أخبار رسمية
الرئيس الأذربيجاني يشرف على اجتماع مجلس الوزراء حول نتائج التنمية الاجتماعية الاقتصادية لعام 2015
باكو، 10 يناير / كانون الثاني، (أذرتاج)
انعقد اليوم اجتماع مجلس الوزراء الأذربيجاني المكرس لنتائج التنمية الاجتماعية الاقتصادية لعام 2015 والمهام الواجب تنفيذها عام 2016م الجاري وذلك تحت إشراف الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وابلغ الرئيس علييف أن الأزمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية عبر العالم والمنطقة ازدادت تعمقا مع استمرار مواجهات دموية. ولفت إلى سقوط مئات ألف شخص ضحايا الاصطدامات الدموية الجارية في الشرق الأوسط مع أن ملايين الناس أصبحوا لاجئين ومشرَّدين ونازحين. وأشار إلى مواجهة أذربيجان في حينها مثل هذه المشكلة، معبرا عن خروج البلد من الوضع الحرج على حساب الموارد الداخلية ومن خلال تنفيذ تدابير مهمة بشأن تحسين ظروف حياة اللاجئين. ونوه الرئيس علييف إلى ملاحظة اشتداد ذراع القوى المتشددة وميول كراهية الإسلام في أوروبا التي يتجه إليها حاليا اللاجئون، مسترعيًا الانتباه إلى أن سوء التفاهم السائد عبر العالم فيما بين الحضارات والثقافات يثير قلقا لدى أذربيجان أيضا وشدد على حرص أذربيجان على المزيد من اتخاذ مساعٍ كفيلة بمعالجة هذه الميول الخطيرة.
وقال الرئيس علييف إن العلاقات التركية الروسية تفاقمت في العام الماضي، مفيدا أن كلا البلدين جاران قريبان من أذربيجان وأشار إلى أن الوضع في حال غير مرغوب فيه حاليا. وفي سياق متصل، ذكر الرئيس الأذربيجاني أن تدهور العلاقات في الأزمنة الأخيرة بين إيران والسعودية تقلق أذربيجان أيضا لافتا إلى أن هذا الوضع يؤثر سلبيا في آخر تطورات في العالم الإسلامي.
وأشار الرئيس علييف إلى مواصلة أذربيجان عام 2015م الماضي تنميتها بنجاح مع تنفيذ المهام الموضوعة أمام البلد مبلغا أن فخامته زار 20 بلدا بالعام الماضي مقابل استقباله قادة 15 دولة وحكومة في ارض الوطن. وأكد الرئيس الأذربيجاني على "مواصلة أذربيجان فيما بعدُ دور الموازن في المنطقة مع المزيد من جهودها الرامية إلى خفض المخاطر"، معبرا عن عدم تسجيل أي تقدم في العام السابق بصدد تسوية نزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان وزاد أن الاجتماع الأخير للرئيسين لم يحمل سوى طابع شكلي.
وقال الرئيس علييف إن موقف أذربيجان يستند إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي معيدا للذاكرة أن أذربيجان أحرزت تفوقا طوال عام 2015م على جميع خط التماس ليملي إرادتها على العدو مشددا على عزم البلد على مواصلة تعزيز إمكاناته وقدراته القتالية.
ولفت الرئيس الأذربيجاني إلى تأثر التطورات الاقتصادية الجارية في أذربيجان بهبوط حاد لأسعار النفط عام 2015م عبر العالم وبانخفاض سعر صرف العملة الوطنية "مانات" موضحاً أن أسباب هذا ترجع إلى خارج البلد وابلغ أن انخفاض أسعار النفط ليس اقتصاديا بل مرهون بالعوامل السياسية.
واستطرد قائلا إن جميع البرامج الاجتماعية بما فيها المشاريع الاجتماعية للبنية التحتية منفذة مع تحقيق مجمل الأعمال الكفيلة بفتح فرص عمل جديدة وتنمية الأقاليم بتنفيذ حزمة من المشاريع الخاصة بالتنمية الجهوية وشدد على ارتفاع عدد سكان أذربيجان عام 2015م الماضي قدر 114 ألف مواطن.
وتناول الرئيس علييف في كلمته أهمية مشروع خط أنابيب الغاز العابر للأناضول /تاناب/ وتحدث عن نجاح البلد في استضافة الألعاب الأوروبية الأولى بالعام الماضي مفيدا أن هذه الاستضافة قد أبدت على وجه جميع العالم إمكانات أذربيجان مع إنشاء البنية التحتية العصرية للرياضة والنقل والخدمات.
