مواصلة جلسة النظر العلنية لمحاكمة المتهمين بالعديد من الجرائم الحربية والعدوانية والإرهابية ضد أذربيجان دولة وشعبا جراء احتلال أرمينيا – صور
المتهم بابايان: أمرنا بإطلاق النار على المدنيين العزل وقتلهم وكان فانيك وأركادي يقطعون أصابع الناس وآذان الجثث






























باكو، 18 أبريل، أذرتاج
واصلت محكمة باكو العسكرية النظر في الجلسات العلنية في الملف الجنائي المحرر بشأن الأعمال الجنائية المرتكبة ضد جمهورية أذربيجان دولة وشعبا وضد البشرية وجرائم الحرب وشن الحرب العدوانية وارتكاب المجازر الدامية والإبادة الجماعية والترحيل والتهجير والتشريد والتعذيب والسلب العسكري والنهب العدواني وغيرها من قبل دولة أرمينيا وقواتها المسلحة بما فيه من جانب ما يسمى "بجمهورية قراباغ الجبلية" والتنظيمات المسلحة غير القانونية التي أنشأتها أرمينيا عليها والتي كانت ناشطة على أراضي جمهورية أذربيجان المحتلة من قبل قوات أرمينيا المسلحة في 18 أبريل نيسان.
وجاء في بيان النيابة العامة أن تحقيق الملف الجنائي أجري لدى إدارة المباحث والتحري للنيابة العامة الأذربيجانية بشأن وقائع الاعتداء والعدوان ضد جمهورية أذربيجان والشعب الأذربيجاني والاحتلال والمجازر وسائر الجرائم ضد البشرية والسلام والجرائم الحربية والإرهاب وتمويل الإرهاب وغيرها من الجرائم الكبرى العديدة المرتبكة.
وتم توفير كل واحد من المتهمين بمحامين وبمترجمين إلى اللغة التي يتقنونها في الجلسة المنعقدة برئاسة القاضي أقايف.
وحضر الجلسة بعض من 531 ألف متضرر معترف بهم كالمتضررين ضمن الملف الجنائي والممثلين عنهم والمدعون ورئيس جهاز مجلس الوزراء رفأت محمدوف بصفته متضرراً باسم دولة أذربيجان.
وواصل المتضررون الإدلاء بشهاداتهم وأجابوا عن الأسئلة التي وجهها إليهم المدّعون العامون وممثلو المتضررين ومحامو المتهمين.
وقال الشاهد المتضرر يشار آل محمدوف إنه وُلد عام 1956 في مدينة خوجالي وكان يعيش هناك مع أسرته مضيفا أنه يعرف المتهمين باكو ساهاكيان وأركادي غوكاسيان ومدات بابايان.
وقال الشاهد المتضرر آل محمدوف إنه كان في نقطة التفتيش قرب القسم المتعلق بسكة الحديد في مدينة خوجالي يوم 25 فبراير عام 1992 وعند الساعة الثامنة مساءً تقريباً بدأت الآليات المدرعة القادمة من جهة خانكندي بتمركز مواقعها حول المدينة وفي حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً بدأ الهجوم على المدينة. وأوضح أن القوات المسلحة الأرمينية دخلت المدينة خلال الليل بمشاركة الكتيبة 366 الآلية فاضطر مع السكان الآخرين إلى التوجه نحو الغابة مفيدا أن القوات الأرمنية أطلقت النار عليهم ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
وقال المتضرر آل محمدوف ردا على أسئلة المدعي العام إنهم أُخذوا كرهائن في 27 فبراير بالقرب من قرية بير جمال حيث تم اقتيادهم إلى حظيرة ولاحقًا أُحضر نحو 50 مدنيًا من سكان خوجالي إلى المكان ذاته. وأكد أن الأسرى تعرضوا لتعذيب وحشي لا مثيل له حيث تم ضربه وهو ممدد على الثلج. وأضاف أنه بعد احتجازهم لمدة يومين في بير جمال تم نقلهم إلى مدينة خانكندي ثم إلى عسكران في الأول من مارس حيث تعرضوا مجددًا للتعذيب والضرب. وأشار إلى أن أحد أفراد الشرطة الأرمنية يُدعى كارو كان يشغل منصب رئيس الحماية من الحرائق في قسم الشرطة قام بضربه بهراوة حتى فقد وعيه.
