سياسة


علي حسنوف: بدء حملة جديدة ضد أذربيجان في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا غير مستغرب وليس من المصادفة

علي حسنوف: بدء حملة جديدة ضد أذربيجان في الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا غير مستغرب وليس من المصادفة

باكو، 28 أبريل (أذرتاج).

ان الدوائر التي تعمل في الغرب ضد أذربيجان بشكل مستمر ومستهدف والمنظمات ووسائل الاعلام تحت سيطرتها تكثف نشاطها قبيل الفعاليات المهمة التي تجري في البلد وتسعى الى تشويه سمعة أذربيجان وذلك الفعالية بكل دأب وإصرار.

أفادت وكالة أذرتاج ان هذه الكلمات قالها مساعد رئيس جمهورية أذربيجان في الشئون الاجتماعية والسياسية علي حسنوف في صفحته في فيسبوك ردا على "تقرير" أعدته الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا عن أذربيجان.

وكتب علي حسنوف: "معلوم ان أذربيجان استضافت العديد من الفعاليات الدولية من مطلع عام 2018 أيضا وحدثت في حياة البلد احداث مهمة عديدة. وصف معظم الخبراء الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أذربيجان في 11 ابريل بالاستفتاء على تجديد الثقة في السيد إلهام علييف. ان الخطوات المتخذة في تشكيل الحكومة الجديدة بعد انتهاء الانتخابات لقيت استحسانا كبيرا من قبل المجتمع. نحتفل بمئوية تأسيس الديمقراطية في العالم الإسلامي، وتم إطلاق حملة جادة للحصول على تقييم قانوني سياسي للمرافق الدولية تجاه الابادة الجماعية التي تعرض لها الاذربيجانيون قبل قرن. وتستكمل الاعمال المنفذة في بعض مكونات مشروع "ممر الغاز الجنوبي" الذي ينفذ تحت قيادة أذربيجان سنحتفل بافتتاح "تاناب" بعد وقت قليل. تم اتخاذ القرارات البالغة الأهمية بشأن تنفيذ مشاريع النقل ذات الأهمية الجيوستراتيجية المهمة وتستمر الاعمال في هذا المجال. اما هواة الرياضة الذين جاءوا الى أذربيجان لمشاهدة سباق الفورمولا 1 فلا يخفون اعجابهم وانبهارهم من جمال باكو المعاصرة أيضا.

انظروا! حدثت هذه الفعاليات خلال الأشهر الأربعة لعام 2018. تنتظرنا فعاليات واحداث ستسترعي مع أهميتها وروعتها اهتمام المجتمع الدولي الى بلدنا.

فماذا يحدث في أرمينيا؟! لا تسكت المشاعر ولا تتوقف الاستياء الشعبي الذي ظهر بعد الانتخابات في هذ البلد، التي صادفت في يوم الانتخابات الأذربيجانية. اجبر الشعب الأرميني سيرج ساركسيان الذي استغله منذ ازمنة طويلة وقام بتجريده من المجتمع الدولي والحياة السياسية والاقتصادية للمنطقة ونهب كل الموارد المادية على الاستقالة ولكنه لم يسكت. ونفهم تشاؤم اليوم الذين هنأوا ساركسيان بمناسبة انتخابه رئيسا للوزراء مع تمنيات الرفاهية والرغد لأرمينيا.

يبدو ان هذا المشهد – أي من جهة وجود أذربيجان القوية والمواصلة لتنميتها بنجاح ومن جهة أخرى حالة أرمينيا التي تئن في بؤر الاضطرابات السياسية وفقدت مستقبلها تقلق الدوائر المضادة لأذربيجان في الخارج. أنا على ثقة في ان عدم جدوى "حملة السب" الممولة بأموال طائلة يؤرقها أيضا.

