رسالة الرئيس إلهام علييف إلى مشاركي المؤتمر الدولي في "النظام العالمي الجديد: الجوانب الجيوسياسية والتحديات العالمية" في شوشا
باكو، 15 يونيو، أذرتاج
وجه رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف، رسالة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي في "النظام العالمي الجديد: الجوانب الجيوسياسية والتحديات العالمية" المنظم في مدينة شوشا المحررة من الاحتلال الأرميني.
وجاء في رسالة رئيس الدولة ما يلي:
" أيها المشاركون في المؤتمر المحترمون،
أرحب بكم قلبيا في المؤتمر الدولي المنعقد في شوشا بعنوان "النظام العالمي الجديد: الجوانب الجيوسياسية والتحديات العالمية".
يشهد العالم أحداثًا جيوسياسية معقدة للغاية في العصر الحديث ومع ظهور العديد من التهديدات للأمن الوطني والإقليمي والعالمي ومواجهة البلدان لتحديات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية وإنسانية وبيئية متنوعة نرى عملية انتقال إلى نظام عالمي جديد مع ظهور مراكز قوى جديدة في العلاقات الدولية. وفي ظل هذه الظروف تتسم حماية المصالح الوطنية والسيادة والاستقلال للبلدان وتوحيد الجهود لتعزيز السلام والاستقرار والتعاون والتنمية الشاملة، بأهمية خاصة.
وعلى الرغم من القرارات الأربعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المطالبة بانسحاب قوات أرمينيا المسلحة بالانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط ظلت أذربيجان التي احتلت مساحة تقدر بنحو 20 في المائة من أراضيها لأكثر من 30 عامًا تواجه معايير مزدوجة ومعاملة متحيزة وغير عادلة. ونتيجة للحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا وعملية مكافحة الإرهاب التي استمرت يومًا واحدًا، استعادت أذربيجان سيادتها وسلامة أراضيها بالكامل بقوتها الخاصة وهكذا، تشكلت دولة أذربيجان المنتصرة والقوية التي طالما تمناها الزعيم الوطني العام، مؤسس فكرة الدولة الوطنية، حيدر علييف، الذي أنقذ الدولة الأذربيجانية الحديثة من أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية عميقة.
إن أذربيجان التي أظهرت دائمًا من خلال نشاطها العملي أنها داعمة لنظام عالمي عادل لا تقف كداعم لتحويل منطقة جنوب القوقاز التي تقع فيها فقط بل ومنطقة أوراسيا بأسرها إلى فضاء للحوار والتعاون أيضا والمشاريع التي ننفذها بالتعاون مع البلدان الصديقة والشريكة تساهم مساهمة كبيرة في الأمن الإقليمي والدولي وتهيئ أرضية مواتية للتعاون البناء والمستقبلي بين الشرق والغرب وكذلك بين الشمال والجنوب وخلال السنوات الأربع التي ترأست فيها أذربيجان حركة عدم الانحياز ظلت أذربيجان وفية لمبادئ باندونغ وتدافع بحزم عن العدالة والقانون الدولي والمصالح المشروعة للبلدان الأعضاء.
ويعتمد اليوم تشكل نظام عالمي جديد من أجل عالم عادل على النشاط المتسق والهادف للدول القائم على مبدأ المسؤولية السياسية. ويمكن للبلدان أن تساهم بشكل لائق في هذه العملية فقط من خلال التعاون الفعال القائم على الاحترام المتبادل والثقة وعلى أساس معايير ومبادئ القانون الدولي والذي يلبي التحديات المعاصرة.
ويُحتفل عام 2025م بكونه "عام الدستور والسيادة" في أذربيجان باحتفال كبير إذ تسترشد أذربيجان بالمصالح الوطنية وتواصل بشجاعة ممارسة سياستها المستقلة في ظل الحقائق الجديدة وتسعى جاهدة بالاستناد إلى دستورها وحقوقها السيادية إلى أن تكون مشاركًا فعالًا في النظام العالمي الجديد من أجل السلام والتعاون والتنمية المستدامة.
وأعرب عن ثقتي في أن تكون هذه الفعالية المنظمة من جانب حزب أذربيجان الجديدة في يوم النجاة الوطني الأذربيجاني مثمرة من حيث مناقشة القضايا الراهنة الجارية في العالم وستعطي زخماً لتطوير العلاقات المتعددة الأوجه بين بلداننا وأتمنى النجاح لأعمال المؤتمر.
إلهام علييف
رئيس جمهورية أذربيجان
مدينة باكو، 13 يونيو 2025م."