وقال إنه سلم إلى أذربيجان في 2 مارس عام 1992م.
وقال المتضرر آل محمدوف في رده على أسئلة المدعي العام إنّه تعرّض خلال فترة أسره لكسر في ذراعه وأصابعه وأضلاعه وساقه فضلًا عن إصابات أخرى. وأضاف أن المتهم مدات بابايان تسبب له بجراح بواسطة سكين الحربة قائلا "إن الجنود الأرمن ومدات بابايان شخصيًا مارسوا التعذيب ضدي وأثناء فترة أَسري اقترب مدات مني وقال لي أنت تُركي ثم ركلني وأهانني وبعدها أخرج سكين الحربة التي كانت معه وطعنني بها".
أجاب المتضرر خلال ردّه على أسئلة مدّعي الدولة أنّه في تلك الفترة كانت هناك امرأة تُدعى خديجة تم بتر ساقيها من أسفل الركبة. وأضاف أنّه كان هناك أيضًا أتراك المسخيت في خوجالي وأنّ مدات بابايان الذي كان جزءًا من مجموعة مسلحة أطلق النار على شقيقين من أتراك المسخيت وقتلهما أمام أعينهم وكانوا يأخذون بعض الأذربيجانيين ويقطعون رؤوسهم فوق القبور وكانوا يشنقون البعض الآخر في الكنيسة".
وفي رده على أسئلة المدعي ذكر المتضرر آل محمدوف أن شقيقه فائق قد قتل على يد الجنود الأرمن وأن شقيقه الآخر ناميق تم أسره ولا يزال مفقوداً حتى الآن.
وأعلن أيضًا عن رأي الخبرة الطبية بشأن الشخص المتضرر في المحكمة.
ثم أدلى الشخص المتضرر سوفيت الله ويردييف بشهادته. وأوضح أنه ولد في مدينة خوجالي عام 1954 وعاش هناك مشيرًا إلى أن والده وأخويه وابن أخيه فقدوا خلال إبادة خوجالي بينما تم أخذ أخوين آخرين ووالدته كرهائن.
وصرّح المتضرر ردًا على أسئلة الادعاء العام بأنه "في ليلة 25 إلى 26 فبراير، أغلقوا جميع الطرق لمنعنا من الهرب ليرتكبوا المجزرة بحقنا لمجرد أننا أذربيجانيون و 50% من الضحايا قُتلوا في منطقة تسمى بممر وزعموا أنهم فتحوا ذلك الجزء ليتمكن المدنيون من الخروج لكنهم في الواقع كانوا يقتلون الناس هناك. وكانوا يأتون بالجثث من الغابة إلى أغدام ومعظم الجثث هناك كانت في حالة غير قابلة للتعرف فقد نزعوا جلود رؤوسهم وكانت أدمغتهم ورؤوسهم مهشمة وكنا نتعرف عليهم فقط من خلال ملابسهم."
كما ذكر المتضرر أنه أثناء العثور عام 2023 على جثث 18 شخصًا من ضحايا مجزرة خوجالي كانت أيديهم وأرجلهم مقيدة بالأسلاك.
ودرست المحكمة محاضر إجراءات التحقيق المتعلقة بالأحداث التي وقعت ليلة 25 إلى 26 فبراير 1992.
ثم تم التنبيه على ذوي القلوب الضعيفة بمغادرة القاعة نظرًا لاحتواء المواد المصورة على مشاهد حساسة في عرض لقطات تتعلق بإبادة خوجالي.
وتضمنت المواد المصورة مشاهد لجثث رجال ونساء من مختلف الفئات العمرية بما في ذلك الأطفال والمسنين وقد ظهرت على بعض الجثث آثار تقشير الجلد واقتلاع العيون وبتر بعض الأطراف وقد تأثر الحاضرون في القاعة أثناء عرض الفيديو.
