العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان وكازاخستان: النقل العابر والطاقة الخضراء

باكو، 20 أكتوبر، أذرتاج
تتركز العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان وكازاخستان بشكل أساسي في قطاعي النقل العابر والطاقة وتتعزز بأهمية موقع البلدين الجغرافي على طول ممر النقل الدولي عبر بحر الخزر المعروف بالممر الأوسط. ويتيح النهج البراغماتي لرئيسي الدولتين توسيع التعاون المتبادل المنفعة حول الممر الأوسط. وتحصل كازاخستان على منفذ إلى أوروبا الغربية عبر أذربيجان بينما تحصل أذربيجان على منفذ إلى أسواق الصين وآسيا الوسطى عبر كازاخستان.
وتستند إمكانات كازاخستان الاقتصادية إلى موارد طبيعية غنية تشمل 4ر4 مليارات طن من النفط و8ر3 تريليونات متر مكعب من الغاز إضافة إلى رواسب الكروم والنحاس واليورانيوم. وتستحوذ بلدان الاتحاد الأوروبي على أكثر من 50 في المائة من صادرات البلد وقد اجتذبت كازاخستان حتى الآن أكثر من 365 مليار دولار من الاستثمار المباشر. وتجعل إمكانات التصدير هذه التعاون المشترك مع البنية التحتية المتطورة للنقل والعبور في أذربيجان أمراً ضرورياً ويحقق الممر الأوسط هذا التعاون، مما يزيد من حجم التبادل التجاري. ويلعب ميناء باكو البحري الدولي دوراً رائداً في وصول كازاخستان إلى السوق العالمية ففي العام الماضي بلغ حجم نقل البضائع بين ميناء أكتاو وميناء باكو مليونا و625 ألف طن وتبلغ سعة مناولة البضائع في ميناء باكو 15 مليون طن ويمكن زيادتها إلى 25 مليون طن. وعلاوة على ذلك، يربط خط سكة الحديد الواصل بين باكو وتبيليسي وقارص آسيا الوسطى بأوروبا عبر كازاخستان وأذربيجان، حيث تم نقل 250 ألف طن من البضائع خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري وارتفعت سعة النقل السنوية إلى 5 ملايين طن بعد التحديث.
وأما التعاون في قطاع الطاقة فيركز على الطاقة الخضراء وتستهدف كازاخستان الوصول إلى 50 في المائة من حصة الطاقة المتجددة في إجمالي إنتاجها حتى عام 2050م من خلال استغلال إمكانات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وتحدد "اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في مجال تطوير ونقل الطاقة الخضراء" الموقعة بين أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان خلال مؤتمر الأطراف الكوب29 إطاراً استراتيجياً جديداً للتعاون في هذا المجال. وتعزز الاتفاقية دمج أنظمة الطاقة في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وتنص على مد كابل كهربائي عبر قاع بحر الخزر، مما يسهل التصدير إلى أوروبا. وستوجه أذربيجان أكثر من 70 في المائة من قدرتها على إنتاج الطاقة الخضراء التي تبلغ 7 غيغاواطات على الأقل والمزمع إنشاؤها خلال السنوات الخمس القادمة نحو التصدير ولهذا الغرض، تُتخذ الخطوات اللازمة عبر ممري الطاقة الخضراء "بحر الخزر والبحر الأسود وأوروبا" و "أذربيجان وتركيا وأوروبا".
ونتيجة لذلك، فإن التعاون الفعال بين أذربيجان وكازاخستان في مجالات النقل العابر والطاقة لا يخدم البلدين فحسب، بل ويصبح ضماناً لأمن الطاقة والتنمية الاقتصادية للقارة الأوروبية أيضاً، مما يكسب كلا الدولتين ضماناً ودعماً سياسياً على المستوى الدولي.