سياسة
المراقب العراقي: "اذربيجان دولة رائدة في صناعة السياحة والتسوّق"
باكو، 26 أكتوبر (أذرتاج).
أدرجت صحيفة "المراقب العراقي" الشهيرة مقالا عن أذربيجان ومهرجان باكو للتسوق في صفحتها. مؤلف المقال الدكتور معتز محي عبد الحميد الكاتب المتخصص في الشؤون الاذرية. تعيد أذرتاج نشر المقال:
"يمثل الطابع القومي للاذريين ، القيم الروحية الراسخة التي تعكس الإحساس بالعالم والنظرة إليه ، والأسس الفكرية والاجتماعية للشعب . ويتأثر تشكُّل طابع الشعوب بالعوامل الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، وخصائص التطور التاريخي، والروابط الاقتصادية والعرقية الثقافية . إن الصورة الروحية النفسية للأذربيجانيين، مثلهم في ذلك مثل جميع الشعوب، قد تشكلت تحت تأثير الخبرات السابقة والميول الجديدة. ينتمي الأذربيجانيون من حيث الأصل إلى قدامى السكان في القوقاز. ويشهد على هذا الأمر الكثير من المعالم الاثرية التي تم الكشف عنها، وفي مقدمتها الآثار التي تمثل الفك السفلي لإنسان العصر الحجري القديم والتي عثر عليها في كهف أزيخ في قاراباغ .
اذربيجان تجتمع فيها الاديان والحضارات
يقول الرئيس الاذري الهام عليف في كلمته في افتتاح المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات: (أذربيجان مكان تجتمع فيه طوال القرون الأديان والثقافات والحضارات . ولسنا جسرا جغرافيا بين الشرق والغرب فقط فحسب بل اننا جسر ثقافي أيضا. يقيم منتسبو مختلف الأديان والثقافات في أذربيجان في ظروف السلم والعزة. ان التسامح الديني والتعددية الثقافية موجودان هنا دائما. وأفكار التعددية الثقافية موجودة في أذربيجان دائما قبل ظهور كلمة تعددية ثقافية .
طبيعة خلابة
زائر أذربيجان المعروفة بـ« أرض النار» لا بد أن يطلع على تاريخها الحديث الذي سيجذبه بالتأكيد لاستكشاف معالمها من اليوم الأول لنزوله فيها. هنا الأحياء ضيقة والشوارع مرصوفة بالحجارة والرخام، ويكفي العلم بأن بلدة باكو القديمة وهي عاصمة البلاد وضعت أكثر من مرة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي حتى يكون دافع الزيارة التجوّل في أحيائها العتيقة مشياً على الأقدام مروراً بقصر الشرفنشاهات من العهد الشرواني، والذي شيّد في القرن الـ 15، ويعد نموذجاً للهندسة المحلية الخاصة بالأسرة المالكة. ومن جناح ديوان خانا الحجري إلى مسجد الشاه الذي يعكس كل منهما الوجه الأثري للمدينة، يشمخ النظر في باكو إلى مركز حيدر علييف الثقافي. والصرح الأسطورة صممته المهندسة العراقية زها حديد كمرآة للعمران الحديث في أذربيجان وفيه متحف مهيب بالمعلومات عن تاريخ المنطقة وتطورها الحضاري.
ووسط طبيعة خلابة بكر تخيم على المكان من أعالي جباله الخضراء يصبح الحديث عن باقي احتياجات السائح تفصيلاً قياساً بالسكون الكوني الذي يبحث عنه المسافرون. وهذا ما تنبهت له أذربيجان التي تعمل على تعزيز أهدافها السياحية في العراق وبقية دول العالم في الوقت الذي تسعى فيه إلى التقدم بقطاع خدمات التسوق الفاخرة مع توافر خيوط التطور في البلاد الغنية بإمكاناتها.
