الرئيس إلهام علييف يستقبل وفد مشاركي الاجتماع الثاني لوزراء داخلية بلدان الدول التركية تـــحديـــث
باكو، 23 مايو، أذرتاج
استقبل رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف في الثالث والعشرين من مايو اليوم وفدا من المشاركين في الاجتماع الثاني لوزراء داخلية بلدان منظمة الدول التركية.
أفادت وكالة أذرتاج أن الوفد يتضمن وزراء داخلية كازاخستان يرجان سادينوف وقيرغيزستان أولان نيازبكوف وتركيا علي يرلي قايا وأوزبكستان عزيز طاش بولادوف وشمال قبرص التركية طورسون أوغوز ونائب وزير داخلية هنغاريا بينتسه ريتواري والأمين العام لمنظمة الدول التركية قوبانيتش بك عمر علييف.
وألقى الرئيس إلهام علييف كلمة في الاجتماع وقال:
- يعقد في أذربيجان الاجتماع الثاني لوزراء داخلية بلدان منظمة الدول التركية وهذا أمر يدعو للسرور وأنا وطيد الثقة في استمرارية مثل هذه الاجتماعات.
تعلمون أن اجتماع القمة غير الرسمي لمنظمة الدول التركية انعقد في هنغاريا قبل اليومين ويجب أن أبلغ أن عقد مثل هذه الفعاليات ومثل تلك الاجتماعات تأتي بمبادرة أذربيجان وقد عقد اجتماع القمة الأول غير الرسمي في أذربيجان العام الماضي في قراباغ بمدينة شوشا وقرر رؤساء الدول والحكومات بعقد مثل هذه الاجتماعات غير الرسمية بانتظام.
واجتماعاتنا المثيلة تعقد سنويا ولكننا نعتبر أن عقد الاجتماعات بهذا التركيب مرة سنويا غير كاف ويجب أن ابلغ أن اجتماع القمة الرسمي يعقد في أذربيجان هذا العام ويجري الاستعداد الجاد لذلك الاجتماع وتتخذ قرارات مهمة في اجتماع القمة.
والمصالح المشتركة بين الدول الأعضاء والمراقبة في المنظمة واضحة للعيان. فلسنا مجرد أصدقاء وشركاء استراتيجيين وحلفاء فحسب، بل نحن والعنصر الأساسي هو أننا دول شقيقة أيضا وهذا هو المبدأ الذي تقوم عليه المنظمة في جوهرها وأعتقد أن منظمتنا قادرة في السنوات المقبلة على بلوغ قمم أعلى فجميع المقومات اللازمة لذلك متوفرة إذ تشهد بلداننا ديناميكية تنموية إيجابية ويُسجَّل استقرار داخلي في البلدان الأعضاء كما أننا نمتلك مساحة جغرافية واسعة وتتمتع بعض البلدان الأعضاء بثروات طبيعية غنية ومشاريعنا للنقل تربط بين بلداننا حتى تشمل منطقة جغرافية أوسع. وإن ممرات النقل التي تمر عبر أراضي بلداننا تربط أوروبا بآسيا وباختصار، فإن لدينا إمكانات هائلة في المجال الاقتصادي وإذا أضفنا إلى ذلك الديناميكية الديموغرافية الإيجابية التي تتمتع بها بلداننا فستكون الصورة أكثر إشراقًا وتفاؤلًا.
وإن عدد السكان في بلداننا في ازدياد فعلى سبيل المثال عندما استعادَت أذربيجان استقلالها عام 1991م كان عدد سكانها يقارب 7 ملايين نسمة وأما اليوم فقد تجاوز 10 ملايين وتشهد جميع البلدان الأعضاء نمطًا ديموغرافيًا مشابهًا وشعوبنا شابة وديناميكية ومتمسكة بجذورها التاريخية ولذلك، ينبغي لنا في إطار المنظمة إلى جانب مناقشة مسائل الاقتصاد والنقل والطاقة أن نولي اهتمامًا خاصًا للحديث الموسع حتماً عن جذورنا المشتركة وتاريخنا المشترك.
وقد مرّ التاريخ بلحظات مختلفة وكنّا في بعض الفترات قد افترقنا بعضنا عن بعض لأسباب خارجة عن إرادتنا غير أن إرادة البلدان الأعضاء في المنظمة وإرادة شعوبنا قد جمعتنا من جديد ولا شك في أن قمة نخجوان التاريخية تحتل مكانة خاصة في مسار تأسيس المنظمة وتطورها ونحن فخورون للغاية بأن هذا القرار التاريخي قد اتُخذ في مدينة نخجوان العريقة إحدى أقدم مدن أذربيجان.