وفي هذا السياق، فان إطلاق حملة جديدة في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا على أساس الآراء غير الموضوعية التي طرحتها بعض المنظمات غير الحكومية ووسائل الاعلام في الغرب، التي تم اثبات نشاطها المضاد لأذربيجان مرارا ليس من باب الاستغراب والصدفة قط. نتفهم هدف شبكة OCCRP والقوى الداعمة لها التي تنشر "أبحاثها" على صفحات خاصة لبعض النشرات العابرة للقوميات في الغرب.

لا تريدون قبول سياسة مستقلة تنتهجها دولة صغيرة برزت على خريطة المسرح السياسي الكبير. ان امتلاك أذربيجان الجمهورية السوفييتية السابقة ثرواتها الوطنية، وتعززها وتحولها الى فاعل دولي لا يعجب تلك الدوائر. ولا يمكن تدبير اعمال الشغب بمساعدة "الطابور الخامس" الداخلي وزعزعة الاستقرار واجبار أذربيجان على التنازل.

وأذربيجان لا تنضم الى الحملات التي تطلقها الغرب والعقوبات التي تفرضها على دول الجوار ولا تسمح باستخدام أراضيها كمعبر ضد أي هذا البلد او ذاك. كذلك فإن محاولات نقل "موجة ديمقراطية " لتسعينيات القرن الماضي الى الجنوب وآسيا المركزية عن طريق أذربيجان لم تعجب أذربيجان، ان أذربيجان لا تشارك اليوم أيضا في مشروعي "الشرق الأوسط الكبير" و"الهلال الشيعي" الجديد أيضا، ولا تشارك في أية اتفاقية مضادة لشعوب روسيا وإيران وتركيا الصديقة. والحال كان ثمة حالات تشجيع وتحريض وضغوط كافية للقيام به ولا تزال موجودة.

وأذربيجان تنتهج سياستها الخارجية بشكل مستقل وبناء على مصالحها الوطنية. وموقف الشعب يعلن في منصات المنظمات الدولية.

قصارى القول، يصمد بلد يتجاوز عدد سكانه 10 ملايين نسمة امام ضغوط القوى المهيمنة في العالم ويتبع نهجه واكتسب نفوذا واحتراما كبيرا كشريك موثوق به وحليف يمكن الاتكاء عليه في المجتمع الدولي.

ان مسألة الاستفادة من طاقة وقوة الجالية ومجموعات المصالح في الخارج لأجل المصالح الوطنية لها مكان مهم في السياسة الخارجية لأية دولة. ان اللوبية نشاط عرفت السياسة الغربية العالمَ بها. على سبيل المثال، فإن هذا النشاط ينظم بالقانون في العديد من البلدان الغربية، والولايات المتحدة الامريكية. تنفق الولايات المتحدة الامريكية اكثر من 200 مليار دولار في السنة في الخارج لتنفيذ هذه الأغراض. كذلك ينفق الاتحاد الأوروبي مئات ملايين يورو في المشاريع المتعلقة بالسياسة والتعليم والمنظمات غير الحكومية الى جانب برنامج "الشراكة الشرقية".

تتبع أذربيجان هي الأخرى نفس الطريق ، تستفيد من قوة وامكانيات الشركات والهيئات المهتمة ببلدنا اقتصاديا والدول التي تنتفع من سياسة ممرات الطاقة والنقل، تحرص على التعاون مع الساسة ووسائل الاعلام والمنظمات غير الحكومية وتكتلات برلمانية. تنفذ مشاريع مهمة عن طريق مؤسسة حيدر علييف والمؤسسة الأذربيجانية لدعم التنمية الدولية، تستضيف فعاليات دولية لأجل تعزيز هيبة البلد. أليس من حق أذربيجان في العمل مع المنظمات الدولية؟ أليس من العيب ألا نكرم الضيوف؟ هل من العيب تقديم هدايا تذكارية من رموز بلدنا إليهم؟