وقد تظاهر بعض المتهمين بتصرفاتهم أنهم تأثروا ظاهريًا بالمشاهد المصورة كأنها تركت فيهم أثرًا سيئًا.
بعد ذلك قدمت في المحكمة المحاضرُ التي تتعلق بإبادة خوجالي.
وخلال دراسة وثائق أخرى في سياق المحاكمة عرضت الصور التي التقطتها المصورة الصحفية فيكتوريا إيفليفا إضافة إلى المقال الذي نُشر في صحيفة "إيزفيستيا" والذي يتناول تقييم يريفان لما جرى على أنه إنجاز عسكري.
كما عرضت المقابلة الصحفية التي أدلى بها سيرج ساركيسيان الذي كان قد شغل منصب وزير الدفاع ورئيس أرمينيا للصحفي البريطاني توماس دي وال حيث اعترف بأن المأساة كانت تطهيرًا عرقيًا وقد صرّح ساركيسيان خلال المقابلة بأنه لم يشعر بأي أسف على ما ارتُكب في خوجالي.
وقال المدعي رحيملي مستشهدًا بأقوال سيرج ساركيسيان إن هذه التصريحات تؤكد أن مذبحة خوجالي ارتُكبت من قبل أرمينيا بشكل متعمد ومنهجي.
وبعد ذلك استجوب المتهم مدات بابايان الذي تبيّن تورطه في مجزرة خوجالي.
وأكد المتهم بابايان أنه كان في خوجالي في يومي 25 و26 فبراير 1992 وقال "لقد أخذنا قائدنا إلى هناك وكان اسمه هنريك تامرازيان وكان الهدف من ذلك هو إخراج الأذربيجانيين من خوجالي".
قال المتهم بابايان إنه كان في مجموعته 20 شخصًا مشيرا إلى وجود مجموعات أخرى أيضًا وأضاف أنه يتذكر قادة المجموعات ريمبرت كارابتيان وفاليري سركيسيان.
وأشار المتهم بابايان إلى أنه يتذكر من أعضاء مجموعته فاليري بتروسيان وديفيد غريغوريان وألبرت غريغوريان وشيرين شيرينيان وسبارتاك أكوبيان.
وقال المتهم بابايان إن جميع الأوامر في خوجالي كانت تصدر من قبل أركادي شيرينيان الملقب بـ "خولوستوي" مضيفا "أما نحن فقد كانت الأوامر تُعطى لنا من قبل فانيك بتروسيان وكان فانيك قد أصدر أمرًا بإطلاق النار على المدنيين العزل وقتلهم وكان فانيك وأركادي يقطعون أصابع الناس وآذان الجثث".
وأكّد المتهم بابايان أثناء إجابته عن أسئلة المدعي أنه تم جلب الأسلحة إلى خوجالي واستخدام المعدات المدرعة واعترف المتهم بمشاركته في قتل المدنيين العزل وقال "لقد أخطأنا".
وقال المتهم بابايان إنه رأى في خوجالي نحو 150 جثة بما في ذلك جثث الأطفال وكبار السن والنساء مشيرا إلى أن الجثث تم جمعها من قبل الجنود الأرمن والذهاب بها بعد وضعها في السيارات.
وفي هذه اللحظة طلب المتضرر ياشار آل محمدوف الكلمة من المحكمة وسأل المتهم بابايان عن شقيقه المفقود قائلاً "أخذت مجموعتك شقيقي ناميق وإلى أين أخذته؟ أخبرني أين هو؟ ودعنا على الأقل نجد عظامه وكانت زوجته حينها حاملًا وأنجبت ابنًا والآن ابن شقيقي في الـ33 من عمره وقد شاب رأسه من الألم وأين شقيقي؟ أخبرني أين هو!"
أما المتهم بابايان فقد ادعى بأنه لا يعرف نميق آل محمدوف المشار إليه.
وفي هذه اللحظة اعترض ممثل المتضررين شائق حسينوف أمام المحكمة على مساعدة المتهم دافيد إيشخانيان للمتهم مدات بابايان في الإجابة عن الأسئلة.
