مجتمع
إعداد خطة النشاط الوطني لأول مرة في أذربيجان لمنع حالات الانتحار
باكو، 26 نوفمبر، أذرتاج
قال أنار كريموف إن خطة النشاط الوطني لمنع حالات الانتحار تعد لأول مرة في أذربيجان ضمن العمل سويا بين وزارة العمل والضمان الاجتماعي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
أفادت أذرتاج عن كريموف نائب وزير العمل والضمان الاجتماعي قوله في مائدة مستديرة منظمة في السادس والعشرين من نوفمبر اليوم على موضوع "منع حالات الانتحار" إن عدد حالات الانتحار ارتفع بنسبة 60 في المائة خلال مدة السنوات الـ40-45 الأخيرة وفق حسابات منظمة الصحة العالمية. وأضاف كريموف أن شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية في العالم: "نحو مليون شخص يقتل نفسه عبر العالم سنويا. وكنا نفكر فيما قبل أن هذه مشكلة للمسنين ولكننا إذا نظرنا إلى الأرقام للآونة الأخيرة فنجد أن ثلث المنتحرين هم الشباب وغير المسنين وقد انتحر حوالي 3000 شخص في أذربيجان خلال مدة الخمس سنوات الأخيرة ومنهم ثلثان من الرجال وثلث من النساء و173 منتحر من الأطفال أو المراهقين."
وأضاف نائب الوزير أن أسباب حالات الانتحار يمكن أن تكون في كثير من الأحيان اجتماعية حيث أن الضمان الاجتماعي والبطالة والمشكلات الاجتماعية النفسانية في بعض الحالات تحتل مكانتها في قائمة أسباب الانتحار: "وفي أذربيجان يحدث ذلك في صفوف الشرائح الحساسة كثيرا ويمكن أن تسجل حالات الانتحار بين الذين يعانون الأمراض النفسانية والاعاقة وضحايا العنف المنزلي وكذلك بين السجناء السابقين ولان الانتحار ليس بمشكلة عائلات فقيرة ومسكينة فقط ونجد مختلف حالات هذه المشكلة في عدد كبير من البلاد الأوروبية المتقدمة أيضا."
وأشار كريموف إلى أن سبل حل هذه المشاكل مختلفة مثل اختلاف أسباب الانتحار منوها إلى ضرورة تقديم دعم نفساني بين الذين يقدمون على الانتحار واعمال التثقيف والتوعية بين المجتمع عموما ومراجعة الذين عانوا من المشاكل النفسانية ومختلف الصدمات الاجتماعية إلى الأطباء النفسيين وعلماء النفس في حينها.
وشدد على أن عرض حادث انتحار في الصحافة والإعلام عرضا مثيرا او تبرئة حالة انتحار او تقديم شخص منتحر كبطل ام تمجيده مما لا يسلم به على الإطلاق بحيث أن مثل السلوك يمكن أن يتوجه بالعكس إلى نتيجة سلبية تماما بسوء فهم الحث عليه او التشجيع والترويج فلذلك يجب على أرباب الشأن أن يتحلوا بالحيطة والحذر عند التعامل مثل هذه الحالات.
واكد نائب الوزير على وجوب اتخاذ تدابير وإجراءات شاملة مستهدفة على مستويات الأسرة والمدرسة والمجتمع والدولة بغية الحيلولة دون حالات الانتحار مبلغا أن الأمر الأول يجب أن يكون إعداد خطة نشاط وطني لمنع حالات الانتحار: "واحد أهداف هذا الاجتماع هو إعداد الخطة وفي المرحلة القادمة من المتوخى تنفيذ مشروع "منع حالات الانتحار" من جانب الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي."
وقال الممثل المقين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليساندرو فراكاسيتي إن الانتحار ظاهرة عالمية في جميع بلاد العالم وليست أذربيجان باستثناء. كل حالة انتحار كارثة تؤثر على العائلات والمجتمعات ولا ينفد تأثيرها لمدة طويلة. ومنع حالات الانتحار يقتضي بتعاون وثيق بين عدد من القطاعات الاجتماعية في المجتمع مثل الصحة والتعليم والعمل والزراعة والتجارة والعدل والتشريع والدفاع والسياسة والإعلام. واكد أن "الانتحار سبب ثان للموت بين الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 سنة. وهو كارثة خطيرة جدا. ولا احد مؤمن به من ذلك. ولكن الانتحار يقع في كثير من الحالات عند الأزمة وله كثير من الأسباب من مشكلات مالية حتى العنف وحالات سوء الاستخدام وتدهور العلاقات بين الناس وفقدان موقف في المجتمع والى اخره. وعلى المجتمع أن يرد فعلا معا على ذلك ويناضل سويا."
وقال فراكاسيتي إنه يؤمن بإسهام خطة النشاط الوطني في منع حالات الانتحار في أذربيجان.