أخبار رسمية
نداء الرئيس إلهام علييف بمناسبة يوم تضامن أذربيجانيي العالم وعيد رأس السنة
باكو، 1 يناير، أذرتاج
وجه رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف نداء بمناسبة يوم تضامن أذربيجانيي العالم وعيد رأس السنة الجديدة.
وجاء في نداء الرئيس إلهام علييف ما يلي:
"المواطنون الاعزاء،
نكتمل عام 2024م بنجاح. وجميع المسائل المنوطة مطلع العام المنتهي قد وجدت حلولا لها. وقد تطور بلدنا تطورا حاسما. وازداد نفوذ بلدنا الدولي ازديادا كبيرا. وثمة تنمية ايجابية في اقتصاد البلد وازدادت قدرتنا العسكرية. ويسود الاستقرار على بلدنا. وتعايش الشعب الأذربيجاني في ظروف آمنة.
والاحداث الجارية اليوم عبر العالم مشهد ومسمع جميعنا. ويزداد تأجج الحروب والصراعات والاصطدامات الجديدة. وتستمر الصراعات الدموية على مختلف مناطق العالم. وأما أذربيجان فهي عايشة في ظروف سلمية وآمنة ومستقرة. وأنا متأكد من استمرار الظروف السلمية والآمنة الى الأبد.
وقد حصل عدد عديد من الاحداث المهمة خلال عام 2024م. وأهم القضايا من بينها تحرير أربع قرى محافظة قازاخ من الاحتلال بعد أن وقعت تحت الاحتلال في اوائل التسعينات. ولم نتخلف قط عن موقفنا من هذه القرى ولو خطوة واحدة. وما كنا قد نسينا تلك القرى أبدا. ولكن استعادة سلامة اراضينا وسيادتنا كان لها منطق خاص بها. وقد عالجنا كل شيء وجميع القضايا معالجة حاسمة ومتتالية. وقد حررنا في المرحلة الاولى القسم الكبير من قراباغ وزنكزور الشرقية من المحتلين خلال الحرب الوطنية عام 2020م. والقسم الباقي تحت الاحتلال تم تحريره من المحتلين نتيجة لعملية مكافحة الارهاب المنفذة في العام الماضي واستعادت أذربيجان سيادة دولتنا بالكامل. واسترجعنا أربع قرى محافظة قازاخ هذا العام وبدون إطلاق طلقة بل عبر طرق سياسية. ولكنه من الحقيقة أنه اذا لم تحصل الحوادث الحاصلة في العلاقات الأذربيجانية الارمينية خلال فترة الأربع سنوات الاخيرة فالبتة لن تكون أرمينيا أن تستعيد تلك القرى الينا طواعية. وقد فعلوا ذلك مضطرين اليه وقبلوا ذلك وهم يدركون قوتنا السياسية والعسكرية وآمل في مواصلة أرمينيا أخذ الحقائق الجديدة المهيأة في جنوب القوقاز وفي الوقت ذاته عبر العالم جمعاء بعين الاعتبار في سياستها. وقد أنشأنا نحن هذه الحقائق الجديدة في جنوب القوقاز. وهيأت الحرب الوطنية هذه الحقائق وزادت استعادة سيادة دولتنا من تعزيز تلك الحقائق وأثبتنا الحقائق الجديدة التي أنشأناها في جنوب القوقاز على الساحات الدبلوماسية والدولية والسياسية وقد اعترف جميع العالم بهذه الحقائق الجديدة.
فلذلك أعتبر أن حملة تسليح أرمينيا واسعة النطاق مصدر تهديد آخر على المنطقة. واذا أشرنا الى أكبر قضية مثيرة للقلق عندنا خلال العام المنتهي فهي طبعا تسليح أرمينيا وتسلحها. ولا توضيح منطقي لذلك. وقد واجهت أرمينيا في سياستها الاحتلالية فشلا تاما. وهزيمتها العسكرية عام 2020م وكذلك عام 2023م كانت من شأنها أن ترشدها الى الطريق المستقيم وقد كنا نسعى الى ذلك ونواصل اليوم جهودنا. وقد أنذرت مرارا سواء هل في بياناتي الرسمية ام خلال المفاوضات التي نجريها مع الجانب الارميني لأن يتجنبوا من هذا الطريق الخطير. والدوائر الخارجية والبلدان الاجنبية التي تحرضها على ذلك والتي تجبرها على القيام بهجوم على أذربيجان اليوم لن تقوم وراءهم وهي ببساطة لن تستطيع القيام. ولا قوة تقدر على التنافس في الساحة العسكرية معنا في هذه المنطقة. فلذلك أقول مرة اخرى إنهم يجب عليهم أن يرجعوا من هذا الطريق الخطير بدون تأخر. لأن جنوب القوقاز ينبغي لها أن تصبح منطقة السلام والأمن والأمان. ولعل تسلح أرمينيا واسع النطاق والسريع وتزودها بالاسلحة الفتاكة يخل بهذا السلام والظروف السلمية المحتملة.
