أخبار رسمية
عقد قمة الجول الجزرية الصغيرة النامية ضمن فعاليات كوب29 في أذربيجان (تحديث)
باكو، 13 نوفمبر، أذرتاج
عقدت قمة الدول الجزرية الصغيرة النامية ضمن أنشطة فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 29) والدورة التاسعة عشر للقاء الأطراف في بروتوكول كيوتو والدورة السادسة للأطراف لاتفاقية باريس في أذربيجان في 13 نوفمبر تشرين الثاني اليوم.
وحضر رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف في القمة وألقى كلمة.
* * *
كلمة الرئيس إلهام علييف:
- الأمين العام المحترم،
رؤساء الدول والحكومات المحترمون،
السيدات والسادة والأصدقاء الأعزاء،
أرحب بجميع المشاركين في القمة. بعدما حصلت أذربيجان على حق استضافة فعاليات كوب29 ارتفعت علاقاتنا مع الدول الجزرية الصغيرة النامية إلى مستوى اعلى جديد.
ويجب أن يستمع إلى أصوات الدول الجزرية الصغيرة على الصعيد العالمي. وأتوجه إلى جميع البلدان ولا سيما البلاد ذات الماضي الاستعماري أن تمد المساعدات المالية والفنية للدول الجزرية الصغيرة كي تتمكن من حماية بلدانها من عواقب التغير المناخي. وتؤثر التغيرات المناخية على كل بلد ومن ضمنها على أذربيجان. ونجد أن بحر الخزر يضحل كل عام. ونجد أن أنهارنا أقل ماء وجبالنا اقل ثلجا. وللأسف على أن الفيضانات التي لم نشهدها في الماضي والأمطار الغزيرة التي ما رأيناها سابقا أصبحت من الحقيقة اليوم. وقصارى القول فإن كل بلد يتعرض للتأثير ولكن الدول الجزرية الصغيرة تتعرض لهذا التهديد الوجودي.
تبرز أذربيجان دعمها الحاسم إلى الدول الجزرية الصغيرة وقد قدمنا المساعدات إلى عدد من البلاد الضعيفة أمام الكوارث من اجل خفض تأثيرات العواصف والزلازل والفيضانات. كما قدمنا الدعم لمشاريع إمداد المياه والأمن الغذائي وإعادة بناء التراث الثقافي. وأكثر من 10 دول جزرية صغيرة تمتعت ببرامجنا للمنح الدراسية للطلبة منها. وخلال رئاستنا حركة عدم الانحياز خلال الأربعة أعوام قمنا بمد المساعدات المالية والإنسانية إلى أكثر من 80 بلدا ومن ضمنها 20 دولة جزرية صغيرة.
وإزالة التحديات التي تجابهها تلك البلدان تشكل أساس الجهود التي تبذلها أذربيجان في فعاليات كوب29. وزار أذربيجان رؤساء جزر البهاما وتونغا وتوفالو لمناقشة الخطط بشأن الكوب في مايو العام الحالي. ويتم في إعلان باكو المتبنى توجيه نداء للتوصل إلى نتائج ذات معنى في كوب29 مع الإشارة إلى ضرورة التمويل المناخي المتاح. وفي سبتمبر العام الحالي تم التوصل إلى تقدم مهم في باكو بشأن بدء نشاط صندوق استجابة الخسائر والأضرار. ويجب استكمال العملية في الوقت الحاضر من اجل منح الأموال للبلدان المحتاجة ولا سيما للدول الجزرية الصغيرة. وقعت أذربيجان هذا الصيف على الإعلان المشترك مع دول الكومنولث في تونغا.
ونخصص الأموال البالغة 10 ملايين دولار لدعم المشاريع المشتركة لدول الكومنولث لدى الدول الجزرية الصغيرة. وتم توقيع مذكرة تفاهم مع دول الكومنولث في مجال الاستفادة من معلومات فضائية من خدمات اذر كوسموس وكالة الفضاء الأذربيجانية لمتابعة البيئة وتقييمها.