وذكر الرئيس علييف أن الانتخابات البرلمانية أقيمت شفافة وديمقراطية معيراً الانتباه إلى أن نتائجها قد عكست إرادة الشعب.
ثم ألقى كل من وزير المالية سامر شريفوف ونائب رئيس مكتب الوزراء رئيس اللجنة الحكومية لشؤون اللاجئين والنازحين علي حسنوف ووزير الزراعة حيدر أسدوف تقارير شملت على الأعمال المنفذة عام 2015م والمهام المنوطة على الهياكل المذكورة خلال 2016م الجاري.
وفي كملة ختامية، قال الرئيس علييف إن تنمية القطاع غير النفطي تكون أولوية عام 2016م مع تنفيذ كل ما هو ضروري لأجل خفض الاعتماد على النفط إلى الحد الأدنى. كما أرشد الرئيس علييف الجهات المعنية بتوجيه أوامر وتوصيات ترمي إلى حماية أموال صندوق النفط الحكومي وخفض التحويلات من الصندوق إلى الميزانية وتوسيع قاعدة الضرائب وضمان شفافية عمليات الجمارك والتوريد والتصدير وتشديد الرقابة المالية. وتطرق الرئيس الأذربيجاني في السياق المتصل إلى أهمية تفعيل آليات رقابة اجتماعية على مثل هذه القضايا أيضا.
كما ابدى الرئيس علييف آراءه حول تحسين البيئة التجارية وترويج المدفوعات غير النقدية وتشديد الآليات للتوسع المالي ومواصلة تقديم القروض المسهلة لأصحاب المشاريع وإجراء الإصلاحات في القطاع المصرفي وزيادة المصارف الخاصة من فعالياتها في تنمية اقتصاد البلد وغيرها.
وتحدث الرئيس الأذربيجاني عن قيمة صرف العملة الوطنية مشددا مرة أخرى على أن ارتفاع الأسعار الذي يلاحظ مؤخرا لا ينبغي لها أن تطبق على السلع والبضائع محلية الإنتاج.
وكلف الرئيس علييف في كلمته الحكومة بإعداد اقتراحات لرفع مستوى الرواتب الشهرية والمعاشات التقاعدية عام 2016م واضعا نصب أعين محافظي الأقاليم المطالب الواضحة بتوسيع الإصلاحات في المجال الزراعي ومواصلة التدابير المثمرة في الريّ والمزيد من تحسين ظروف إمداد المياه والغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية إلى السكان وتسريع إجراءات بناء مناطق صناعية في الأقاليم وزيادة كفاءة اقتصادية للمحافظات المدعومة مع تقديم معلومات مفصلة إلى فخامته كل ربع حول الأعمال المنفذة.
وأشار الرئيس الأذربيجاني إلى إجراء الإصلاحات الهيكلية عام 2016م وإنشاء آليات للإدارة المرنة مفيدا اتخاذ خطوات بهذا الصدد قريبا. وتحدث كذلك عن ضرورة تطوير تكنولوجيا المعلومات وضمان الشفافية في هذا القطاع معبرا عن بقاء قضايا تطوير قطاعي السياحة والنقل محط الاهتمام.
وتناول الرئيس علييف أهمية اتخاذ تدابير جادة بشأن زيادة كفاءة عمل ممرات النقل مشيرا إلى إنشاء مجلس التنسيق لنقل الشحنات العابر من خلال أراضي أذربيجان مبلغا أن أذربيجان وجورجيا وتركيا قد باشرت انتهاج سياسة تعريفة موحدة على هذا الممر. وأضاف أن أذربيجان قد فعّلت إمكاناتها الشخصية من اجل تسهيل سير الشاحنات الخاصة بتركيا إلى آسيا المركزية والوسطى عقب تدهور العلاقات بين تركيا وروسيا.
والى جانب هذا، أعطى الرئيس علييف توجيهاته وأوامره بشأن إقامة عطاءات مفتوحة في مجال الإنشاء وضمان الشفافية في هذا الشأن أيضا بتقديم الأفضلية إلى شركات محلية وتسريع تطبيق نظام موحد للمواصلات العامة بالعاصمة باكو ومعالجة المسائل البيئية وفتح مراكز جديدة للخدمات المسهلة "آصان" مع منحها صلاحيات جديدة.
وزاد الرئيس الأذربيجاني في ختام كلمته أن باكو العاصمة ستستضيف عام 2016م الحالي عددا من الاجتماعات الرفيعة ومن ضمنها المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات الأممي. وأعلن الرئيس علييف عام 2016م "عام التعددية الثقافية" في أذربيجان نظرا إلى إضافة البلد ذخره المهم على تقاليد التسامح والقيم ما بين الثقافات والحضارات.