ويجب أن أذكر قضية أخرى وهي أن أذربيجان لن تقوم بأداء دور متابع أو مكتوفتي الأيدي في هذه القضية ببساطة. ولن تندثر من ذاكرتنا الاحتلال المستمر خلال الثلاثين عاما ومدى الدمار والخراب والهدم في قراباغ وزنكزور الشرقية ومجزرة خوجالي وعيش مليون شخص من مواطنينا كلاجئين ومشردين بسبب أرمينيا. ولن ننسى ذلك. يجب أن نأخذ بعين الاعتبار سياسة أرمينيا الاحتلالية وماهيتها الى الأبد. فلذلك فأقوم الآن مرة اخرى وأنا معتبرا ذلك واجبا عليّ بإنذار قيادة أرمينيا إنذارا آخر لكي تتجنب من هذا الطريق الخطير. والحال أنهم غير قادرين على التنافس معنا في الساحة العسكرية او ساحة أخرى أية كانت.
ونظرا لتسلح أرمينيا تسلحا جماعيا زدنا ميزانيتنا العسكرية للعام المقبل زيادة كبيرة. وقد بلغ المبلغ حدا قياسيا وهو 4ر8 مليارات مانات. وأذكر مرة اخرى اننا رفعنا ذلك الى هذا الحد كوننا مضطرين الى ذلك. لأنه لا يجوز لنا أن نتأخر في سباق التسلح الذي باشرته أرمينيا في جنوب القوقاز. ولكن لولا سباق التسلح هذا ليتم توجيه نصف هذا المبلغ على الاقل الى المجالات الأخرى بما فيه أعمال اعادة بناء قراباغ وزنكزور الشرقية ومعالجة المشكلات الاجتماعية للمواطنين. وأشير للمقارنة فقط. تكون نفقاتنا العسكرية 4ر8 مليارات دولار ونخصص 4 مليارات مانات لقراباغ وزنكزور الشرقية في العام المقبل. وكان من الممكن أن يكون عكس ذلك تماما. ولكن أرمينيا والبلدان التي تقوم وراءها وتوصيها بتوصيات كريهة لا تمكننا من ذلك.
ومع ذلك تجري أعمال اعادة بناء قراباغ وزنكزور الشرقية بنجاح. وقد عاد حوالي عشرة آلاف لاجئ سابق الى تلك الاراضي التي هيئت لهم فيها أجمل الظروف. ويقيم على وجه العموم على الاراضي المحررة في الوقت الحاضر اكثر من ثلاثين ألف شخص اقامة دائمة ومؤقتة من الذين يعملون فيها سواء هل في المؤسسات حديثة التدشين أم المنشآت الاجتماعية والمرافق العامة واعمال الانشاء والبناء. وطبعا يزداد عدد المواطنين العائدين اليها ازديادا كبيرا خلال العام المقبل. وينبغي لي أن أبلغ أيضا أن حجم الاموال التي خصصتها أذربيجان لأعمال إعادة بناء وإعمار قراباغ وزنكزور الشرقية منذ عام 2021م الى اليوم يزيد عن 19 مليار مانات ويكون اجراء برنامج الدولة الاول للعودة الكبرى أمرًا أولويا بالنسبة لنا فيما بعدُ.
البتة يجب أن يتطور اقتصادنا كي نتمكن من إجراء كل هذه الأعمال. وفي هذا المجال نتائج جيدة ايضا. وارتفع حجم الناتج المحلي الاجمالي هذا العام اكثر من 4 في المائة والناتج المحلي الاجمالي في القطاع غير النفطي اكثر من 6 في المائة وفي قطاع الصناعة غير النفطية اكثر من 7 في المائة. وزدنا من احتياطينا من النقد الاجنبي وهي اكثر من 72 مليار دولار في الوقت الحاضر. كما خفضنا من ديننا الخارجي ودين أذربيجان الخارجي اليوم مجرد 2ر5 مليارات دولار. ويعني ذلك بالتعبير الآخر أن احتياطينا من النقد الأجنبي اكثر بقدر 14 مرة من ديننا الخارجي. والآن هل هناك رقم قريب من هذه الأرقام في أي بلد متطور فليدلوني عليه. وبجانب تنفيذ كل هذه الأعمال واعادة بناء قراباغ وزنكزور الشرقية وزيادة قدراتنا العسكرية وتنفيذ المشاريع الاجتماعية قد احرزنا هذه الارقام المهمة للاقتصاد الكلي. خفضنا ديننا من جهة وزدنا من احتياطينا من جهة أخرى وذلك يمكّننا من أن ننفذ البرامج الاجتماعية الموسعة. ويسعني القول بأن الأربعة من مشاريع الحزمة الاجتماعية والبرامج قد أجريت منذ عام 2019م. وسيتم إجراء الحزمة الخامسة في العام المقبل. وتكون الاموال المخصصة والمخطط تخصيصها لهذه المشاريع 5ر7 مليارات مانات.
