أخبار عالمية
اللوبي الأرميني في إيران ولبنان ينفذ أعمالا قذرة – تحليل
طهران، 25 سبتمبر، أذرتاج
حط إسقاط طائرة بدون طيار كانت تنفذ رحلة استكشاف في أجواء إيران في 6 سبتمبر محط الإعلام العالمي. وكتب الإعلام اللبناني أن هذه الطائرة كأنها دخلت أجواء إيران من أراضي أذربيجان. ولم تخصص طهران الرسمية أهمية كبيرة إلى درجة لهذا النبأ المنشور في الصحافة اللبنانية. وأدلت وزارة الدفاع ببيان فندته فيه. كما أن بعضا من وسائل الاعلام الإيرانية بالغت في هذه القضية إلى درجة ما. والبتة، لم يوضع أي ثبوت وبرهان. فلماذا تعرضت أذربيجان دون أي ثبوت لتهم في صحافة إيران ولبنان؟
وفي طهران مراسلون يمثلون كذلك وسائل الاعلام اللبنانية. ونتحدث مع أولئك الصحفيين والمراسلين خلال مختلف الفعاليات الدولية. وحسبما يقولون إن الصحافة اللبنانية يعمل فيها عدد كبير من الصحفيين الأرمن وهم يراقبون على عدد من المؤسسات الإعلامية أيضا. والى جانب ذلك، هناك منشورات إعلامية كثيرة تابعة للمنظمات الارمينية الناشطة في لبنان. وقد نشرت خبرا حول دخول طائرة دون طيار أسقطها جيش إيران من أراضي أذربيجان إلى أجواء إيران احدى تلك الجرائد الخاصة بمنظمة ارمينية في لبنان. واضطررنا بذلك إلى تدوين مقال واسع تال حول الجرائد والمنشورات الإعلامية الارمينية الناشطة في لبنان.
هذا وظهور هذه المقالات التي لا أساس لها في مثل هذه الأحيان التي تشهد تطور العلاقات بين باكو وطهران تطورا سريعا يمكننا من القول بأن اللوبي الأرميني يسعى إلى خرق العلاقات بين الدولتين المجاورتين والصديقتين وذلك ليس من باب الصدفة على الإطلاق. وزيارات متبادلة لرئيسي أذربيجان وإيران والوثائق الموقع عليها على هامش تلك الزيارات حول توسيع علاقات التعاون المثمرة في المجال الاقتصادي قد بعث قلقا عميقا إلى بعض القوى. والشركات العابرة للقوميات التي تحاول إخراج إيران من منطقة الشرق الأوسط ترنو إلى مصادر الطاقة الغنية في هذا البلد. والذين يريدون إجبار إيران إلى الجثو من خلال العقوبات الاقتصادية التي لا تحمل دائما طابعا عادلا قد سعت إلى خرق علاقاتها مع جيرانها أيضا وذلك عن طريق تشغيل مبدأ "صيد الأسماك في المياه العكرة". وليست خطة بذر بذور النفاق بين الدولتين المجاورتين تنفذ لأول مرة حيث قد سلك رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الذي كان يزور إيران خلال فبراير العام الجاري نفس السلوك الاستفزازي. وأثناء لقائه مع اللوبي الأرميني التقط صورة ذاتية أمام شعار "قراباغ لأرمينيا" ليشاركها في شبكات التواصل الاجتماعي. والمسؤولون الإيرانيون الذين أخذوا بعين الاعتبار آنذاك قلق الأهالي في أذربيجان وصفوا تحركات باشنيان باستفزازية مع تنديد سلوك الأرمن من مواطني إيران. أي، أصبح من المعلوم أن أيا من الأرمن المقيمين في إيران لم يبد موقفا من قضية الاحتلال طوال السنين البالغة 25 عاما التي تشهد احتلال أرمينيا قراباغ الجبلي والمحافظات المطلة عليه. وعلى كل حال لم يلاحظ من مظاهرة او احتجاج في المدن مثل طهران وأصفهان وأرمويا التي يسكنها الأرمن جماعيا بشأن قراباغ الجبلي. كما لم يصدر عنهم أي تحرك او سلوك يذكر او يستلفت اهتمام المجتمع الدولي بطلب إعطاء قراباغ الجبلي أرمينيا. فما حصل أن ظهرت مشاعر المواطنة الكاذبة لدى أرمن إيران على الفور إثر وصول باشينيان إلى إيران؟ إذن، قد دبرت هذا الاستفزاز أرمينيا نفسها ونفذتها خلال زيارة رئيس الوزراء الأرميني. والغرض معلوم وهو خرق علاقات الجارين.
