الذاكرة الدموية
الذكري الأليمة لمذبحة خوجالي البشعة وتداعياتها في حق الإنسانية
باكو، 27 فبراير/ شباط (أذرتاج).
يصادف يوم السادس والعشرين من شهر فبراير الذكري السنوية لمذبحة خوجالي التي تعد من أبشع الجرائم التي اُرتُكِبَت في تاريخ الإنسانية والبشرية بالقرن العشرين.
حيث هاجمت الوحدات الأرمينية المسلحة في ليلة من الخامس والعشرين إلي السادس والعشرين من فبراير في عام 1992 مدينة خوجالي وتعرّض مئات من السكان المسالمين العزل للقتل والتعذيب البشع الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ.
ونتيجة لتلك المذبحة الجماعية قُتل 613 مواطن، منهم 63 طفلا، و106 من النساء، و70 مسنا، إضافة إلي إصابة أكثر من 1000 مواطن بجروح، كما تم أسر 1275 مواطن وأصبح 150 شخصا في عداد المفقودين.
حيث شارك في المذبحة العديد من المدرعات والعناصر التابعون للفوج رقم 366 الميكانيكي الآلي الذي كان يرابط في مدينة خانكندي بقاراباغ الجبلية منذ عهد الاتحاد السوفييتي. وكان أكثر من 40 ضابطا ورقيبا في طاقم ذلك الفوج من الجنسية الأرمنية.
وتعكس هذه الأرقام أبعاد المأساة التي تعد إحدى أبشع وأكثر المَآسي دموية لنزاع قاراباغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان والذي بدأ في سنة 1988 بتأييد جمهورية أرمينيا وإهمال كامل من قيادات الإتحاد السوفييتي السابق بسبب تحقيق الإدعات حول إلحاق ولاية قاراباغ الجبلية - جزء لا يتجزأ من أذربيجان- إلى أرمينيا.
وقد فزع الصحفيون المحليون والأجانب من المشاهد التي شاهدوها يوم الثامن والعشرين من فبراير الأمر الذي صدم الجميع. يشار إلى أن الشوارع كانت ممتلئة بالجثث القتلى بعد أن تم التمثيل بالجثث في مذبحة مروعة. وكانت رؤوس الموتى مسلوخة البشرة وقطعت منها الأذان والأنوف وقلعت منها العيون. كما دهست الأجساد بعجلات المدرعات، والآخر تم حرقها بفعل متعمد.
والجدير بالذكر أن مذبحة خوجالى بسبب وحشيتها وكثرة ضحاياها وثقل جرائمها انضمت إلى سلسلة المذابح وعمليات القتل التي ارتكبت ضد البشرية.
إن المجرمين الذين إحتلوا خوجالى ارتكبوا أعمالا بربرية لا يسمح بها بحق الأذربيجانيين المسالمين العزل، وقد خرقوا مطالب اتفاقية جنيف والإعلان الذي صدر عنها حول رعاية الطفولة والمرأة ، و مواد الاتفاقية التي اتخذت حول مواجهة أعمال القتل الجماعي وضربوا بها بعرض الحائط ، ولم يتم معاقبتهم حتى اليوم.
وبمبادرة من الزعيم القومي حيدر علييف الراحل وابتداء من عام 1994 تقوم الحكومة والبرلمان في جمهورية أذربيجان بنشاطات متتابعة وحازمة لتوصيل الحقائق حول مذبحة خوجالى بكل أبعادها ونتائجها إلى المجتمع الدولي ودول العالم بأسره.
وفي الوقت الحاضر تعمل قيادة أذربيجان بشكل متواصل على حل نزاع قاراباغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان وفقاً لمبادئ القانون الدولي وفي إطار سيادة أذربيجان و وحدة أراضيها.
وإن توصيل الحقائق عن مذبحة خوجالي إلى المجتمع الدولي ومناقشتها في إطار برلمانات كافة دول العالم ومجلس الأمن للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى هو واجب وطني وإنساني أمام أرواح شهداء خوجالي .