إحياء ذكرى الجنود الأذربيجانيين المشاركين في حركة مقاومة فرنسا












روديز، 19 مايو، أذرتاج
سافرت سفيرة أذربيجان في فرنسا ليلى عبد اللهيفا برفقة مجموعة من دبلوماسيي السفارة الى مدينة روديز لإحياء ذكرى المقاتلين الأذربيجانيين البارتيزانيين الذين ضحوا بأرواحهم من اجل تحرر فرنسا في الحرب العالمية الثانية حيث زارت بعثة السفارة قبر ميشيل حسينوف في المدينة ومبنى معسكر الاعتقال الذي كان الجنود الأذربيجانيون محتجزين فيه وأماكن قتل جنود أذربيجان رميا بالرصاص.
ويُعدّ المقاتلون الأذربيجانيون الذين شاركوا في حركة المقاومة الفرنسية من بين الأبطال الذين لعبوا دورًا مهمًّا في الكفاح ضد الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية وبعد أسرهم من قبل النازيين ونقلهم إلى فرنسا انضمّ الجنود الأذربيجانيون إلى حركة المقاومة الفرنسية، وسُجّلت أسماؤهم في صفحات التاريخ كمقاتلين ناضلوا من أجل الحرية.
وتحدّثت السفيرة عبد اللهيفا عن بسالة الجنود الأذربيجانيين مشيرًا إلى أنهم انضمّوا إلى الكفاح من أجل حرية فرنسا ودول أوروبية أخرى خلال الحرب العالمية الثانية ولفتت إلى أن ممثلي شعوب مختلفة في ذلك الوقت قُدّموا تحت مسمى "الجنود السوفييت" ولذلك وللأسف فإن أسماء المئات من الجنود الأذربيجانيين الذين شاركوا في كفاح تحرير فرنسا لا تزال مجهولة وقد دُفن الكثير منهم تحت اسم "الجندي المجهول".
وأكدت السفيرة أن المقاتلين الأذربيجانيين الذين شاركوا في حركة المقاومة الفرنسية يُمثّلون رمزًا للنضال من أجل الحرية والإنسانية والعدالة مضيفة أن بطولاتهم ما تركت بصمة في تاريخ أذربيجان فحسب بل في تاريخ فرنسا أيضًا وأن شعبنا يعتز ويفتخر بهم.
وقدّم رئيس لجنة مدينة روديز التابعة لمنظمة "الذكرى الفرنسية" ومؤلف كتب حول حركة المقاومة في منطقة أفيرون المؤرخ فانسان بيزومب معلومات مفصّلة عن مصير مئات الجنود الأذربيجانيين الذين استشهدوا دفاعًا عن مدينته حيث تحدّث عن وصول الأسرى الأذربيجانيين إلى معسكر الاعتقال في روديز في أواخر عام 1943م وعن اتصالاتهم مع أعضاء حركة المقاومة الفرنسية التي توسعت بشكل ملحوظ عام 1944م كما أشار إلى أن كلمة السر "أزروديز" أي الأذربيجانيون في روديز استُخدمت لتسهيل انضمام الأسرى الأذربيجانيين إلى صفوف المقاتلين وتحدث عن كيفية هروبهم جماعات من المعسكر وانضمامهم إلى المقاومة الفرنسية عبر تنظيم سري.
وتحدث المؤرخ فانسان بيزومب عن فرار الأسرى العسكريين من المعسكر بمساعدة المقاومين الفرنسيين وانضمامهم إلى التنظيم السري في جبال أفيرون، كما أشار إلى تنظيم عملية هروب جماعي للأسرى الأذربيجانيين في 16 أغسطس عام 1944م وإلى قيام جواسيس بإبلاغ قيادة المعسكر عن العملية. وذكر أن المعسكر الذي كان يضم مئات الجنود الأذربيجانيين قد تعرّض للحصار وأن مجموعة من أعضاء التنظيم السري تمكنت من الفرار إلى الغابات والانضمام إلى صفوف المقاومة الفرنسية. وأوضح أن الفاشيين حكموا بالإعدام على الأسرى المتبقين وقاموا بإحراق نحو 60 منهم أحياء مؤكداً أن مدينة روديز حُررت من الفاشيين بعد يومين على يد مقاومين فرنسيين وأذربيجانيين.
جرت بعد ذلك بمرافقة ممثلي منظمة "الذكرى الفرنسية" زيارة المقابر الواقعة في منطقة روديز، حيث دُفن الجنود الأذربيجانيون تحت اسم "الجندي المجهول" إضافة إلى المعسكر الذي احتُجز فيه الجنود الأذربيجانيون والأماكن التي تمّ فيها إعدامهم رميًا بالرصاص حيث تمّت قراءة الفاتحة وإحياء ذكراهم بكل إجلال واحترام.
يذكر أن المئات من الجنود الأذربيجانيين ضحوا أرواحهم في سبيل حرية فرنسا في العديد من المناطق الأخرى مثل بوردو وليموج ومرسيليا وبروفانس وديجون وبيزانسون وستراسبورغ ومنطقة الألزاس إلى جانب إقليم أفيرون .