السيدات والسادة المحترمون، انتهازا مني للفرصة، أود أن اطرح مسألة أخرى من المسائل المهمة المدرجة في الأجندة الدولية، ألا وهي الاستعمارية الجديدة والتغيرات المناخية. إن الأراضي ما وراء البحار المزعومة الخاصة لفرنسا وخاصة لهولندا ولا سيما في مناطق البحر الكاريبي والمحيط الهادئ هي في صفوف البلاد الأكثر تعرضا لتأثير التغير المناخي. ومنسوب مياه البحر المتزايد ارتفاعا وظروف الطقس الحادة وانتهاك التنوع البيولوجي تشكل تهديدا خطيرا على تلك المناطق. وأصوات ودعوات تلك الجماعات تسكت في كثير من الحالات من قبل أنظمتها في المدن الكبرى.
إن شعوب مستعمرات فرنسا مثل نيو كاليدونيا وبولينيزيا الفرنسية ومايوت وفاليس وفوتونا وكورسيك وريونيون وغواديلوبا وماريتينيك وغويانا الفرنسية وسين بيار وميكيلون وسانت ميرت وسانت بارثولوميو وكذلك شعوب مستعمرات هولندا مثل أروبا الهولندية وكوراساو وسانت مارتين وبونير وسانت يفستاخي وسابا ولنرحب بشعوب تلك الأراضي هم الذين يعانون من السلطات الاستعمارية وفي القرن الحادي والعشرين اليوم. وما زالت بولينيزيا الفرنسية ونيو كاليدونيا يعترف بهما من قبل الأمم المتحدة كالأقاليم غير المحكومة ذاتيا عامي 1946-1947م ومع ذلك، ما زالت عملية إنهاء استعمارهما تتأخر.
وتجابه بولينيزيا الفرنسية انتهاك خطير للبيئة بسبب اختبارات فرنسا النووية البالغ عددها 193 اختبار خلال الفترة ما بين 1966-1996م. وتتحمل فرنسا المسؤولية عن تلوث الأراضي والمياه هناك والتلوث الإشعاعي في تلك الأراضي تلوثا خطيرا. وتجاوز مستوى الإشعاع عن حد 4900 في المائة. وإذا أضفنا إلى ذلك 17 اختبارا نوويا أجرتها فرنسا في الجزائر طوال السنوات المديدة التي شهدت احتلال فرنسا الأراضي الجزائرية فنجد مدى الأضرار الهائلة التي الحقها ذلك البلد بنظام البيئة الكوكبية. وقائمة الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الأراضي ما وراء البحار المزعومة لم تكن كاملة إذا لم نذكر انتهاكات حقوق الإنسان مؤخرا من قبل النظام الفرنسي هناك. حيث إن نظام الرئيس ماكرون قد قضى على حياة 13 شخصا في مظاهرات احتجاجية قانونية نظمت هذا العام من قبل شعب كاناك في نيو كاليدونيا بجانب إصابة 169 شخص آخر وذلك فضلا عن اعتقال وحبس 1700 شخص. كما أن عدد المعتقلين جراء الاحتجاجات المنظمة هذا العام في مارتينيكا وغواديلوبه. وبجانب كل هذه لم نشهد إدانة فرنسا من جانب المفوضية الأوروبية ولا البرلمان الأوروبي ولا الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا. وهذا نفاق سياسي. والمؤسستان اللتان تحولتا إلى رمزين للفساد السياسي وهما البرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تشاركان في مسؤولية حكومة الرئيس ماكرون في قتل الناس الأبرياء. ويجب إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في فرنسا على الفور.
وإذا سمّى الدبلوماسي الرئيسي لأوروبا جوزيب بوريل أوروبا بحديقة والجزء الباقي من العالم بجنغلة فما بالنا أن نتوقع شيئا آخر من البرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا؟ وإذا نحن جنغلة فاجعلوا أنفسهم بمنأى عنا ولا تتدخلوا في شؤوننا. وقدمت أذربيجان باعتبارها رئيسا منظمة حركة عدم الانحياز إلى الدول الجزرية الصغيرة وتدعمها بوجهها رئيسا فعاليات كوب29 وتواصل دعم أصدقائنا في المستقبل أيضا.
شكرا جزيلا.