برلمان أول جمهورية ديمقراطية بالمشرق الإسلامي – 4
AzerTAg.az
باكو، 26 أبريل، أذرتاج
له ما قبله في:
https://azertag.az/ar/xeber/1138244
https://azertag.az/ar/xeber/arabic-1141079
https://azertag.az/ar/xeber/arabic-1146610
وكانت محاضر جلسات البرلمان الأذربيجاني تقنن كالقاعدة باللغتين الأذربيجانية والروسية. وفي المحاضر الأذربيجانية كانت خطابات ناطقين بالروسية تدرج بترجمتها. وفي المحاضر بالروسية بالعكس كانت تضاف أمام خطابات ناطقين بالاذربيجانية كلمة "توركجه" أي بالتركية. كما كان نائب رئيس البرلمان حسن بيك أقايف يطبع على هامش وثائق لم ترد باللغة الحكومية طابعا مفاده كالعادة: "عريضة باقية دون التنفيذ لعدم كونها باللغة التركية".
وكان البرلمان الأذربيجاني ينشط علانية امام الشعب. وكان لجميع ممثلي وسائل الاعلام الحق في حضور جلسات البرلمان وتسليط الضوء على سيرها. كما ان جميع ما حدث في البرلمان الأذربيجاني من مشاريع قانون والنظر فيها واراء وأفكار مطروحة ومقترحات وقوانين متخذة كان مدرجا في العدد التالي من جريدة "أذربيجان" التي كانت تنشر باللغتين الأذربيجانية والروسية.
وكان أعضاء الحكومة هم أعضاء البرلمان في الوقت ذاته. وكانت الحكومة المتشكلة من أعضاء البرلمان تعتمد عليها من جانب مجرد البرلمان وتحاسب فيه مسؤولة امام البرلمان. وكان من المستحيل نشاط مجلس بصفة حكومة ما دام لم يحصل على دعم البرلمان.
وكان برلمان جمهورية أذربيجان الشعبية موجِّها اهتمامه وفعالياته خلال فترة وجوده الى حماية سيادة البلد وحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمالية وضمان حرمان البلد سياسيا وترابيا والدفاع عن حقوق المواطنين وتعزيز أسس الدولة الديمقراطية والقانونية وتكوين ظروف ملائمة من اجل الاعتراف بدولة مستقلة من جانب المجتمع الدولي وإقامة علاقاته مع البلاد الخارجية وبالدرجة الأولى مع الجيران القريبة سياسيا واقتصاديا وتجاريا.
ولجميع القوانين والقرارات المتخذة من جانب البرلمان الأذربيجاني بالغ الأهمية من حيث كونها وثائق تشريعية أولى للدولة المستقلة.
وأعار البرلمان الأذربيجاني اكبر اهتمام كذلك لمسائل بناء الجيش في أذربيجان بما ان أعضاء البرلمان كانوا يلمون بأن البلد محتاج الى جيش قوي لحماية استقلال البلد سياسيا وارضيا فلذلك من الممكن القول بأن القوانين الخاصة بإنشاء الجيش كانت تسير في البرلمان سيرا دون المناظرة الطويلة وبالإجماع العام.
وكانت فعاليات البرلمان الأذربيجاني بجانب حكومة جمهورية أذربيجان الشعبية تحظى بإعارة اهتمام خاص لتطوير التعليم والتربية والمعارف في البلد. وكانت مسائل تأميم مؤسسات التعليم والمسرح والتربية وفتح مؤسسات تعليمية جديدة وتحسين ظروف المعاش للمدرسين الموظفين بها خاصة ماليا محط اهتمام البرلمان الأذربيجاني. واهم هذه المسائل كانت فتح جامعة باكو الحكومية إذ دامت مناقشات حول الأمر بضعة اشهر تحت مناظرات ومباحثات حارة وسبب ذلك يرجع الى غياب كوادر وطنية ذوي التخصص العالي للتدريس والتعليم فيها وتخطيط فتح الجامعة بلغة التعليم الروسية وكان ممثلو كتل الاتحاد والاحرار يعارضون على ذلك معارضة قاطعة حيث كانوا يفهمون فتح الجامعة بالروسية كمواصلة ممارسة سياسة الترويس في أذربيجان فيما كان النواب من كتلة المساواة والاجتماعيين وغيرهما لا يرون خطرا في فتح الجامعة بالروسية مشددين على ان الجامعة ينبغي لجلب طلبة اذربيجانيين اكثر وبعد تعليمهم وتربيتهم لجيل كوادر وطنيين يمكن بدء عملية الانتقال الى جعل الجامعة ذات اذربيجانية التعليم والتربية تدريجيا. وبعد المناقشات الحارة تبنى البرلمان قانونا في اول سبتمبر عام 1919م في جلسته السبعين بتأسيس جامعة باكو الحكومية.
وكان البرلمان حقق أعمالا مصيرية في مجال تطوير العلم والتعليم في أذربيجان خاصة في إنماء الكوادر الوطنيين والبعث بهم الى مختلف المؤسسات العالمية الخارجية النافذة للتعلم. واتخذ البرلمان قانونا كان يقضب بالبعث بـ100 طالب أذربيجاني الى البلاد الخارجية على حساب أموال الدولة بعد المناقشات الحارة وكان الطلبة الـ100 المختارون الواعدون بعث بـ 45 طالبا منهم الى فرنسا و23 الى إيطاليا و10 الى إنكلترا و9 الى تركيا للتعلم بمختلف المؤسسات العالية بالتخصصات الشتى. كما لم يتمكن 13 طالبا من مغادرة الى روسيا بسبب استمرار الحرب الأهلية فيها.
وكان أحد الوظائف الهامة الموضوعة أمام البرلمان والحكومة الأذربيجانيين هو التوصل الى الاعتراف باستقلال الدولة في العالم الدولي.
دور جمهورية أذربيجان الشعبية وبرلمانها في تاريخ إقامة الشعب الأذربيجاني دولة والعمل البرلماني والفكر الاجتماعي السياسي دور منقطع النظير.
جمهورية أذربيجان الشعبية الموجودة فترة 1918-1920م بتحقيق عدد كبير من الابتكارات سواء في مجالات التشريع والديمقراطية والدولة الوطنية قد أنشأت برلمانا ليس بنموذج للبلدان العالمية الموجودة في مطلع القرن العشرين فحسب بل ولعدد كبير من الدول الأوروبية الحالية أيضا. هذا كان حدثا له بالغ الأهمية التاريخية دون شك. وذلك قد جعل برلمان الجمهورية الشعبية مصدر اعتزاز وفخر للشعب الأذربيجاني.


خطأ في تهجئة أو إملاء النص