علم وتعليم
الحفاظ على مجموعة الأكلمة القديمة في أغداش
باكو، 24 ديسمبر، أذرتاج
شارك موظفو قطاع السجاجيد في معهد الآثار والإثنوغرافيا للأكاديمية الوطنية للعلوم في أذربيجان في حملة البعثة الإثنوغرافية التي نُظمت في مقاطعة أغداش.
أفاد المعهد لوكالة أذرتاج أن الغرض من البعثة هو دراسة الإثنوغرافيا والعادات والتقاليد للسكان المقيمين في شارع واقف المعروف في الجمهور كـ"شارع الغجر" في أغداش.
قدم رئيس القطاع الدكتوراه في علوم التاريخ والبروفيسور ودادي مرادوف معلومات عن البعثة الاستكشافية وقال إن الغجر هم أحد الشعوب القليلة عددا تعيش في أذربيجان. إن الغجر الذين انتقلوا أو تم نقلهم إلى أذربيجان في فترات تاريخية مختلفة يعيشون الآن بشكل جماعي في مناطق مثل أغسو وأغداش وبردا وكاخ وخودات وأغجبدي وخاتشماز.
هنا وكما هو الحال في أي مكان آخر في العالم، عاش الغجر تاريخياً أسلوب حياة رحالة ومارس صناعات الفروسية، وخاصة تربية البغال والماشية والحدادة واللوازم المنزلية والأدوات الزراعية والتجارة الصغيرة.
وبحسب الأستاذ ودادي مرادوف فإن الغجر الذين يعيشون في شكل مجتمع في "شارع الغجر" في أغداش يحافظون على تقاليدهم وحرفهم الأصلية.
"إحدى الحقائق المثيرة للاهتمام التي صادفناها خلال البعثة الاستكشافية هي وجود مجموعات من السجاجيد ومنتجات السجاد والأدوات المنزلية والتطريز في منازل مختلفة. خلال محادثاتنا مع السكان، أصبح من الواضح أن هذه المجموعات التي تم جمعها من الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، قد تم تناقلها من جيل إلى جيل وإثراؤها. هذه المجموعة الغنية والمتنوعة تكاد تكون معدومة في الأجزاء الأخرى من البلاد. ورغم أن سكان الحي غير قادرين على نسج السجاد إلا أنهم يعرفون قيمة السجاد ويحمونه. أحد الذين قابلناهم من سكان الحي هو سردار غولييف المتخصص في السجاد والبالغ من العمر 73 عاماً. وقال الأستاذ ودادي مرادوف إن "معظم مجموعات سجاجيد هي الأكلمة (ضرب من البُسُط غليظُ النَّسج، يُصنَع من الصُّوف)".
وأشار العالم إلى أن هذه الأكلمة تمت حياكتها في السبعينيات والتسعينيات من القرن العشرين في قرى باكو وأبشيرون وغوبا وسيازان وخاتشماز وشابران وشاماخي وغوبوستان والقرى الأخرى في أوائل القرن العشرين. تعد هذه الأكلمة من الأمثلة النادرة التي لها أهمية من ناحية دراسة تقاليد صناعة السجاد بدون خيوط في أذربيجان، وخاصة في مراكز صناعة السجاد القديمة مثل غوبا وشيروان. وقال البروفيسور ودادي مرادوف أيضاً: “إننا أجرينا تحليلاً تاريخياً وتقنياً وفنيًا لهذه العينات. اتضح أن حالتها ممتازة فأنها ليست مشوهة أو تالفة. تستخدم خيوط صوف الماعز القوية عالية الجودة في الحياكة. يتم صبغ هذه الخيوط وفقاً لقواعد صباغة غوبا وشيروان مع الألوان المنوعة النموذجية لهذه المناطق. لم تفقد الألوان نضارتها. هذه الأكلمة ذات الأحجام المختلفة ولها التراكيب الفنية المعقدة مصنوعة بمهارة عالية. إلى جانب تقنية الكليم، استخدم البعض أيضاً تقنية "زيل سده" التي تعتبر مؤشراً على الاحتراف العالي بين حياكي السجاد. هناك الأكلمة في المجموعة والتي يشبه طابعها السجاد ذي الوبر. يتم استخدام تقليد نقل نوع السجاد الوبر إلى الأكلمة التي هي بسيطة ومحدودة تقنياً على نطاق واسع في أذربيجان. يقدر الكليم من هذا النوع عالياً من قبل الخبراء. يمكن العثور عليها بين معروضات المتاحف الشهيرة ".
وقال رئيس القطاع إنه هناك العديد من السجاجيد القديمة المحفوظة كآثار عائلية في جميع أنحاء أذربيجان ويتم تسجيلها خلال الزيارات وجمع المعلومات والتقاط الصور وإبلاغ أصحابها بتاريخ هذه السجاد وقيمتها العلمية والفنية.
قال الأستاذ ودادي مرادوف: "حتى الآن، واجهنا العديد من الأمثلة المماثلة التي لم نلاحظها في أماكن أخرى في المراجع العلمية وبين معروضات المتاحف. هذه النماذج الأصلية ذات أهمية كبيرة من حيث دراسة الجذور التاريخية لصناعة السجاد الأذربيجاني. في الوقت الحاضر، يتم إعداد الكتالوج التالي للسجاد الأذربيجاني النادر المحفوظ في المتاحف والمجموعات الخاصة في البلاد وخارجها في قطاعنا، بناءً على الأهداف المحددة في خطة عمل البرنامج الحكومي "حماية فن السجاد وتطويره في أذربيجان للفترة 2018-2022". سيتم أيضاً فهرسة مواد مجموعة السجاد الخاصة بسردار غولييف والتي جمعنا عنها معلومات خلال رحلة أغداش في هذا الكتالوج. سيواصل القطاع في فهرسة عينات السجاد النادرة في جميع مناطق أذربيجان ".