منتدى باكو العالمي يشهد مناقشات واسعة في موضوع "إعادة البناء والإعمار واستعادة الاستقرار الإقليمي بعد الصلح والصراع "









باكو، 15 مارس، أذرتاج
تحت رعاية الرئيس إلهام علييف وبتنظيم مركز نظامي الكنجوي الدولي استمر المنتدى العالمي الثاني عشر في باكو بعنوان "إعادة التفكير في النظام العالمي: تحويل التحديات إلى فرص" في يومه الثاني بعقد جلسات نقاشية وكانت إحداها الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس لاتفيا السابق فالديس زاتلرز في موضوع "إعادة البناء والإعمار واستعادة الاستقرار الإقليمي بعد الصلح والصراع ".
واستمع حاضرون إلى كلمات رئيس البوسنة والهرسك الصربي عضو الرئاسة زيلكا تسفيانوفيتش والرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو ورئيسة وزراء مولدوفا السابقة ناتاليا غافريليتا ورئيس وزراء قيرغيزستان السابق جومارت أوتورباييف ووزير الخارجية الروماني السابق لازار كومانيسكو ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي السابق فولكان بوزكير ورئيس لجنة الدولة للتخطيط العمراني والهندسة المعمارية في أذربيجان أنار قولييف وعضو البرلمان السنغافوري السابق بيني لو.
وتحدثت عضو الرئاسة الصربية في البوسنة والهرسك زيلكا تسفيانوفيتش عن الوضع في بلادها وذكرت الخطوات التي يجب اتخاذها لتطوير البوسنة والهرسك وتحويلها إلى دولة مستقرة ومزدهرة.
وفي كلمته تذكر الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو الفترة التي كانت فيها بلاده تعاني من حرب أهلية. وأشار إلى أن مساهمته كانت في الحفاظ على وحدة بلاده.
أكدت رئيسة وزراء مولدوفا السابقة ناتاليا غافريليتا أن الضرر الذي لحق بالتجارة بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا واضح قائلة "أعتقد أن هذا الصراع يجب أن يتم حله بسرعة. إذا كنا نريد وقف الحرب، فإن ضمانات الأمن والقواعد المتبعة على المستوى الدولي يجب أن تكون شرطًا أساسيًا وبالطبع تلعب أعمال إعادة الإعمار بعد الصراع دورًا كبيرًا ولأن الحاجة ستكون لإعادة الإعمار بعد الحرب ويمكن اعتبار ذلك فرصة للقطاع الخاص للاستثمار بعد الصراع والطريق الوحيد لكل هذا هو ضمانات الأمن ويجب على الدول الكبيرة والقوية دعم إيجاد حلول مشتركة. عادة ما تنشأ الصراعات بسبب تدخل القوى الكبرى".
ذكر رئيس وزراء قيرغيزستان السابق جومارت أوتورباييف أن أعمال إعادة الإعمار التي تقوم بها أذربيجان في قره باغ التي تم تحريرها من الاحتلال مفصلة للغاية وأشار إلى أن الخطة الشاملة التي تم إعدادها لضمان التنمية بعد النزاع في قره باغ أثارت إعجابه: "لم أرَ برنامجًا بهذا الشمول في أي مكان آخر في العالم وبفضل النهج الهادف ستصل أذربيجان إلى أهدافها وستكون نموذجًا حقيقيًا لأعمال الاستعادة بعد الصراع للعالم أجمع".
أشار وزير الخارجية الروماني السابق لازار كومانيسكو إلى أنه يجب أن تكون هناك ضمانات وأمان كافيان في عملية السلام وإعادة الإعمار وإلا لن تنجح موضحا أنه يجب البحث في أسباب الصراع وبدون فهم السبب لا يمكن إيجاد حلول له وقال "القضية الرئيسية هنا ليست مراجعة الخطط، بل إجراء مناقشات وفهم الفوضى التي خلقها الصراع. من ناحية أخرى يجب أن تكون هناك عملية إعادة إعمار. هذه المسؤولية تقع على عاتق المنظمات الدولية والإقليمية".
