الذاكرة الدموية
مقالة عن مأساة عشرين يناير في الموقع الرسمي لمركز القاهرة للدراسات التركية
باكو، 24 يناير/ كانون الثاني (أذرتاج).
أصدر مركز القاهرة للدراسات التركية في موقعه الرسمي مقالة تحت عنوان : "مأساة "يناير الأسود" ... أولى شرارات الاستقلال في أذربيجان" للدكتور أحمد سامي العايدي رئيس وحدة الدراسات الأذربيجانية بالمركز.
وقد صرح مركز القاهرة للدراسات التركية لوكالة (أذرتاج) أنه ورد بالمقالة معلومات مفصلة حول تاريخ مأساة يناير الدموي، والعمليات الإرهابية التي أرتكبت ضد الأذربيجانيين في مشهد بشع لا مثيل له.
يعتبر الشعب الأذربيجاني من طليعة شعوب الاتحاد السوفيتي السابق التي تطلعت للاستقلال مبكرًا عن هذا الاتحاد الذي استمرت سيطرته عليها منذ أكثر من سبعين عامًا. فبعد طرد أكثر من 200 ألف أذربيجاني من أرمينيا، وضم منطقة قراباغ الجبلية الأذربيجانية إلى أرمينيا وطرد الأذربيجانيين منها خلال عامي 1988-1989م على مرأى ومسمع من حكومة الاتحاد السوفيتي، أيقن الشعب الأذربيجاني أنه لا محال من الاستقلال عن هذا النظام الذي يتعامل بازدواجية ويتحيز دائمًا للأرمن على حساب الأذربيجانيين. ونتيجة لهذا، قامت المظاهرات والثورات في أذربيجان مبكرًا مطالبة بالحرية والاستقلال الذي حرمت منه طيلة ما يقرب من سبعين عامًا.
كان رد الحكومة السوفيتية على هذه المظاهرات المطالبة بالحرية عنيفًا ووحشيًّا، حيث قتل في أحداث "يناير الأسود" حوالي 134 شخصا منهم 125 رجلاً، وخمس سيدات وأربعة أطفال، وجرح أكثر من 700 شخص، واعتقل أكثر من 800 شخص.
لقد داهمت الدبابات والمدرعات الحربية السوفيتية كل شيء أمامها، فأطلقت الرصاص بشكل عشوائي وهمجي على الأبرياء العزل في الشوارع والحافلات وحتى في المنازل، وكذلك على سيارات الإسعاف التي كانت تحمل الجرحى آنذاك.
ويؤكد كاتب المقالة قائلا: " وكعادة جميع الأنظمة المستبدة التي تتخيل أنها تستطيع باستخدام العنف المفرط والطغيان والقتل أن تخمد شرارة المطالبة بالحرية والاستقلال، فشلت القيادة السوفيتية في تحقيق مآربها، وتحول يناير الأسود إلى منعطف في تاريخ أذربيجان. فقد بدد الجيش الأحمر آخر خيوط الأمل لدى الأذربيجانيين في إمكانية إصلاح الاتحاد السوفيتي والإبقاء عليه بطريقة أو بأخرى. فقد تناثرت الدماء على وجه الإمبراطورية السوفيتية من كل رصاصة أطلقت في شوارع باكو، وبدلا من أن يتخلى الشعب الأذربيجاني عن حلمه في الاستقلال، أصر على مواصلة طريقه نحو الاستقلال".
ويعتبر العشرون من يناير لدى الشعب الأذربيجاني يوم فرح وحزن في آن واحد، فرح بالاستقلال، وحزن على فراق الأحباء من أبناء الشعب الأذربيجاني البواسل الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استقلال بلادهم.
ويختتم الكاتب مقالته بقوله : "يقوم مئات الآلاف من الأذربيجانيين وعلى رأسهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في العشرين من يناير كل عام بزيارة "مقابر الشهداء"، تخليدًا لذكراهم وإيمانا بأنهم ضحوا من أجل الشعب الأذربيجاني بأرواحهم. رحم الله جميع الشهداء".