وأما التعاون المشترك بين أجهزة الأمن الداخلية فهناك حاجة ملحّة لذلك بالطبع لأن هناك تهديدات وتحديات ومحاولات تدخل خارجي قائمة وستستمر رغم استقرار أوضاع بلداننا داخليًا، كما أشرت إليه، ولكنه لا أحد بمنأى عنها فلذلك، فإن حماية النظام العام وهي المهمة الأساسية لأجهزة الأمن الداخلية عامل حيوي للحفاظ على الاستقرار الداخلي في كل بلد من بلداننا ومن المهم جدًا أن تتلاقى أجهزة الأمن الداخلية للبلدان الأعضاء في المنظمة بانتظام وأن تُجرى تبادلات للآراء والخبرات والمعلومات.
وبالطبع، هدفنا الرئيسي هو المزيد من تعزيز قوة المنظمة وأنا على قناعة تامة أنه إذا أظهرت جميع البلدان الأعضاء والمراقبة إرادة موحدة وقوية فإن منظمتنا ستتمكن من أن تصبح واحدة من أبرز المنظمات الدولية على مستوى العالم ونحن على دراية جيدة بالمنظمات الدولية القائمة حول العالم ونشارك في بعض هذه المنظمات ونتعاون مع أخرى بأشكال متنوعة كما أننا نرى بوضوح تميز منظمة الدول التركية خصوصًا هنا في أذربيجان ويعود هذا التميز إلى أن العامل الأساسي الذي يوحّدنا هو الجذور التاريخية والأصول الإثنية والقيم الروحية وبالطبع كما ذكرت، إمكاناتنا في المجالات الاقتصادية والصناعية وغيرها وقد جمعنا كل هذه العوامل ونسقنا المنظمة وتجرى أعمال نشطة في مختلف الاتجاهات وأعتقد أن المسألة الأساسية الآن هي أن نكون فاعلين ومؤثرين على الأجندة الدولية لنصبح إحدى المنظمات السياسية الرائدة في العالم وليس فقط في جغرافيا المنظمة ومحيطها بل على المستوى العالمي أيضا وأكرر القول إن كل الإمكانيات متوفرة لتحقيق ذلك ولو لم تكن موجودة لما تحدثت عنها.
فأرحب بكم مرة أخرى أهلا وسهلا بكم في أذربيجان وأتمنى لكم التوفيق والنجاح وأبعث بتحياتي واحترامي لشعوب البلدان التي تمثلونها وأتمنى لكم أعمالًا ناجحة ونتائج مثمرة.
ـمنلغلنمـ
ثم ألقى الأمين العام لمنظمة الدول التركية قوبانيتش بك عمر علييف وقال:
- وبداية أود أن أشكركم على استضافتنا وكما ذكرتم، هذه هي المرة الثانية التي يجتمع فيها وزراء الداخلية لدينا حيث عقد اللقاء الأول العام الماضي في قرغيزستان وأشرتم إلى أن الوزراء المحترمين يركزون أكثر على الجوهر واليوم تم إعداد البيان الختامي (البيان المشترك) وستستمر هذه اللقاءات في الانعقاد حيث سيتم اعتماد بيانات مشتركة تتضمن الخطوط العريضة لأنشطة وزراء الداخلية ويشمل ذلك مكافحة العصابات والإرهاب والجريمة وغيرها من المجالات التي تغطي جميع جوانب عمل وزرائنا.
وعُقد قبل اليومين اجتماعُ القمة غير الرسمي الذي كنتم مبادرين له في السابق وبالنظر إلى جوهره لم يكن الاجتماع غير رسميًا بقدر ما كان رسميًا إلى حد كبير حيث جرت خلاله أيضا مناقشة عمل أجهزة إنفاذ القانون وكما أشرتم عُقد العام الماضي لأول مرة اجتماع لرؤساء المحاكم العليا في شوشا وفي وقتٍ قريب، أي منذ أسبوعين في أنطاليا اجتمع رؤساء المحاكم العليا مرة أخرى وأقروا النظام الأساسي وقد تم هناك تحديد جميع مجالات العمل ولدينا بالفعل منصات لرؤساء النيابات العامة والجهات العدلِية ووزراء العدل حيث اجتمع وزراء العدل العام الماضي في أستانا.
وقصارى القول فقد بدأ تشكيل كتلة أجهزة إنفاذ القانون بأطر مؤسسية وتم بالفعل اتخاذ الخطوات الأولى. وكما أشرتم إليه بإيجاز في خطاب التنصيب في البرلمان، يدعم الجميع ذلك والآن، كما ذكرتم، يمكن لمنظمتنا أن تصبح أقوى ونحن حقًا منظمة دولية نادرة وفي اتفاقية نخجوان التي تم اعتمادها قبل 15 عامًا ورد أن ما يوحدنا هو جذورنا التاريخية وثقافتنا ولغتنا وديننا ولأنه لا توجد منظمة أخرى مماثلة ومن واجبنا جميعًا أن نعزز هذه المنصات المنشأة ونعمل على تقويتها.