مواصلة جلسة النظر العلنية لمحاكمة المتهمين بالعديد من الجرائم الحربية والعدوانية والإرهابية ضد أذربيجان دولة وشعبا جراء احتلال أرمينيا





































باكو، 23 مايو، أذرتاج
واصلت محكمة باكو العسكرية النظر في الجلسات العلنية في الملف الجنائي المحرر بشأن الأعمال الجنائية المرتكبة ضد جمهورية أذربيجان دولة وشعبا وضد البشرية وجرائم الحرب وشن الحرب العدوانية وارتكاب المجازر الدامية والإبادة الجماعية والترحيل والتهجير والتشريد والتعذيب والسلب العسكري والنهب العدواني وغيرها من قبل دولة أرمينيا وقواتها المسلحة بما فيه من جانب ما يسمى "بجمهورية قراباغ الجبلية" والتنظيمات المسلحة غير القانونية التي أنشأتها أرمينيا عليها والتي كانت ناشطة على أراضي جمهورية أذربيجان المحتلة من قبل قوات أرمينيا المسلحة في 23 مايو أيار.
وجاء في بيان النيابة العامة أن تحقيق الملف الجنائي أجري لدى إدارة المباحث والتحري للنيابة العامة الأذربيجانية بشأن وقائع الاعتداء والعدوان ضد جمهورية أذربيجان والشعب الأذربيجاني والاحتلال والمجازر وسائر الجرائم ضد البشرية والسلام والجرائم الحربية والإرهاب وتمويل الإرهاب وغيرها من الجرائم الكبرى العديدة المرتبكة .
وتم توفير كل واحد من المتهمين بمحامين وبمترجمين إلى اللغة التي يتقنونها في الجلسة المنعقدة برئاسة القاضي أقايف.
وحضر الجلسة بعض من 531 ألف متضرر معترف بهم كالمتضررين ضمن الملف الجنائي والممثلين عنهم والمدعون ورئيس جهاز مجلس الوزراء رفأت محمدوف بصفته متضرراً باسم دولة أذربيجان.
ثم أوضح القاضي أقايف للمتضررين الذين يشاركون في الجلسة القضائية لأول مرة الحقوق والواجبات المنصوص عليها في القانون قبل الاستماع إلى الإفادات.
وأقر المتهم ليفون مناتساكانيان في جلسة المحكمة بمشاركته في عملية احتلال أراضي أذربيجان السيادية وأفاد بأنه شغل مناصب مختلفة في الكيان الانفصالي السابق منها "قائد كتيبة" و"قائد فرقة" و"رئيس المدفعية" خلال سنوات متعددة.
كما أقرّ المتهم سامويل كارابيتيان في إجابته عن أسئلة الادعاء العام بمشاركته في احتلال أراضي جمهورية أذربيجان السيادية ضمن الوحدة العسكرية التي كان يتولى قيادتها حيث قال "شاركت في العمليات القتالية التي جرت في أغدام وجبرائيل وأغدره وفضولي ومناطق أخرى".
ثم عرضت مادة فيديو كشفت مشاركة أشخاصٍ جاؤوا من بلدان أجنبية ضمن ما يُسمّى بـ"كتيبة شوشا المستقلة" التي تم إنشاؤها بمبادرة من أرمينيا خلال احتلال الأراضي الأذربيجانية.
تُظهر اللقطات المصوَّرة أنه في 5 نوفمبر عام 1991 تم تأسيس ما يُسمّى بـ"كتيبة شوشا المستقلة" من قبل أكثر من 210 فرد من المتطرفين الأرمن والمتطوعين القادمين من أرمينيا ومناطق مختلفة من العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وسوريا. وتفيد المادة المرئية بأن نحو 100 من أعضاء الشتات الأرميني الذين شاركوا في المعارك تحت شعار "تحرير قره باغ"، انضم 65 منهم إلى صفوف هذه الكتيبة. كما تُظهر اللقطات وضع الزهور أمام نصب تذكاري للعنصر في الجيش الأرميني المحتل بيتروس غيفونديان.
وكما يُذكر في المادة المصوَّرة أيضًا "جيرايير سيفيليان وُلِد في بيروت عام 1967م وجاء إلى ما يُسمّى بـ(الوطن الأم) عام 1990 للمشاركة في ما سمّاه (النضال). ومنذ ذلك العام، شارك بصفته مدربًا عسكريًا في تشكيل ما يُعرف بـ(مجموعات الدفاع الذاتي المحلية) في عدد من مناطق أرمينيا. وفي عام 1991، شارك كقائد مجموعة في (الدفاع) عن عدد من التجمعات السكنية في مناطق مختلفة من قره باغ".
كما تم عام 1992 تشكيل إحدى أولى الوحدات العسكرية في قره باغ استنادًا إلى مجموعات القتال التابعة لـ"حزب الطاشناق" وعلى هذا الأساس تم بعد عدة أشهر تشكيل ما يُسمّى بـ"كتيبة شوشا المنفصلة" التابعة لـ"جيش" الكيان الانفصالي السابق وقد تولّى جيرايير سيفيليان قيادة هذه الوحدة العسكرية طوال فترة الحرب وشاركت وحداتها تحت قيادته في احتلال جميع مناطق قره باغ بما في ذلك مدينة أغدام.