رئاسة مؤسسة كارنيجي التي لها دور كبير في تمويل المنظمات الموالية للأرمن مثل بيب لاين نييد وكذلك فريدوم هاوس وامنيستي انترنيشنل عبارة عن ممثلين للجالية الارمينية. كما يعمل جون كيري الذي حوّل مكتبه الخاص إبان كونه وزير الخارجية لمقر لحملات معادية لأذربيجان موظف بصفة خبير لدى مؤسسة كارنيجي اليوم. وما سبب انارة ضوء خضراء في الغرب امام فعاليات الجاليات الارمينية اللوبية مع تشجيع فعاليات معادية لأذربيجان تشجيعا سافرا في حين عدم الاعتراف بحق دولة أذربيجان في الدفاع عن نفسها؟

يتذكر على الأرجح متابعون فاعلون للأخبار السياسية وراء الكواليس حقبة غير بعيدة عندما كانت أذربيجان اعادت استقلالها حينما كان عدد كبير من المؤسسات المحتالة الغربية المختلفة ورجال الاعمال وأصحاب المشاريع والساسة وغيرهم يحاولون إقامة تعاون مع البلد متقدمين باقتراحات كثيرة بتنظيم حملات إعلامية في العالم الدولي لصالح البلد وفي معظم الحالات كانوا يحرصون وراء تلك الاقتراحات على قبض حصة من الثروات الوطنية الأذربيجانية. فما كان علينا آنذاك ام الان، هل كان علينا ان نعمل مع أولئك اللصوص المستهدفين غنائم وانفالا في ولاية سوفياتية بائدة فتحت مجددا وهم يكتمون مثل هذه الأفكار الخبيثة؟

وما هو سيء في استخدام أذربيجان مجموعات سياسية واقتصادية فاعلة واشخاص سليمي الفكر نافذين من اجل الدفاع عن مصالحها في المحافل الدولية؟ وما نفذته اللوبي المتشكل لأجل أذربيجان؟ وكفانا هنا بمجرد تعداد الوثائق المتخذة حتى الان بشأن نزاع قراباغ الجبلي من جانب مختلف الهياكل والمنظمات الأوروبية لا بل تحتل مكانا أكبر. وفي هذا النجاح عمل كبير سواء للدبلوماسية الأذربيجانية والجالية الأذربيجانية ولماذا نسين نسيانا سريعا مشاعر صدمة كبرى ولمدة طويلة بين أعضاء الوفد الأرميني ووزارة الخارجية الارمينية عند تبني مثل هذه الوثائق للمرة الأولى؟

ويستعد الذين يعيشون الى الان صدمة فشل "مشروع شتراسير" المشؤوم عام 2013م للثأر في قضية "سجين سياسي" من جديد. هذا ليس إلا لعب ماكر تال مفبرك ضد المصالح الوطنية الأذربيجانية. فما رأيكم، هلا تدافع الدولة عن مصالحها؟

ونفهم أغراض الأوساط الخارجية المعادية لأذربيجان ولكننا لا ندرك الذين هم من أذربيجان ويدعمون لهذه الحملات والمشاركين في تلك الاعمال التشويهية. وليس من الممكن توضيح موقف معاد لليوم للذين كانوا يتهمون أذربيجان بتشكيل مجموعات دعم سياسية ولوبي اقتصادي على حساب قواها الشخصية وهم يضربون امثالا من فعاليات اللوبي الأرميني دائما.

