مجتمع
آثار غابة أشجار الدلب الشرقية
باكو، 12 أبريل، أذرتاج
من يستطيع أن يقطع غصناً يبرعم للتو في الربيع؟ كيف تقطع وتكسر وتحرق الشجرة الخضراء تماماً؟ يجب على الأقل التخلي عن المشاعر الإنسانية للقيام بذلك.
ماذا تقول لرجل جاهل يقطع أشجار الدلب الشرقية التي يقاس عمرها بمئات أو آلاف من السنين ويضرم النار في غابتها؟ هل من الممكن ان نسمي أبناء البشر أو إنسانا من يبيدون غابات أشجار الدلب الشرقية التي امتدت على طول ضفة نهر "بسيت تشاي" وتغطي الطبيعة بلباس أخضر وتعلو غصونها إلى ضباب السماء، بأنهم من ؟ وبحسب معلومات واردة عن مراسل أذرتاج الذي شارك في الجولة الصحفية التي نظمتها وزارة البيئة والموارد الطبيعية في منطقة زانكيلان أنه لم يبق أي شجرة سليمة حالياً في غابة أشجار الدلب الشرقية الشهيرة التي أصبحت رمزاً لهذه الأماكن. أما الآن فتحولت هذه الأماكن التي كانت مغطاة بأشجار الدلب الشرقية بكثافة والغنية بشتى أنواع الطيور إلى منطقة فارغة وخالية من المساحات الخضراء. لا يوجد أي أثر للغابات التي بلغت مساحتها 107 هكتار ويضمحل ويندثر. وهناك أشجار احرِقت وبقاياها متناثرة من الغابة الضخمة التي تمتد على مد البصر. إذا لم يكن هذا بربرية أو وحشية أرمنية، فما هو إذن؟ أين أشجار الدلب المسماة بـ"خان شينار" التي كان يبلغ عمرها 100-150 عاماً على ضفاف نهر "بسيت تشاي"؟ كيف يمكن قطع الأشجار الدلب الشرقية التي كان يبلغ عمرها اثني عشر أو خمسة عشر قرناً والتي كانت تشهد على التاريخ، كيف يمكن تنفيذ الإبادة بحق أشجار الدلب الشرقية وقطعها بفأس؟ من يفعل ذلك ينبغي ألا ينبض القلب في صدره ويسيل الدم في عروقه. يا خسارة لغابة أشجار الدلب الشرقية التي قطعت أشجارها واحدة تلو الأخرى وقطلت أغصانها واحدة تلو الأخرى وبقيت آثارها في شكل جذاء وأضرمت النار فيها!
لا جريمة تمر دون عقاب! عاجلاً أم آجلاً، سينزل العقاب على مرتكبي الإرهاب البيئي وسيتحملون المسئولية حتماً أمام محمكة الحق.
... يجري زرع شتلات جديدة في التربة الخصبة للوطن الام. سترحب أشعة شمس الربيع الدافئة بالأغصان المرتعشة. تضفي الأشجار الصغيرة المزروعة حديثاً حياة جديدة إلى السهول العارية في هذه الأماكن...
... ستمضي السنوات. ستغطي أشجار الدلب الشرقية التي هي أكثر قداً وجمالاً وخضراً من سابقتها الطبيعة على شاطئ "بسيت تشاي" بلباس أخضر وتستضيف الزوار والضيوف في ظلها البارد. ستهمس الأوراق الخضراء لأشجار الدلب تاريخاً دافئاً ولا يُنسى لكل من يخطو إلى هذه الأرض ...