أشار رئيس لجنة الدولة للتخطيط العمراني والهندسة المعمارية أنار قولييف إلى أن منتدى باكو العالمي أصبح منصة مهمة لصانعي السياسات قائلا "نحن نتحدث حاليًا في الجلسة النقاشية عن عمليات إعادة الإعمار من أجل السلام. أذربيجان، مثل العديد من الدول الأخرى، تعاني من آلام الصراع. عملية الاستعادة التي تجري في قره باغ وزنكزور الشرقية تظهر إرادة شعبنا. نريد إنشاء مدن أكثر استدامة لتكون مريحة للسكان. تجري عمليات البناء في الأراضي المحررة. نحن نعيد الحياة والثقة إلى هناك. حكومة أذربيجان خصصت مبالغ كبيرة من الميزانية الوطنية لأعمال إعادة الإعمار في الأراضي المحررة. تم إنشاء شبكة طرق واسعة للغاية، وتم إنشاء مؤسسات صحية وتعليمية. في العام الماضي، تم افتتاح جامعة قره باغ. من المخطط أن يدرس 7000 طالب في جامعة قره باغ خلال السنوات الخمس القادمة. يتم بناء 150 كيلومترًا من السكك الحديدية حاليًا. نستخدم التكنولوجيا الذكية في عملية البناء. طريق إعادة الإعمار بعد الصراع طويل جدًا. بناء السلام هو عملية إقليمية. يجب تحويل التحديات إلى فرص".
وفي كلمته ذكر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي السابق فولكان بوزكير أن تجربة بلاده في إعادة إعمار المدن واستعادتها لم تكن بسبب الحرب وقال "حدثت ثلاث زلازل في مدننا المختلفة وفقد آلاف الأشخاص حياتهم بسبب الزلازل. لكن في العديد من البلدان المجاورة، تنشأ هذه المشكلة بسبب الحرب. في عمليات إعادة الإعمار يجب أولاً النظر إلى التمويل. لسوء الحظ ربع المساعدات المالية المقدمة للبلدان التي تحتاج إلى إعادة الإعمار تذهب إلى المنظمات الوسيطة".
وأشار إلى أن تجربة تركيا في إعادة الإعمار والاستعادة يجب أن تكون نموذجًا لسوريا التي فيها البنية التحتية في وضع صعب للغاية بسبب المواجهات ولكنها كانت واحدة من الدول الرئيسية في الشرق الأوسط وسوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأضاف بوزكير أن "مثال آخر هو أعمال إعادة البناء والإنشاء التي تقوم بها أذربيجان في قره باغ ولسوء الحظ خلال 30 عامًا من الاحتلال تم تدمير جزء كبير من التراث الثقافي لمكان تاريخي مثل قره باغ. تجري حاليًا عملية الاستعادة وأريد أن أهنئ أذربيجان على ذلك. يتم الحفاظ على المعالم التاريخية أثناء استعادة المدن. يتم إنشاء مدارس ومستشفيات وأماكن عمل لعودة السكان إلى قره باغ. لدي ثقة كاملة بأن أذربيجان ستتغلب على هذا أيضًا".
وتذكر عضو البرلمان السنغافوري السابق بيني لو في كلمته أن بلاده معروفة كدولة ناجحة: مؤكدا "لكننا لم نصل إلى هذه الأيام بسهولة وبعد الحرب العالمية الثانية كانت سنغافورة تحت الأنقاض ومررنا بطرق صعبة لتحقيق النجاحات".
وأكد انه لا يمكن تحقيق التطور بدون السلام ويجب أن يكون الناس راضين ويجب استعادة الثقة.
تحدث بيني لو أيضًا عن أعمال اعادة البناء والتأهيل والإعمار التي تجري في قره باغ ووصف الخطوات المتخذة في هذا الاتجاه بأنها نظرة شجاعة جدًا.
كما أشار إلى أن العالم الفوضوي بحاجة إلى قيادة واعية: "نحن القادة نقدم مساهمات في حياة الناس وحياة كل مواطن تعتمد على القرارات التي نتخذها".
واختتمت الجلسة النقاشية أعمالها بعد المناقشات.