سياسة
"مذبحة الأرمن" أسطورة لخداع المجتمع الدولي
باكو، 18 أبريل/ نيسان (أذرتاج).
تشاع منذ مائة عام أكاذيب في العالم بخصوص "مذبحة الأرمن". تنشط الصحافة الأرمينية واللوبي الأرميني قبيل الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان كل عام، ويرسلون نداءات لبرلمانات العديد من الدول بشأن الاعتراف بـ"مذبحة الأرمن"، ويسعون تسميم أفكار المجتمع الدولي من جديد.
عاش الأرمن عبر التاريخ وسط العديد من الشعوب القوية، ولاسيما الشعوب الإسلامية. ولكنهم لم يضيق عليهم مطلقا بسبب قوميتهم. بل بالعكس، لعبوا دورا مهما في التجارة والمجالات الاقتصادية. ولم يحدث في الإمبراطورية العثمانية تعصب ديني أو قومي ضد الأقليات القومية. فقد تكونت الإمبراطورية كدولة تجمع بداخلها العديد من الأجناس، وكانت تحكم بالشريعة التي مصدرها القرآن الكريم، والقرآن لا يسمح بالظلم أو التمييز ضد أصحاب الديانات الأخرى.
وهنا نسأل هل حدثت "مذبحة"؟ ولماذا 24 أبريل/ نيسان بالذات؟
يتم الإجابة على هذين السؤالين كما يلي:
بدأت قصة "المذبحة" تنتشر علي يد المبعوثين الداشناق أثناء العمليات العسكرية التي جرت بين روسيا وتركيا. وكانت هناك "مجموعات متطوعة" من المتعصبين الموجودين في الأراضي التي يكثر بها الأرمن تقوم بهجمات مسلحة بقيادة هؤلاء المبعوثين على السكان المسلمين العزل بالولايات التركية على الحدود.
وقد قام الأرمن بالعديد من التخريب والتجاوزات ضد الدولة العثمانية. وكان على الحكومة التركية أن تتخذ موقفا ضد الخيانة والهجمات المسلحة وقتل الأبرياء من الأتراك على يد الأرمن. لذلك أصدر وزير الداخلية في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان عام 1915م أمرا في اسطنبول والمدن الأخرى بشأن القبض بشكل عاجل على المنظمات الأرمينية التي تقوم بخيانة الأتراك، وحبس قيادتها، والاستيلاء على المستندات. وبعد ذلك تم حبس 2345 أرمينيا بسبب الخيانة. أما الحكومة فاتخذت قرارا بشأن تهجير السكان الأرمن من المحافظات الشرقية التي تجري بها عمليات عسكرية إلى داخل البلاد. ورحلت قيادة الدولة السكان من مناطق العمليات العسكرية أثناء الحرب. وكانت تركيا في تلك الفترة تحارب في جبهتين في الوقت نفسه من شهر أبريل/ نيسان عام 1915م، ولا تستطيع تحمل وجود السكان الذين كانوا مستعدين للهجوم في أية لحظة والعدو خلفهم في الجبهة الشرقية. لذلك كان عليها أن تقوم برد الفعل.لذلك كان قرار الترحيل قرارا عادلا من ناحية القانون الدولي. وكان خطوة إستراتيجية. ولا يمكن قول شيء بشأن الانتقام من الأرمن الخائنين.
وبعد ذلك بدأ نشر مصطلح "مأساة الأرمن في عام 1915م" بسعي من مبشري الدول الغربية، وثم تم استبدال هذا بـموضوع "المذبحة". وصدق المجتمع الدولي هذه المعلومات المضللة بشأن "وحشية الأتراك ضد الأرمن". ولم يتحدث قادة الدول الأوروبية الذين على علم بكل شيء من خلال سفرائهم بكلمة واحدة بشأن الأتراك الذين قضى عليهم الأرمن. ودائما هؤلاء القادة يبتعدون عن الديمقراطية والعدل.
وقد ساعدت هذه الأسطورة المكذوبة على تكوين صورة الشعب الأرميني الخسيس. وأقام الأرمن دولتهم على أراضي الأذربيجانيين عام 1918 مستغلين هذه الأسطورة المكذوبة. وتستخدم هذه الأسطورة المكذوبة في الآونة الأخيرة للتلاعب برأي المجتمع الدولي من أجل تسهيل ادعاءاتها (مثل قضية قراباغ الجبلية)، وتربية شعبها على روح كراهية الأذربيجانيين والأتراك والمسلمين، وتحقيق نوايا الاحتلال.
واحد صافيخانوف
مراسل وكالة (أذرتاج) الخاص