33 عاماً تمر على مأساة قراداغلي المرتكبة على يد المحتلين الأرمن

باكو، 17 فبراير، أذرتاج
نشأ الوضع المعقد في قره باغ في أواخر عام 1991 وأوائل عام 1992. حاصر المسلحون الأرمن القرى والمستوطنات الأذربيجانية في الجزء الجبلي من قره باغ وعزلوها وثم احتلوا وتنكلوا المدنيين ونهبوا وأحرقوا المنازل والمزارع خاصة ابتداء من نوفمبر عام 1991م خلال غزوهم قرى جميللي وكركي جهان وقوشجيلر ومالي بكلي وميشالي.
تعد قراداغلي واحدة من أكثر القرى المأساوية والأكثر إيلاماً في محافظة خوجاوند خلال حرب قره باغ. تم احتلال وإحراق هذه القرية التي قاتلت بشكل بطولي ضد المعتدين الأرمن لمدة 4 سنوات في 17 شباط 1992 وتمت إبادة السكان المدنيين. كانت المذبحة التي ارتكبت هنا قبل 33 عاماً وتعذيب القرويين استمراراً لسياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي انتهجها القوميون الأرمن ضد الأذربيجانيين منذ ما يقرب من 200 عام نتيجة كراهيتهم للأتراك الأذربيجانيين.
تقع قرية قراداغلي على بعد 13 كيلومتراً غربا من وسط محافظة خوجاوند على حافة طريق خوجاوند - خانكندي السريع في سفوح التلال. منذ لحظة تمرد الانفصاليين الأرمن في قره باغ الجبلية في عام 1988 بدأت الأيام المأساوية لقرية قراداغلي بمحافظة خوجاوند. قاتل سكان القرية على كل شبر وكل حجر في الوطن الذي نشأوا فيه، وقتل عشرات القرويين في معارك غير متكافئة ضد الأرمن.
* وقُتل ثلاثة قرويين بوحشية على يد عصابات أرمنية في 24 نوفمبر 1990 على الكيلومتر السادس من طريق خوجاوند - خانكندي.
* وفي 9 يناير 1991م أطلق الأرمن النار على سيارة UAZ القادمة إلى القرية مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين وتوفي اثنان منهم في وقت لاحق متأثرين بجراحهما.
* وفي 8 مارس 1991م قتل الأرمن بوحشية شخصين بالقرب من القرية.
* وفي 28 حزيران من العام نفسه تم حرق 6 سكان ومنهم 3 رجال و3 نساء وهم أحياء في مزرعة تبعد 3 كيلومترات عن القرية.
* وفي 8 سبتمبر 1991 أطلقت عصابات أرمنية النار على حافلة ركاب قادمة من أغدام إلى قراداغلي على بعد 5-6 كيلومترات من طريق خوجاوند - خانكندي. من بين 40 راكباً في الحافلة قُتل صبيان وست نساء.
* وفي 8 يناير 1992 قُتل أذربيجاني آخر بوحشية بالقرب من القرية وسرق الأرمن غصباً حوالي 100 رأس من الأغنام.
وهكذا تم احتلال قرية قراداغلي التي قاتلت ببطولة ضد المحتلين الأرمن لمدة 4 سنوات وفي 17 فبراير 1992 ارتكبت إبادة جماعية ضد السكان المدنيين. أثناء الاحتلال أسر 118 شخص وقُتل 33 شخصاً بإطلاق النار. ودفن الجلادون الأرمن القتلى والجرحى في بئر. وإجماليا قُتل 68 أسيراً وأُطلق سراح 50 بصعوبة بالغة. وكان من بين الأسرى 10 نساء و 2 من تلاميذ المدارس. وتوفي 18 من الذين أفرج عنهم وبينهم خمس نساء بعد إصابتهم بجروح لا يمكن علاجها. كانت المعاملة الوحشية للأسرى والتخريب وقطع الرؤوس والدفن وصرير الأسنان والجوع والضرب من الجرائم ضد الإنسانية. نتيجة للإبادة الجماعية التي ارتكبتها أرمينيا على مستوى الدولة، قُتل 4 أشخاص من كل من العائلتين في قرية قراداغلي وفقدت 43 أسرة معيلها وأصبح 146 طفل يتيماً. من بين القتلى خلال هجمات القوات المسلحة الأرمينية على قراداغلي كانت 10 نساء و8 أطفال في سن المدرسة. قتل 91 شخصاً في قرية قراداغلي أي واحد من كل 10 قرويين. نتيجة للاحتلال تم تدمير 200 منزل ودار ثقافي واحد ومبنى مدرسة ثانوية لـ320 مقعد ومستشفى يضم 25 سريراً والمرافق الأخرى والآثار التاريخية والدينية والثقافية ومقبرة للأذربيجانيين في القرية. نزح حوالي 800 من سكان القرية.
من أجل إطلاع المجتمع الدولي على مأساة قراداغلي وبمبادرة من السلطة التنفيذية لمحافظة خوجاوند تم عرض الأفلام الوثائقية "الإبادة الجماعية: قراداغلي" باللغات الأذربيجانية والروسية والإنجليزية و"الإبادة الجماعية في قراداغلي تتواصل ..." و "قراداغلي الكفاح" باللغات الأذربيجانية والروسية والإنجليزية والفرنسية وكتاب "قراداغلي: الإبادة الجماعية بلغة الشهود" فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات المسلحة الأرمينية في قرية قراداغلي. بالإضافة إلى ذلك، أقيمت مجمعات تذكارية في قراداغلي الجديدة ومستوطنتي خوجاوند ونرجيس تبه الجديدتين لتخليد ذكرى الشهداء.