بديعة الراضي: اجتماع كاتبات المغرب واسبانيا هو محطة للدفاع عن أهمية تسهيل اللقاء بين التنوع الثقافي في النهوض بالإنسان

طنجة، 22 مايو، شعيب بغادى، أذرتاج
تحت شعار "التعاون الثقافي جسر تنموي بين الضفتين"، وبهدف تعزيز روابط التعاون الثقافي بين المغرب واسبانيا، تنظم رابطة كاتبات المغرب، انطلاقا من يوم غد الجمعة وإلى غاية 25 من شهر مايو الجري، ملتقى ثقافي تواصلي يضم الكاتبات والمبدعات من البلدين، وذلك في الفترة الممتدة من 23 الى 25 ماي 2025 بمدينة طنجة.
أول لقاء يجمع بين الكاتبات والأديبات المغربيات والأفريقيات برئاسة بديعة الراضي، وبين الكاتبات والمبدعات الإسبانيات برئاسة كارمن فيري، وذلك بعد توقيع اتفاقية اشبيلية بين الطرفين.
بهذا اللقاء، ترفع الكاتبة المغربية وبمختلف دول إفريقيا اهتمامها بسؤال المتوسط الثقافي، للسعي قدما في الانخراط الفعلي والملموس من موقعها كمثقفة وأديبة ومبدعة في تجديد معالمه والوقوف عند أهميته والسهر على مد جسوره عبر ضفاف المتوسط، وتحديدا من التراب المغربي والإسباني.
من خلال مقابلة أجراها مراسل وكالة أذرتاج بالمملكة المغربية، برئيسة رابطة كاتبات المغرب وافريقيا، بديعة الراضي، كان الحوار التالي:
س: ما أهمية هذه الشراكة المعتمدة بين كاتبات المعرب واسبانيا؟
ج: انطلاقا من وعينا كمفكرات بأهمية بلدينا المغرب واسبانيا، كما أهمية موقعهما الاستراتيجي في إدارة هذا المتوسط جنوب شمال، وشمال جنوب ، وتحريك عوامل النهوض به، ورسم البهاء على معالمه ، واستثبات الأمن فيه، بمد خطوط التنمية بين البلدين ، أساسها خط المغرب _ اسبانيا، نحو خط افريقيا _ أوروبا ، والذي تفرضه بقوة الجغرافيا ، و تعمل على ترسيخه العلاقات الحضارية والثقافية والمشترك القوي بين الإنسان والإنسان ، المغربي والإسباني والإفريقي والأوروبي ، من أجل مستقبل يخلو من كل عوامل الكراهية والعنف والإقصاء ، نحو عالم التضامن والتشارك ورسم معالم الجمال بنفض الغبار عن مقوماته في الفعل الحضاري بين الضفاف القريبة نحو الضفاف البعيدة ، من خلال الترافع الثقافي لترسيخ آليات التنسيق المدني من أجل دعم الثقافات العابرة للحدود.
س: ما طبيعة سؤال المثقف والمثقفة اليوم وما هو البعد الفكري لاتفاقية اشبيلية؟
ج: إن هذا التداخل المتنوع بين مجالين ترابيين يعززهما مكونات الفن بكافة أشكاله في الغناء والموسيقى والتشكيل والمسرح والسينما والتراث الفكري والمعرفي والأعراف المجتمعية، اللباس والطبخ والعادات والتقاليد، وكل المظاهر الثقافية المتوسطية، يدعو إلى العمل الثقافي المؤسساتي المنظم، وإلى انخراط المجتمع المدني، للرفع من أهمية السؤال الثقافي وفاعليته وقدرته على ربط الضفاف ببعضها، للدفاع عن أهمية تسهيل اللقاء بين التنوع الثقافي والمشترك في النهوض بالإنسان.
إن استحضار السؤال الثقافي في العلاقة بين الضفاف، ليس ترفا فكريا، أو انزواء أو انغلاقا على الذات، لكتابة قصيدة على حائط جدران، بل إن استحضار هذا السؤال هو مسؤولية المثقف والمثقفة اليوم، لجعل الثقافة في قلب واجهات الضفاف العالمية الملتهبة والعنيفة، والتي دفع العنف الشديد فيها إلى انسداد عنق الزجاجة، ضد أي أفق سالم وآمن في حياة البشرية.
إننا من موقعنا كرابطة كاتبات المغرب، ورابطة كاتبات افريقيا ، نعي جيدا أهمية التنسيق المدني المؤسساتي بين الضفاف، كما نعي ضرورة الاشتغال عليه، بقدر وعينا بأهمية التنمية الثقافية في بناء جسور التنمية الاقتصادية والمجتمعية والمعرفية الفكرية ، وهو البناء الذي لا يستقيم إلا بوضع خطوط وخرائط تخاطب العقول وتخاطب الوعي بأهمية تفعيلها من أجل مدن آمنة مهتمة بضرورة صناعة الجمال على معالمها ، جنوبا وشمالا، والانتقال إلى الارتقاء بالإنسان ، بالندية والمساواة والحقوق والواجبات في فضاء تشاركي تضامني يعود بالنفع على الجميع.
س: ماذا عن زاوية وإمكانية تفعيل الاتفاقية الموقعة؟
ج: نحن حريصات على تفعيل بنود الاتفاقية، وجعل لقاءاتنا الملموسة ذات أثر في هذا التوجه الذي ندعو فيه اليوم كل المؤسسات المعنية في المغرب واسبانيا إلى دعمه والانخراط فيه باسم التشارك والتضامن والتفكير الواحد في الأفق المنشود بمد جسور التنمية وخطوطها بين افريقيا وأوروبا ، انطلاقا من الموقعين الاستراتيجيين في هاذين القارتين ، ونقصد المغرب وإسبانيا بما لهما من أهمية في تقوية الجسر ،الذي يملك مقومات جعلته صلبا وقادرا على تغيير مصير الضفتين نحو أمن واقتصاد ومجتمع وجمالا وبهاء بصناعة مستقبل مغاير هدفه الانتصار للإنسان وبناء وحدة الأوطان بتعزيز سيادتها على أراضيها وتقوية اقتصاداتها وحماية تراثها والحوار مع ثقافاتها والانسجام مع قناعاتها من أجل حوار حضاري وثقافي و تكافئي ومنتج.