وجاء في الفيديو أن حوالي 65 من بين نحو 100 من أعضاء الجالية الأرمنية الذين شاركوا في معارك "تحرير" قره باغ كانوا من مقاتلي هذه الكتيبة. كما يُبرز الفيديو أنه بعد الحرب، شغل جيرايير سيفيليان منصب قائد المنطقة الدفاعية السادسة في الفترة من 1997 إلى 1998. وقد نال وسام "صليب القتال" من الدرجة الأولى (جمهورية أرمينيا) إلى جانب ميداليات قتالية وجوائز وطنية أخرى. ويحمل رتبة عقيد-مقدم في القوات المسلحة الأرمينية.
كما جاءت في الفيديو تصريحات موسيس أكوبيان (الذي كان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لجمهورية أرمينيا في الفترة 2016-2018) حيث تحدث عن عمليات وحداتهم العسكرية، مشيراً إلى مشاركتهم بشكل خاص في المعارك باتجاه خوراديز "اليوم يمكن للضباط العاملين رؤية ذلك على الخريطة، حيث تقدمنا عميقاً داخل خطوط العدو باتجاه قره خان بكلي. شارك التابور في عمليات في عسكران وشوشا وخوجاوند وأقدره وأغدام وفضولي وقبادلي وجبرائيل وكلبجار وزنكيلان."
وإذا في اللقطات يظهر دافيد إيشخانيان أيضًا.
وأبلغ المتهم دافيد مانوكيان الذي أكد أنه الشخص الظاهر في مقاطع الفيديو أنه شارك في العمليات القتالية التي جرت في أغدره وكلبجار ضمن كتيبة شوشا.
وادعى المتهم مانوكيان في إجابته عن أسئلة المدعي العام بأنه لم يكن هناك مرتزقة ضمن كتيبة شوشا في حين أكد مشاركة أشخاص من بلدان أجنبية.
وأكد المتهم مانوكيان ردا على سؤال المدعي العام مرة أخرى أن الشخص الظاهر في اللقطات هو نفسه وأفاد بأنه شارك في العمليات القتالية التي جرت في أغدره وكلبجار ضمن كتيبة شوشا.
غير أن المتهم مانوكيان تجنب الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بنهب الأراضي الأذربيجانية خلال فترة الاحتلال.
وزعم المتهم آرايك هاروتيونيان في إجابته عن سؤال المدعي العام عن العمليات التي شارك فيها في أعوام 1993-1994م بأنه بسبب حالته الصحية لم يتمكن من إطلاق النار وبالتالي لم يشارك في العمليات القتالية مضيفا أنه كان مسؤولاً عن مخزن الأسلحة في المنطقة الدفاعية المركزية للواء الثامن الذي كان في خانكندي. وأشار إلى أن اللواء الثامن شارك في معظم العمليات القتالية في شوشا ولاتشين وأغدره وأغدام وجبرائيل وفضولي وكلبجار وهوراديز وأن أحد قادة اللواء كان شقيقه بينما كان سامويل كارابتيان قائد اللواء الذي يعرفه منذ يناير 1993م.
ثم عرضت مادة فيديو وتم توجيه أسئلة إلى المتهم هاروتيونيان بالتزامن.
وكان المتهم في في الفيديو المعروضة يتحدث في مقابلة مع صحفي عن طريقة إجراء العمليات القتالية وذكر تفاصيل لقائه الأول سامويل كاربتيان قائلا "كان لقائي الأول قائدي اللاحق (سامفيل كاربتيان) في 7 مايو 1992 وكنا نخطط لعملية دخول شوشا في 9 مايو. نجحت العملية وحررنا شوشا."
تُظهر اللقطات المتهم وهو يجلس على دبابة إلى جانب سامويل كاربتيان ويستخدم منظاراً لمراقبة المنطقة.
ولكن المتهم هاروتونيان أنكر ردًا على أسئلة الادعاء العام صحة أقواله في الفيديو مدعيًا أن ما قيل في الفيديو كان على لسان شقيقه وليس رأيه الشخصي.
وأما فيما يتعلق بالأقوال التي أدلى بها في الفيديو حول الاستيلاء على منطقة كوللوجه فقد أوضح المتهم هاروتيونيان قائلا "عندما قلت إننا دخلنا كوللوجه كنت أقصد الكتيبة الثامنة".
وتعرّف المتهم في مجريات المحاكمة على نفسه في بعض الصور المعروضة والتي يظهر في معظمها مرتدياً الزي العسكري.
وقال المتهم ردا على أسئلة عن أسباب عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "كان هناك قرار بهذا الشأن لكنني لا أعرف لماذا لم يتم تنفيذه. لقد التقيت أيضًا بـ ليفون تير بيتروسيان وتبين لي أنه لم يكن هناك إجماع حول الأمر.
