ثقافة
الشاعر السوري راتب سكر: باكو في أقرب من الأصدقاء وأبعد من الخصوم
باكو، 20 يونيو (أذرتاج).
الدكتور راتب سكر شخصية معروفة في سوريا وهو الشاعر والأديب والعالم، وعضو جمعية الأدب المقارن في القاهرة. له إصداراته الشعرية منها: "وجهك وضاح ثغرك باسم" (دمشق، 1984)، و"أبي ينحت الحجر (دمشق، 1994) و"في حضرة العاصي" (دمشق، 1996) و"ملاءة الحرير" (دمشق، 2000) وغيرها. أدرج الاديب السوري الشهير في كتابه "أقرب من الأصدقاء...أبعد من الخصوم" (دمشق، 2005) شعره " نمنمات على أسوار باكو" عن مدينة باكو عاصمة أذربيجان إهداء الى العالم والأديب والمترجم الأذربيجاني المعروف نريمان قاسم زاده. تتشرف وكالة اذرتاج إعادة بث هذا الشعر لقرائها:
باكو
ترتب للنسيم صباحها
ثملا يعابثها
مطلا من نوافذها
على ارض
يرجحها سرير النور
في حضن السماء.
*
باكو
تنمنم وشيها
شجرا على سجادة
تحت الظلال
تضاحكت ملكاتها
وعدت غزالات الضياء.
*
رسمت وجوههن
مفسرا فرحي
بسطح الحاسب الاعمى
فضاءت أضلعي
"قزوين" ناداني
ركبت مراكب الأوهام
يسكرني النداء.
*
صباح الخير
يا معشوقة البحر
الذي كسر الزوارق
بالسواد
وكان يرقصها بأزرقه
كما شاءت وشاء.
*
باكو
صديقة فجرها
بعد العتاب
يرتبان معا موائد للصباح
ويدعوان نديم سحرهما
يدارون الكلام
بما تخبأ في الخوابي
من تواريهم حنينا
لاشتعال في مقاصير الرمال
تهشمت في وجدها المكسور –
وأساها أنين غامض
يحدو تراتيل الهواء.
*
"قزوين" يحرس بابها
جرح انسراب النفط
لوعته
فخلى رمحه
- أسف الأماني –
في سواد حالك
يخفي المعاني في عباءته
ويخدع من يحب بوهمه
فيغيب في لجج الرياء.
*
"قزوين" عاتبنا وعاتبناه
صالحنا تماما
كم تمادى في بياض كتابنا
كم طيب الصدر المعنى قوله:
يا أصدقاء.
*
باكو
تنمنم للقصيدة ساحة
رأت الندامى
ساهرين على شواطئها
- وكانت تعرف الأسماء –
فابتسمت
ودارت بالكؤوس
على الظماء.
*
باكو
تنمنم في الليالي صورة
كم فجرها
خيط المباهج في نسيج وعودها
وربابة المعنى
ترجّع ا يبوح به المغنّى
في أراجيح الليالي
من غناء.
*
هي ساعة
يصفو بساط نشيدها
كسرت قيود عبيدها
وتزينت بسوارها
وعقودها
رقصت بموسيقا الظلال
ترنحت أغصانها
هي ساعة
تصفو ويندحر الفناء.
*
"قزوين" ناداني
انظف ساعديه
من الوحول
ومن بقايا ناقلات النفط
كي يبقى على عاداته
يصفو اذا اعتكر الزمان
مرددا في الدهر
ألحان الوفاء.
*
باكو
تغرّد في الطيور
على جناح
من هديل قصيدة
والنور بعض حنينها
للفجر
تفرشه بساطا
من إباء.
*
باكو
ومذ غابت أذربيجان عن عيني
تلفت خشية قلبي
وأعيتني مخاوف أضلعي
أغلقت بابي في هدوء
وانصرفت إلى البكاء