سياسة
انطلاق الدورة 16 لمنتدى “ميدايز”، بالمغرب حول موضوع “سيادات وقدرات الصمود: نحو توازن عالمي جديد"
طنجة، 28 نوفمبر، شعيب بغادى، (أذرتاج)
شهدت مدينة طنجة، شمال المملكة المغربية، أمس الأربعاء، انطلاق أشغال الدورة السادسة عشرة لمنتدى “ميدايز”، وذلك حول موضوع “سيادات وقدرات الصمود: نحو توازن عالمي جديد".
أفاد مراسل وكالة أذرتاج، حسب بلاغ لمؤسسة منتدى ميدايز ومعهد أماديوس أن الدورة 16 من هذا الحدث الدولي الهام والذي يحظى بالرعاية السامية للعاهل المغربي محمد السادس، تتميز بمشاركة أكثر من 250 متحدثا رفيع المستوى من بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع القرار السياسي، وحائزون على جوائز نوبل، ورؤساء شركات دولية كبرى وشخصيات مؤثرة، أمام جمهور يفوق 6000 مشارك من أكثر من مائة دولة.
وتعرف الدورة 16 من المنتدى أيضا، مشاركة وفد من جمهورية أذربيجان يتقدمه نائب وزير الخارجية الأذربيجاني فاريز رضاييف الذي كان قد شارك أول أمس بالرباط في أشغال مائدة مستديرة مع الدبلوماسيين الشباب بالأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية.
و في كلمته الافتتاحية للمنتدى الذي عرف أيضا حضور بعض ممثلي السلك الديبلوماسي الأجنبي بالمغرب ، صرح رئيس معهد أماديوس إبراهيم الفاسي الفهري، أن اجتماع طنجة هو محاولة من أجل فهم طبيعة التحديات الراهنة و إيجاد لها حلول بفضل ما نتوفر عليه من قوة و جرأة، مبرزا أن موضوع هذه الدورة “سيادات وقدرات الصمود : نحو توازن عالمي جديد” هو شعار يبرزه الإيمان بقدرة الأمم على تحديد مساراتها الخاصة و عكس التحديات و رفعها بكرامة، مع تشييد الجسور بغاية الربط بين الشعوب للمشاركة في تحويل الرهانات إلى مبتغى جماعي، مضيفا أن السيادة ليست قضية حماية حدود ولكنها قدرة كل أمة على اتخاذ قراراتها بنفسها واختيار تحالفاتها وبناء مستقبلها دون الاعتماد على إرادة الدول الأخرى.
ومن جانبه أبرز رئيس جمهورية القمر الاتحادية، عثمان غزالي، أهمية موضوع المنتدى في عملية بحث التحديات التي تواجه العالم بأسره، وخاصة القارة الإفريقية، وبوجه التحديد المرتبطة بالجيوسياسية الراهنة العاكسة للتوترات واضطراب النظام الدولي، مركزا على ضرورة إيجاد حلول سريعة لخدمة الدول في مسار مواجهة الأزمات وتكريس مبدأ السلم والأمن الضامن للاستقرار العالمي.
من جهتها، أبرزت الوزيرة الأولى لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوديث سومينوا تولوكا، السيادة الغذائية والتنويع الطاقي والابتكار التكنولوجي، معتبرة إياها بمثابة الركائز الأساسية الثلاثة للسيادة، مضيفة بقولها أن “الطريق نحو توازن عالمي جديد يرتكز بالأساس على قدرتنا على العمل معا وتوحيد قوانا وتقاسم المعارف والابتكار من اجل بناء مستقبل حيث السيادة والمرونة ليسا فقط مجرد قيم مثالية، بل حقائق ملموسة بالنسبة لكل المواطنين".
من جهته أشار وزير الأول الغيني أمادو أوري باه، إلى كون الدورة 16 من المنتدى تحل في موعد حيث السلام بات من آمال شعوب العالم، مؤكدا على ضرورة اعتماد تفكير جديد يساير الدينامية الراهنة والأحداث الراهنة والعمل على تطوير شراكات ذات بعد استراتيجي للنجاح في إرساء قوعد توازن جديدة بين مختلف القوى الإقليمية.
كما اعتبر في هذا الباب، ان السيادة الاقتصادية تتطلب تصنيعا شاملا من أجل صمود مستدام، مشيدا في هذا السياق بتجربة المغرب في مجال استغلال الفوسفاط مع عمله المتواصل على إحداث اقتصاد متنوع، وهو ما يشكل نموذجا يحتذى بالنسبة للبلدان الإفريقية.
من جانبه، أكد الوزير الأول للجمهورية الديمقراطية لساو طومي وبرانسيبي، باتريس بروفادا، إلى كون إفريقيا مطالبة اليوم بالتحلي بالشجاعة واغتنام الفرصة لوضع يدها على المكانة التي تستحقها في النظام العالمي ومن أجل ذلك يضيف قائلا " على الدول الإفريقية أن تقوم بتنويع شراكاتها التجارية وتطوير عملاتها واعتماد آليات تمويل فاعلة تساهم في حماية اقتصادها من الخارجية".
وأضاف باتريس بروفادا ملخصا كلامه في " إن الصمود الذي نحتاجه هو الحفاظ على سيادة بلداننا الإفريقية التي كثيرا ما تصبح على المحك بسبب الاضطرابات التي تؤثر على قارتها التي هي أمام تحديات ورهانات خارجية وداخلية.