أقاليم
الأثر "غير المكتشف" لده ده غورغود: ما لا نعرفه عن مقبرة أيْرَك
نخجيوان، 2 يونيو، أذرتاج
نتيجة لتنفيذ مرسوم رئيس المجلس الأعلى لجمهورية نخجيوان ذاتية الحكم واصف طالبوف "حول تنظيم العمل لتسجيل وحماية المعالم التاريخية والثقافية في جمهورية نخجيوان ذاتية الحكم " المؤرخ في 6 ديسمبر 2005 وتم تسجيل أكثر من 1200 معلم فيها. كان أحد هذه المعالم الأثرية مستوطنة أيْرَك بالقرب من قرية كولوس في مقاطعة شاهبوز.
جاءت هذه المعلومات في مقابلة مكتب نخجيوان لوكالة أذرتاج مع العضو المراسل لأكاديمية العلوم الوطنية لأذربيجان الدكتور في العلوم التاريخية الأستاذ ولي بخشعليف.
وأشار الدكتور ولي بخشعليف إلى أن المستوطنة التي سميت على اسم أحد البطلين وهما أيْرَك وسَكرَك المذكورين في ملحمة "كتاب ده ده غورقود" تقع في الطرف الغربي والشرقي من نخجيوان. نعم، لقد توفي الأبطال ووصلت مستوطناتهم وشواهد قبورهم كذكرى لنا. عندما أنظر إلى الحجارة المنحنية والمتداعية لمستوطنة أيْرَك ومقبرة أيْرَك، أتذكر كلمات ده ده غورغود:
أين السادة الأبطال،
كانوا يقولون الدنيا مالي.
انقضى أجلهم دفنتهم الأرض،
لمن بقيت الدنيا الفانية.
تأتي الدنيا وتذهب،
الدنيا التي تنتهي بموت.
تقع مقبرة أيْرَك في طرف قرية كولوس، على الجانب الأيسر من الطريق المؤدي إلى كيشيلي عند سفوح التل. وقال العضو المراسل لأكاديمية العلوم الوطنية لأذربيجان إنه في إطار الأبحاث في مايو 2020، تم العثور على مقبرة قديمة بالقرب من هذه المستوطنة. على الرغم من أن أغلبية المشاهد في المقبرة هي دون النقوش ولكن مشهد الكبش وبلاطات القبر التي عليها صور الإنسان والحيوانات والآثار الفخمة المعمولة في شكل التماثيل تعكس جزءاً من تاريخنا العظيم ويحمل مشهد الكبش الذي تم نحته بمهارة من قطعة كبيرة من الصخر في نفسه روعة الفخر للجندي التركي العظيم اليوم أيضاً.
وبحسب كلامه، فإن النقوش على شكل كبش في نخجيوان معروفة من مستوطنة أوفشولار تيبي من أواخر العصر الحجري وأوائل العصر الحديدي وتماثيل الكبش الطينية من العصر البرونزي المبكر في مستوطنتي كولتابا وماختا كولتابا. تظهر الأبحاث أن الأغنام لعبت دوراً مهماً في اقتصاد أسلافنا منذ العصر الحجري الحديث-الألفية السابعة قبل الميلاد. مع مرور الزمن، كانت القبائل التي تعيش في أذربيجان تعبد الماشية والأغنام على جد سواء وتم صنع تماثيلها واستخدامها كأحجار شواهد القبور.
قال الدكتور ولي بخش علييف مشيراً إلى أنه في أحد شواهد القبور تم تصوير رجل بيديه المتقاطعتين على صدره إن مثل هذه الصور والتماثيل منتشرة على نطاق واسع في أراضي جمهورية أذربيجان منذ الألفية الأولى قبل الميلاد ومرتبطة بالشعوب التركية. تم استخدام هذا النوع من شواهد القبور أيضاً على نطاق واسع بين القبائل التركية القديمة من السكيثيين وحتى في القرن التاسع عشر كان منتشراً على نطاق واسع بين الشعوب التركية في آسيا الوسطى. ينتمي شاهد القبر الموجود في مقبرة أيرك إلى العصور الوسطى. بشكل عام، حول مثل هذه الآثار هناك آراء مختلفة في صور الأشخاص الذين يحملون الأواني وخاصة في الأواني في أيدي البشر. رأى البعض أنها وعاء، بينما رأى البعض الآخر أنها وعاء معدني ثمين. يظهر بحثنا أن الصور الموجودة على شواهد القبور لها معنى معين للناس في الآخرة. لذلك، نفترض أن هذه المياه هي علامة على أن الشخص يشرب عصير الموت.
عند تطرقه إلى نقطة أخرى مثيرة للاهتمام، أشار العضو المراسل لأكاديمية العلوم الوطنية لأذربيجان إلى أن أحد شواهد القبور لا يزال يحتوي على وصف تخطيطي لرجل يحمل وعاء في يده ويقبض على زمام الحصان باليد الأخرى. بشكل عام، يوصف الحصان في أساطير الشعب الأذربيجاني بأنه وسيط. إنه كائن أسطوري يربط الأرض والسماء والعالم الآخر. هناك العديد من الحلقات في حكاياتنا الخيالية حول أبطالنا الذين يذهبون إلى الدنيا السفلى على ظهر الخيل. ليس لدينا شك في أن الصورة على هذا القبر هي تعبير مجازي لموت رجل يشرب عصير الموت وقابض على زمام حصانه.
قال ولي بخشعلييف: "توجد لوحات على شواهد القبور تشبه شجرة الحياة في منطقة كاميغايا. هذا يدل على أن معتقدات أسلافنا من آلاف السنين قد وصلت حتى يومنا هذا. بعض شواهد القبور لها نقوش بالخط العربي. مع الأخذ في الاعتبار السمات الأسلوبية لشواهد القبور في مقبرة أيراك، ما زلنا نعيدها إلى القرنين الثامن والسادس عشر. من المرجح أن تمكن البحوث المستقبلية من تحديد تاريخها أكثر دقة. هذه الحجارة هي نصب تذكاري لتاريخنا العظيم. من واجب على كل مواطن أذربيجاني أن يحفظ على هذه الأمثلة للثقافة المادية ويعيشها. "