وأمر القاضي أغايف باستبدال مقعد المتهم دافيد إيشخانيان بآخر.
ثم أعلن عن إفادة المتهم بابايان التي أدلى بها في التحقيق الأولي بشأن مذبحة خوجالي كما عرض مقطع الفيديو الذي تم تصويره في مكان الحادث أثناء التحقيق الأولي.
وتقرر عقد الجلسة القضائية التالية في 21 أبريل .
هذا ويتم توجيه التهم إلى 15 مواطنًا أرمينيًا بارتكاب العديد من الجرائم التي تشمل القيادة المباشرة والمشاركة من قبل الدولة الأرمينية وهيئاتها الحكومية والقوات العسكرية والتشكيلات المسلحة غير القانونية والتوجيهات والتعليمات المكتوبة والشفوية وتوفير الدعم المادي والتقني والإدارة المركزية وكذلك ممارسة السيطرة الصارمة بهدف ارتكاب العدوان العسكري وأعمال الإرهاب ضد جمهورية أذربيجان على أراضي أذربيجان بما يتعارض مع القانون المحلي والدولي ويشمل ذلك روبرت سيدراكي كوتشاريان وسيرج آذاتي ساركيسيان ووازغين ميكائيلي مانوكيان ووازغين زافيني ساركيسيان وسامفيل أندرانكي بابايان وفيتالي ميكائيلي بالاسانيان وزوري هايك بالايان وسيران موشيغي أوهانيان وأرشافير سورينوفيتش جاراميان ومونتي تشارلز ميلكويان وآخرين بما في ذلك الأعمال الإجرامية التي ارتكبت خلال حرب العدوان التي شنها هؤلاء الأفراد الإجراميون.
وإن الأشخاص المذكورين وهم أرايك فلاديميري هاروتونيان وأركادي أرسافيري غوكاسيان وباكو سهاكي سهاكيان ودافيت روبيني إشخانيان ودافيت أزاتيني مانوكيان ودافيت كليمي بابايان ولفون هنريكوفيتش مناتساكانيان وفاسيلي إيفاني بيغلارريان وإريك روبرتي غازاريان ودافيت نيلسوني اللهفيرديان وغورغين هويمري ستيبانيان ولفون روميك بالايان ومدات أراكيلوفيتش بابايان وغاريك غريغوري مارتيروسيان وميليكست فلاديميري باشايان يتم توجيه التهم إليهم بموجب المواد 100 (التخطيط والتحضير والشروع في شن حرب عدوانية) و 102 (الهجوم على الأشخاص أو المنظمات التي تتمتع بحماية دولية) و 103 (الإبادة الجماعية) و 105 (إبادة السكان) و 106 (الاستعباد) و 107 (التهجير القسري أو الترحيل للسكان) و 109 (الاضطهاد) و 110 (الاختفاء القسري للأشخاص) و 112 (حرمان من الحرية بما يخالف القانون الدولي) و 113 (التعذيب) و 114 (الخدمة في صفوف المرتزقة) و 115 (انتهاك قوانين وعادات الحرب) و 116 (انتهاك القانون الإنساني الدولي أثناء النزاع المسلح) و 118 (النهب العسكري) و 120 (القتل العمد) و 192 (الأنشطة التجارية غير القانونية) و 214 (الإرهاب) و 214-1 (تمويل الإرهاب) و 218 (تشكيل جمعية (منظمة) إجرامية) و 228 (الاستحواذ غير القانوني على الأسلحة أو نقلها أو بيعها أو تخزينها أو نقلها أو حيازتها أو مكوناتها أو الذخائر أو المتفجرات أو الأجهزة) و 270-1 (الأعمال التي تهدد أمن الطيران) و 277 (اغتيال مسؤول دولة أو شخصية عامة) و 278 (الاستيلاء القسري على السلطة واحتفاظ بها أو التغيير القسري للبنية الدستورية للدولة) و 279 (تشكيل تشكيلات مسلحة أو مجموعات غير منصوص عليها في القانون) والمواد الأخرى من قانون العقوبات لجمهورية أذربيجان .