جلسة نقاشية في المنتدى العالمي في باكو بعنوان "القوى المتوسطة في النظام العالمي الجديد"
















باكو، 14 مارس، أذرتاج
استمر المنتدى العالمي الثاني عشر في باكو، الذي يعقد تحت رعاية رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف وبالتنظيم من مركز نظامي الكنجوي الدولي في أعماله يوم 14 مارس بجلسات نقاشية حول موضوع "إعادة تصور النظام العالمي: تحويل التحديات إلى فرص".
وأفادت أذرتاج أن الجلسة التي أدارتها وزيرة الخارجية الإكوادورية ماريا فرناندو إسبينوزا كانت مخصصة لموضوع "القوى المتوسطة في النظام العالمي الجديد".
وأشار وزير خارجية بلغاريا جورجي جورجييف إلى أن العالم يواجه اليوم اضطرابات جيوسياسية، مؤكدًا أن عدد الصراعات العسكرية لم يكن بهذا الكم منذ الحرب العالمية الثانية. وأضاف: "التغييرات اليوم تحدث بسرعة. عدم المساواة الاجتماعية يتعمق، والانقسامات تظهر على الساحة السياسية".
وأكد الوزير أن هذه الأحداث تشكل تهديدًا للنظام العالمي والسلام والرفاهية، قائلًا: "يجب أن تسود الأمن والاستقرار العالمي. بلغاريا تدعم دائمًا التعددية. نحن نتخذ خطواتنا بناءً على ميثاق الأمم المتحدة. التغييرات تحدث اليوم في جميع أنحاء العالم. بلغاريا كانت دائمًا داعمة للقيم والمبادئ المشتركة. كما يجب أن نعمل على تحقيق سلام دائم في أوكرانيا".
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يلعب دورًا مهمًا في تنويع مصادر الطاقة. وقال: "بلغاريا ستواصل جهودها لضمان استدامة إمدادات الطاقة مع تقليل تأثيرها على المناخ".
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية النمساوية السابقة بينيتا فيريرو-فالدنر على أهمية إنشاء تحالف للدول متوسطة الحجم في أقرب وقت ممكن. وقالت إن مثل هذا التحالف يمكن أن يكون له تأثير على دولة معينة، كما يمكن أن يؤدي إلى شراكات إقليمية.
وأضافت: "عندما كنت وزيرة للخارجية، قلت إننا يجب أن ندعم سياسات تعزز السلام والاستقرار المشترك، والدول متوسطة الحجم يمكن أن تكون وسيطًا داعمًا في هذا المجال". من جهته، أشار نائب وزير الخارجية الأذربيجاني النور ممدوف إلى أن القيم التقليدية تتعرض للتدمير في عالم متغير، مؤكدًا أن هناك حالات لا تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة. وقال: "عانت أذربيجان لسنوات طويلة من العدوان العسكري الأرميني. لقد أنشأنا منظمة الدول التركية، وهذه المنظمة تزداد قوة كل عام. حركة عدم الانحياز تعمل كمنصة رئيسية وتعتبر ثاني أكبر منظمة بعد الأمم المتحدة. في الوقت نفسه، لا تزال الصراعات مستمرة في العالم. وفي مثل هذا الوقت، تظهر أذربيجان مبادرات دبلوماسية نشطة".
واعتبر نائب الوزير أن قدرة الدول على اتخاذ قرارات مستقلة عامل مهم، مؤكدًا أن الدول يجب أن تعطي الأولوية لمصالحها الوطنية. وقال: "بدون الاستقلال الاقتصادي، لا يمكنك الدفاع عن نفسك. إذا كنت تريد تحديد مكانك في العالم، يجب أن يكون لديك اقتصاد قوي".
من جانبه، أكد الرئيس الأيسلندي السابق أولافور راغنار غريمسون أن العالم يتغير بسرعة، مشيرًا إلى أنه شهد تحول آسيا إلى قوة عظمى خلال فترة رئاسته. وقال: "نرى أن الصين تبني علاقات مع الدول متوسطة وصغيرة الحجم. هذه استراتيجية صحيحة".
وتحدث الرئيس البوسني السابق ملادن إيفانيتش عن القوى الإقليمية، مؤكدًا أهمية وجود رؤية مشتركة بين القوى الكبرى والمتوسطة للعب دور رئيسي في العديد من القضايا. وقال: "الثقة تلعب دورًا كبيرًا هنا. نريد تقديم شيء جديد، ولدينا فرصة. ولكن قد لا تسير الأمور كما نريد. يمكن أن تحظى مقترحاتنا بدعم القوى المتوسطة مثل الاتحاد الأوروبي والصين". وأشار الرئيس البلغاري السابق بيتر ستويانوف إلى أن الولايات المتحدة أظهرت نفسها كقوة عظمى وحيدة بعد الحرب العالمية الثانية. كما تطرق إلى أهمية ردود فعل الدول متوسطة الحجم على قرارات الرئيس ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية.
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي السابق حكمت شتين أن تغير المناخ وقضايا الهجرة والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي هي من أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم. وقال: "ما زلنا بحاجة إلى السلام. لم يتم تحقيق سلام دائم بين أذربيجان وأرمينيا. كوسوفو لا تزال في وضع صعب مع صربيا. الشرق الأوسط في وضع صعب. الشرق الأوسط سيحدد مستقبلنا. نحتاج إلى جهد جماعي وتعاون. لكن العكس يحدث اليوم. سياسة ترامب لا تخدم التعددية. لديهم إمكانات كبيرة لحل المشكلات الحالية. تركيا قوة متوسطة الحجم وإقليمية. تركيا تلعب دورًا مهمًا في تحقيق الرفاهية العالمية".
وأشار رئيس وزراء مالطا السابق جوزيف موسكات إلى أن التغييرات تحدث في التاريخ الحديث، مؤكدًا أن القوى الصغيرة تعزز الحرية. وقال: "هذا تغيير زلزالي ومرتبط بشكل كبير بالعولمة".
من جانبه، أكد وزير الدفاع اللاتفي السابق أرتيس بابريكس أن رغبة الدول الصغيرة والمتوسطة ترتبط دائمًا بالعدالة. وقال: "هم يبحثون عن العدالة إما في المنظمات الدولية أو في شركاء يتدخلون، ويفعلون ما يريدون بغض النظر عن المفاهيم أو النظريات".
ودعا الرئيس المنغولي السابق نامبارين إنخبايار الدول الصغيرة إلى أن تكون منفتحة ونشطة. وقال: "نحن بحاجة إلى حلفاء. الدول القوية يمكنها التعامل مع كل شيء بمفردها. لكن الدول الصغيرة لا يمكنها التردد. هذا قد يؤدي إلى دمارها. حان وقت اتخاذ القرارات للدول الصغيرة. يجب أن نكون في طليعة الإصلاحات".
واستمرت الجلسة النقاشية بمناقشات مستفيضة.