وفيما يخص المجال الاجتماعي ينبغي لي أن أبلغ أيضا أن الحد الأدنى للرواتب رفع من 345 مانات الى 400 مانات والحد الأدنى للمعاشات التقاعدية من 280 مانات الى 320 مانات بدء من عام 2025م. والنمو نحو 14-15 في المائة. وأعني أن المجال الاجتماعي ورفاهية الناس والضمان الاجتماعي للأهالي تكون محط الاهتمام على الدوام على الرغم من إجراء كل هذه المشاريع الاستثمارية.
واستضافت أذربيجان هذا العام مؤتمر التغير المناخي كوب29. ويمكن أن أقول إن هذا أتى أكبر فعالية دولية في تاريخنا المستقل وأعتبر أنه اكبر مؤتمر دولي على الساحة الدولية من حيث الأهمية. ونظمنا هذه الفعاليات المهيبة بنجاح خلال مدة اقتصرت على مجرد 11 شهرا. وشهد 76 ألف مشارك بأعينهم مرة اخرى امكانات أذربيجان عن كثب. وشارك في تلك الفعاليات ممثلون عن 197 بلد ورؤساء دول وحكومات عن 80 بلدا ونواب الرؤساء. وذلك يدل مرة اخرى على أن جميع محاولات بعض من البلدان الغربية والمنظمات غير الحكومية المزعومة التابعة لها وكذلك مؤسسات الاعلام الجماهيرية المزيفة الخاضعة لها ومساعيها الى استغلال فعاليات كوب29 ضد أذربيجان قد باءت بالفشل خلال مجرد 11 شهرا. وذلك مستمر حتى اليوم بعد كوب29 رغم مضي حوالي شهرين عليها ولكننا ما برحنا نجابه حملة التشويه والافتراء والكذب والمزاعم التي تستهدف الى تشويه سمعة أذربيجان. ولا أريد أن أسمي البلدان التي تقف وراءها ولكن الشعب الأذربيجاني على إلمام بتلك البلدان. كما يلم بأي مورد تحصل منه المنظمات غير الحكومية على الاموال وبأية عاصمة تتلقى منها الأوامر. وآمل في انتهاء هذه السياسة المليئة بالتمييز والعنصرية ضد أذربيجان ابتداء من اواخر يناير العام المقبل وعلى كل حال ثمة آمال كبيرة.
وأبدى الشعب الأذربيجاني ثقة فيّ مرة اخرى في هذا العام حيث إن الدعم المقدم اليّ في الانتخابات الرئاسية يشجعني تشجيعا وييزيد من قوّتي. كما يؤكدني تأكيدا أكثر على أننا نتقدم على طريق صحيح وأواصل تبرير هذه الثقة العالية. وأعتقد أن الشعب الأذربيجاني ليس لديه أي ريب في هذه المسألة. وتتطور أذربيجان تطورا ناجحا وكريما وحاسما منذ 21 عاما. وقد جابهت الصعوبات والمصائب والامتحانات والحروب والتهم غير المبررة خلال هذه السنوات ولكن لم تستطع اية منها أن تصدنا عن طريقنا. وقد استعدنا سلامة اراضينا رغم طلبات القوى العالمية واستعدنا سيادة دولتنا بخلاف ارادة الدول الكبيرة ايضا. وندير بلدنا ادارة حاسمة والذين يرغبون في منعنا من العمل ليفشلون مرة اخرى.
مواطنينا الاعزاء، اليوم يوم تضامن أذربيجانيي العالم فأهنئ بأحر التهاني جميع الأذربيجانيين الذين يعيشون في كل أنحاء العالم وأتمنى لشعبِي العزيز موفور الصحة ومزيدا من الرفاهية والسعادة والرخاء.
أبارك عيدكم! "