وأجاب المتهم هاروتيونيان على أسئلة الادعاء العام مشيرًا إلى أنه شارك في أحد الاجتماعين اللذين عُقدا بين أرمينيا والكيان الانفصالي السابق خلال عامي 2018-2019 وقال "في مايو 2020 تسلمتُ منصب (الرئيس) وفي يونيو طلبتُ من رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان عقد اجتماع كنتُ أرغب في بدء مفاوضات مع أذربيجان والتوصل إلى اتفاق نهائي وقد شمل ذلك الحديث أيضًا قرارات الأمم المتحدة الأربعة".
كما وصف المتهم هاروتيونيان ردًا على سؤال المدعي عن نهب الأراضي الأذربيجانية المحتلة في السابق تدميرَ المقابر بأنه عمل همجي.
وفيما بعد امتنع المتهم بابايان عن الإجابة على أسئلة الادعاء العام بشأن الجهة التي تُعتبر قوات احتلال وفقًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتقدم خلال الجلسة أحد محامي المتهم أركادي غوكاسيان بطلب إلى المحكمة يلتمس فيه استبداله بسبب مشكلة صحية طرأت عليه. وأفاد المتهم غوكاسيان بأنه لا يعترض على تغيير محاميه وأصدرت المحكمة قرارًا بتعيين محامٍ جديد للمتهم وأحالت تنفيذ القرار إلى نقابة المحامين في جمهورية أذربيجان.
كما أجاب في الجلسة المتهمون وكذلك المحامون وممثلو الأشخاص المتضررين على الأسئلة المطروحة عليهم.
وتقرر عقد الجلسة القضائية التالية في 26 مايو.
هذا ويتم توجيه التهم إلى 15 مواطنًا أرمينيًا بارتكاب العديد من الجرائم التي تشمل القيادة المباشرة والمشاركة من قبل الدولة الأرمينية وهيئاتها الحكومية والقوات العسكرية والتشكيلات المسلحة غير القانونية والتوجيهات والتعليمات المكتوبة والشفوية وتوفير الدعم المادي والتقني والإدارة المركزية وكذلك ممارسة السيطرة الصارمة بهدف ارتكاب العدوان العسكري وأعمال الإرهاب ضد جمهورية أذربيجان على أراضي أذربيجان بما يتعارض مع القانون المحلي والدولي ويشمل ذلك روبرت سيدراكي كوتشاريان وسيرج آذاتي ساركيسيان ووازغين ميكائيلي مانوكيان ووازغين زافيني ساركيسيان وسامفيل أندرانكي بابايان وفيتالي ميكائيلي بالاسانيان وزوري هايك بالايان وسيران موشيغي أوهانيان وأرشافير سورينوفيتش جاراميان ومونتي تشارلز ميلكويان وآخرين بما في ذلك الأعمال الإجرامية التي ارتكبت خلال حرب العدوان التي شنها هؤلاء الأفراد الإجراميون.
وإن الأشخاص المذكورين وهم أرايك فلاديميري هاروتونيان وأركادي أرسافيري غوكاسيان وباكو سهاكي سهاكيان ودافيت روبيني إشخانيان ودافيت أزاتيني مانوكيان ودافيت كليمي بابايان ولفون هنريكوفيتش مناتساكانيان وفاسيلي إيفاني بيغلارريان وإريك روبرتي غازاريان ودافيت نيلسوني اللهفيرديان وغورغين هويمري ستيبانيان ولفون روميك بالايان ومدات أراكيلوفيتش بابايان وغاريك غريغوري مارتيروسيان وميليكست فلاديميري باشايان يتم توجيه التهم إليهم بموجب المواد 100 (التخطيط والتحضير والشروع في شن حرب عدوانية) و 102 (الهجوم على الأشخاص أو المنظمات التي تتمتع بحماية دولية) و 103 (الإبادة الجماعية) و 105 (إبادة السكان) و 106 (الاستعباد) و 107 (التهجير القسري أو الترحيل للسكان) و 109 (الاضطهاد) و 110 (الاختفاء القسري للأشخاص) و 112 (حرمان من الحرية بما يخالف القانون الدولي) و 113 (التعذيب) و 114 (الخدمة في صفوف المرتزقة) و 115 (انتهاك قوانين وعادات الحرب) و 116 (انتهاك القانون الإنساني الدولي أثناء النزاع المسلح) و 118 (النهب العسكري) و 120 (القتل العمد) و 192 (الأنشطة التجارية غير القانونية) و 214 (الإرهاب) و 214-1 (تمويل الإرهاب) و 218 (تشكيل جمعية (منظمة) إجرامية) و 228 (الاستحواذ غير القانوني على الأسلحة أو نقلها أو بيعها أو تخزينها أو نقلها أو حيازتها أو مكوناتها أو الذخائر أو المتفجرات أو الأجهزة) و 270-1 (الأعمال التي تهدد أمن الطيران) و 277 (اغتيال مسؤول دولة أو شخصية عامة) و 278 (الاستيلاء القسري على السلطة واحتفاظ بها أو التغيير القسري للبنية الدستورية للدولة) و 279 (تشكيل تشكيلات مسلحة أو مجموعات غير منصوص عليها في القانون) والمواد الأخرى من قانون العقوبات لجمهورية أذربيجان.