ونريد من المعارضين داخل البلد ان نستمع عنهم أسئلة مثل "لماذا يقل عدد اللوبي الأذربيجاني لدى المؤسسات الأوروبية ومجالس الدول الغربية والهياكل الدولية؟ " و" لماذا لم تتحول مؤسسة نافذة او منظمة أهلية ومركز فكر هام تملك قوة تأثير قوي على الرأي العام في هذا البلد الغربي او ذاك؟ " وهيرهما. ولهذه الأسئلة جواب بسيط أيضا. أولا، انشاء لوبي يطلب بوقت كبير وفعاليات مكثفة. ولا شك في ان التعيينات المنفذة الأخيرة من السيد الرئيس ستسرع هذا العمل أيضا. ثانيا، هناك بعض الأشخاص الذين كان عليهم ان يدعموا عملية بناء اللوبي والجالية اتخذوا سبيل خيانة في أحيانا. وهناك اشخاص كانوا يتولون مناصب عليا مثل سفير دبلوماسي لدى المجلس الأوروبي يتحدثون اليوم باعتزاز عن بعثهم بشكاوى مخفية الى الهياكل الأوروبية والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا حول فعاليات اللوبي الأذربيجاني. وهاكم السبب الهام جدا هناك بعض من الذين كان عليهم ان يشكلوا اللوبي قد قبلوا كل شيء بما فيه خيانة من اجل قطع سبيل هذا العمل."

وابلغ مساعد الرئيس ان هناك بعضا من ممثلي الجالية الذين كان عليهم ان يساعدوا عملية بناء اللوبي قد تحولوا الى "معارضة إقامة" شكلها الغرب ليناضلوا ضد دولة أذربيجان بالتعاون مع اللوبي الأرميني. وتسعى "معارضة إقامة" سعيا كبيرا الى بذل قصارى جهدها في جلسات الاستماع لمنظمة بيب لاين نييد الموالية للأرمن لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.

ولكنه مهما يبدو وخيما فإن المعارضين لا يتهموننا بضعف اللوبي بل ب تشكيل فعاليات اللوبي عموما. وشعارات مرهونة على الحيثية الشعبية مثل شعار "هيهات فقدنا الشريعة" الخاص بالقرن التاسع عشر للمعارضة الراديكالية التي تتغذى من الأوساط الأوروبية المعلومة وحتى اتهامها الحكومة بحدث وقع في فندق ما لا يشير إلا الى الشعبية والعادية. أولا، إن بيان بدرو اغرامونت المعلوم قد أتى ردا شاملا على هذه الادعاءات. ومن جهة أخرى، بيانات معاكسة اليوم للذين كانوا يرددون هتافات "لماذا تطلب وثائق عن الأزواج لدى الفنادق " قبل فترة لا تصدق إلا على كونهم هواة التلاعب البسيط.

والان، اطلب ردا على مثل هذا السؤال: اذا وقع في فندق ما حدث سيئ واقترح شخص بشيء الى آخر فما صحة اتهام الحكومة بذلك؟

ونحن وفقا لنموذج بعض البلاد ننتظر عن معارضينا فكرة سليمة وموقف موضوعي حيال المسائل الوطنية. ويمكن ان تكونوا معارضين على الحكومة ولكن المعارضة ضد الدولة والشعب لم يشد به في أية حقبة وفي تاريخ أي شعب.

يبدو ان الأوساط الأجنبية تحاول تشكيل أجواء استياء عامة تسقط دولة أذربيجان عن الاعين باستخدام خدمات معارضي الحكومة. غير اننا نستطيع ان نقول بكل عزم ويقين إن هذه المحاولة لتكوين فوضى اصطناعي كما كان سابقا ستبوء بالفشل أيضا. أذربيجان بلد مفتوح امام التعاون والشراكة ولكنها لن تقبل ضغطا وبلطجة وابتزازا وسياسة التهديد كما لم تقبل. فلذلك، لا شك في تكبد محاولة الحاق اضرار بنفوذ أذربيجان الدولي من خلال هذه الحملات السخيفة بالفشل عاجلا ام اجلا.

© یجب الاستناد بالارتباط التشعبي (hyperlinks) إلى أذرتاج في حالة استخدام الأخبار
في حالة وجود خطأ في النص نرجوكم ارساله الينا من خلال استخدام ctrl + enter بعد تحديده

الاتصال بالمؤلف

* املأ الحقول المشار إليها برمز

الأحرف المشار إليها آنفا