 41 نائبا أي نصف النواب المنتخبين وفي الحقب التالية لم تعقد جلسات البرلمان الـ15 لسبب النصاب مع تحرر محاضرها.
ومن 130 جلسة برلمانية من 145 جلسة أصلا انعقدت جلستان في 28 مايو و15 سبتمبر 1919م بمناسبة الذكرى السنوية لاستقلال أذربيجان وتحرير باكو و4 جلسات احتفالية في 12 مارس 1919م و12 مارس 1920م بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والثالثة للثورة الروسية الكبرى وجلستان في 27 يونيو 1919م بمناسبة الاتفاقية على التعاون العسكري بين أذربيجان وجورجيا وفي 14 يناير 1920م بمناسبة اعتراف الدول المشاركة في مؤتمر باريس للسلام باستقلال أذربيجان بالفعل وجلستان طارئتان في 20 ديسمبر 1918م بإعلان أرمينيا حربا على جورجيا و17 مارس 1920م بتصديق الاتفاقية على التعاون الاقتصادي بين جورجيا وأذربيجان.
والجلسات الـ122 الأخرى كانت جلسات عمل تبنت قرارات وقوانين بعد النظر في ملفات خاصة بالسياسة الداخلية والخارجية والسياسة الاجتماعية والسياسة الزراعية والاقتصادية والمسائل المالية والتشريعية والجيش والبناء المدني وغيرها.
وأحيل أكثر من 270 مشروع قانون في جداول أعمال الجلسات واتخذ نحو 230 مشروع منها بجانب إعادة غيرها إلى اللجان المعنية للتعديلات والعلاوات.
ولم يتبن البرلمان الأذربيجاني أي مشروع قانون مطروح في جلسة النظر فيه الأولى وأعار البرلمان أهمية بالغة لأفكار وآراء صدرت في المناقشات وأحالها إلى اللجان للتعديلات والعلاوات ولهذا السبب جرى تبنيها كالعادة القانونية بعد النظر الثالث فيها.
وكانت سياسة اللغة احدى المسائل الخاصة التي حظيت باهتمام ودقة البرلمان الأذربيجاني. وأعلنت حكومة الجمهورية اللغة الأذربيجانية لغة الدولة وكانت تدعا آنذاك اللغة التركية بقرار 27 يونيو 1918م وكانت لغة البرلمان الأذربيجاني رسميا. وكانت جلسات البرلمان تعقد باللغة الأذربيجانية الحكومية وفقا لنظام البرلمان وعندما كان نائب غير محلي اقترح بإلقاء خطاب بغير اللغة الأذربيجانية تطرح هذه المسألة للنظر في احدى جلسات البرلمان لتبني قرار خاص بها مع منح الحق لممثلي الأقوام الأخرى والضيوف الأجانب في التكلم باللغة الروسية.
وكان من الواجب على النواب الاذربيجانيين أن يلقوا خطاباتهم باللغة الأذربيجانية فقط. وراعى البرلمان هذا المبدأ خلال جميع نشاطه عدا مرتين اثنتين واحداهما في 25 فبراير 1919م في الجلسة الـ 16 منح البرلمان حق القاء خطاب بالروسية لوزير الدفاع العسكري صمد اقا مهمانداروف برجاء شخصي منه مع أن خطابه الروسي المذكور ترجم إلى الأذربيجانية لنشره في جريدة «أذربيجان » الصادر في 7 مارس 1919م وفي المرة الثانية منح الحق لالقاء خطاب بالروسية للنائبين قرابايوف ورستمبايلي لتسهيل التفاهم بينهما وبين النائبين الارمينيين خوجايان وجوباريان بتبادل الخطابات باللغة الروسية حول احداث 4 يونيو نفس العام في قرية غيب علي لناحية شوشا الأذربيجانية.
له ما بعده.