أذربيجان وإيران بلدان صديقان مجاوران. والقضية الأهم التي تهم كلتا الدولتين بجانب الروابط التاريخية هي الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي السياسي لتطوير الاقتصاد. وليس قط هدف الذين يريد خرق الاستقرار مع الإملاء على هتين الدولتين هو التوصل إلى الحياة الحرة والمزدهرة للشعبين بل الحيلولة دون ممارستهما سياسة مستقلة.
وقد سبق أن صرح الرئيس إلهام علييف قبل قليل بان أذربيجان لن تسمح باستغلال أراضيها ضد إيران. وما كان من باب الصدفة إدلاء الرئيس الأذربيجاني بمثل هذا التصريح أثناء تخطي العلاقات مع إيران مرحلة التنمية حيث أن رئيس الدولة باعتباره شخصية سياسية بصيرة كان يلم الماما قاطعا بان هذه العلاقات ستواجه من أراد الإخلال بها.
وتواجه أذربيجان اليوم ضغوطا بسبب انتهاجها سياسي خارجية مستقلة وكذلك موقفا مزدوجة المعايير ضد نفسها. وتسعى القوى الكبرى إلى إدارة أذربيجان وتوجيهها إلى جهات تريدها هي واستغلال الدولة على كيفها بعد أن تمكنت من إعادة بناء استقلالها على حساب دماء أبنائها انتهازا منها للفرصة السانحة المتكونة خلال مرحلة التنمية التاريخية. ولكنهم يغضون النظر عن سياسة الأرمن العدوانية والمجازر التي ارتكبوها. حيث يتذكرون حقوق الانسان والديمقراطية عندما يسعى الشعب الأذربيجاني إلى التقدم على سبيله دون أن يمنع أحدا واحراز إنجازات بقيادة الرئيس إلهام علييف في هذا السبيل. ولا يرتاب احد في استغلال هذين المفهومين وامثالهما من اجل التدخل في الشؤون الداخلية والسياسة الخارجية للدول المستقلة.
ولكنهم يحاولون هذه المرة جلب أذربيجان إلى نزاع مع جارها من خلال تكوين عدم الثقة المتبادلة لاسقاط ارنبين من طلقة واحدة. ونصب احد الخرطوشين إلى إيران وثانيهما إلى أذربيجان. وفي حال خرق العلاقات يقع اقتصاد إيران تحت ضربة وهو يعاني من العقوبات دون ذلك. كما يبقى غير مستكمل مشروع ممر النقل الدولي الشمال الجنوب الذي من شأنه أن يعطي دفعة كبيرة لتنمية اقتصادي أذربيجان وإيران لتهدر الأموال المصروفة لهذا المشروع وإغلاق خروج إيران إلى العالم. وفي ظروف المد والجزف في أسعار النفط لأسباب سياسية في الأسواق العالمية يأتي ذلك مانعا أمام أذربيجان التي تخصص أهمية كبيرة لممرات النقل الدولية سعيا منها إلى تنويع اقتصادها لتلعب دور بلد عابر. ونشر الصحافة التابعة للوبي الأرميني خبرا وهميا يستهدف تنفيذ هذه الخطط. البتة، نجد في كل من إيران وأذربيجان من يريدون لعب دور "الطابور الخامس" الذين يحاولون مبالغة القضية.
وليست التكنولوجيا السياسية المثيلة تطبق لأول مرة. وقبل كل تدخل عسكري في كل من العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من الدول كانت الصحافة الخارجية تنشر أخبارا حول وجود أسلحة الدمار الشامل في هذه البلاد ولكنه كان يتضح فيما بعد أنها لا تملك أي شيء مما ادعي به وقد شهد المجتمع الدولي أن السلاح النووي وحقوق الإنسان والديمقراطية مجرد ذرائع والسبب كما ذكرناه أعلاه هو الرغبة في إدارة الدول المستقلة. واللوبي الأرميني الواجد في إيران ولبنان ينفذ أقذر الأعمال في هذه القضية.
بقلم رابل كتانوف
مراسل أذرتاج
طهران