سياسة
برنامج حكومي آخر في أرمينيا باقٍ حبرا على الأوراق
طهران، 19 يونيو، أذرتاج
أرمينيا المعزولة جراء سياستها الاحتلالية ما برحت عاجزة عن الحصول على نتيجة مفيدة رغم جهودها القصوى التي ترمي إلى إصلاح أوضاعها الاقتصادية باستخدام جميع الوسائل والطرق المتاحة.
وكانت يريفان التي تبحث عن المخرج في أنظمة النقل الدولية قد أحالت برنامجا حكوميا إلى البرلمان في السابع من أغسطس عام 2014م بشأن إمداد طريق سكة حديد من إيران إلى أرمينيا وصدق البرلمان على هذا البرنامج بعد المناقشة وأرسله إلى الحكومة للتنفيذ. وكان البرنامج ينص على شق السكك الحديدية بطول 300 كم ذات 27 محطة و64 جسرا 60 نفقا بقيمة عامة كانت تقدر 5ر3 مليارات دولار. وكان الاقتصادي الأرميني تاتول ماناسيريان آنذاك يؤكد معلقا على البرنامج أنّ طريق الحرير القديم سيمر من خلال أرمينيا منطلقا من الصين عبر سكة الحديد هذه. كأن أرمينيا ستكون مركزَ ترانزيت يربط الصين بأوروبا.
غير أنّ السنتين الماضيتين لم تشهدتا اتخاذ خطوة واحدة نحو تنفيذ البرنامج وله أسباب سياسية واقتصادية.
والسبب السياسي يعود إلى أنّ المجتمع الدولي يتفهم اليوم فهما واضحا أنّ أرمينيا ليست بمستقلة حيث أنّ الجميع يعرف الآن أنّ قرارات سياسية مهمة غير متخذة في يريفان بل في العواصم الأخرى. ومن جهة أخرى، هذا البلد لا علاقة طبيعية له مع أي جار لها على الإطلاق بما أنّ أرمينيا تدعي بطموحات أرضية على جميع جيرانها التي تطل عليها ومن جملتها إيران. وهذه السياسة الخارجية الأرمينية تحذر مستثمرين أجانب بالدرجة الأولى لتلقى مقترحات أرمينية تجاهلا بأدب.
وما يخص الأسباب الاقتصادية فيجب الذكر أنّ ميزانية أرمينيا الاستعراضية العامة خالية عن ثلث 5ر3 مليارات دولار المطلوب لوضع سكة الحديد. وأما مستثمرون أجانب فلا يستثمرون الأموال في مشاريع أرمينيا المزعومة بل في مشاريع مربحة حقا. كما أنّ الصين كانت تهتم في البداية بتمويل 60 في المائة من تلك الكلفة بصفة استثمارات من اجل وضع سكة حديد إيران وأرمينيا ولكن الصين تخلت عن هذه الفكرة إثر نتائج دراسة الجدوى.
وقع رئيس شركة "سكة حديد أذربيجان" جاود قربانوف في 14 يونيو حزيران الحالي على هامش زيارة كان يقوم بها لإيران على اتفاقية إنشاء وتشغيل وخدمة محطة شحن في استارا الإيرانية مع رئيس إدارة السكك الحديدية الإيرانية سعيد محمدزاده الأمر الذي يدل على بدء تحقق ممر الشمال والجنوب الدولي للنقل من جهة ويمحو كل شبهة في وضع جزء رشت – استارا من سكة حديد قزوين – رشت – استارا الإيرانية – استارا الأذربيجانية التي تسكب بدور رائد في تشكل هذا الممر الدولي. وتحرص أذربيجان على تخصيص 200 مليون دولار لهذا المشروع كما أنّ الصين أخذت تهتم بهذا الطريق وأعلنت عن جاهزيتها للاستثمار فيه بعد أنّ خصصت إيران أكثر من مليار دولار لهذا الطريق الذي يمر من خلال أراضيها. ويمكن القول بان جزء الطريق بين قزوين ورشت مستعد للتشغيل هذا العام.
وبذلك، فشل تطلع أرمينيا إلى التحول إلى مركز ترانزيت لتصبح أرمينيا بمعزل عن ممر سكة حديد الشمال والجنوب الدولي للنقل أيضا كما أنها معزولة عن جميع المشاريع الدولية المنفذة في المنطقة سياسيا واقتصاديا. وما لذلك البرنامج الحكومي الأرميني سوى أنّ يبقى حبرا على الأوراق في رفوف الأرشيف إلى جانب أمثلته السابقة.