التداخل غير مألوف
قضاء الإجازة في أذربيجان في مختلف الفصول تعني التجول في شوارع غير مألوفة التكوين لا في الشرق ولا في الغرب. فهي تحتفظ لنفسها بتصنيف لا يمكن فهمه إلا بخوض التجربة كأن تنهي للتو جولة في قلعة أثرية وتجد نفسك على مسافة خطوات داخل قاعة عصرية براقة. وهذا التداخل الواضح ما بين القديم والجديد يروي قصصاً عن طبيعة البلاد الخلابة حتى آخر رمق ويظهر ذلك عند حارات «زينالي» وصولاً إلى برج العذراء الذي شيد في القرن الـ 12 ووضع عام 2011 على قائمة مواقع التراث العالمي وهو يظهر على فئات من العملة الورقية للبلاد لكونه أشهر معالمها على الإطلاق. ولعشاق الموسيقى والفنون الراقية ملاذ في باكو التي تعج بمرافق ثقافية مرموقة بدءاً من القاعة الوطنية للأوركسترا إلى دار السينما والمسرح الأكاديمي للأوبرا والباليه. وتستضيف المدينة على مدار السنة باقة من الأحداث الدولية المهمة مثل مهرجان باكو السينمائي الدولي ومهرجان المسرح الوطني ومهرجان باكو الدولي لموسيقى الجاز ومهرجان عيد النيروز ومهرجان الزهور. ويساعد أذربيجان على استقبال أفواج السياح في أشهر مختلف من السنة تميزها بمناخ معتدل وشبه استوائي في الصيف لا يتعدى 34 درجة، وبارد نسبياً في الشتاء. وتحلو في كل الأوقات زيارة المتنزهات الخضر كمتنزه حيدر علييف و«صمد وركون» و«ناريمانوف» ورواق الشرف .
مهرجان باكو للتسوّق
انطلقت يوم 15 تشرين الاول الحالي دورة ثانية خريفية من مهرجان باكو للتسوق الذي تعرض فيه أكثر من 500 شركة بضاعتها في المهرجان الذي يستمر الى 15 تشرين الثاني المقبل حيث ان معظم هذه المحال ومراكز الخدمات انضمت الى نظام اعادة ضريبة القيمة المضافة بالاضافة الى تقديمها فرصا كبيرة للمشترين والزبائن المحليين والاجانب. من الطبيعي ان تسود العاصمة باكو أجواء رائعة من البهجة والفرح والإبتسامات التي تنتشر في كل مكان، حيث احتفلت العاصمة بمهرجان استثنائي ومتميز، بل وقد هيأت كافة الترتيبات لإستقبال زوار هذا المهرجان، حيث تكسو سماء العاصمة أضواء الألعاب النارية، جنباً إلى جنب مع توافر عروض التسوق والخصومات الرائعة على العديد من الماركات العالمية. إذا كنت من الذين قاموا بزيارة باكو من قبل، بالتأكيد فإنك تدرك تماماً ما تتميز به هذه العاصمة من تشويق وإثارة ومتعة، إضافة إلى ما تحتضنه من الطبيعة الساحرة الخلابة التي تمزج بين الحداثة وجمال الطبيعة التقليدي، وليس ذلك وحسب، بل تعرض فرصاً نادرة من التسوق وما يتخلله من خصومات، وصفقات وعروض، تزيد من سحر باكو، وترتقي بها إلى مستويات عالمية بشكل كامل. لقد تم تخصيص الدورة الثانية لمهرجان باكو لتكون عنواناً للتسوق، حيث سيستمتع المتسوقون والعائلات بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الفعاليات المميزة، والتي انطلقت في منتصف هذا الشهر في الوقت الذي سيحتضن فيه هذا الشهر قائمة طويلة من الأنشطة المثيرة، وصفقات التسوق الضخمة، والخصومات،والعروض، والجوائز عبر العديد من أماكن التسوق المنتشرة في أرجاء المدينة. وكشف مكتب المؤتمرات التابع لوزارة الثقافة والسياحة في أذربيجان، والجهات التي تروّج لمهرجان باكو للتسوق 2017 عن الخطط والبرامج الكفيلة بإبهار العالم عبر تنظيم عروض الأزياء وإطلاق المنتجات الفريدة من نوعها، والترفيه الحي في الأماكن المختلفة، والحفلات المقامة عبر الشوارع المتعددة والحفلات الموسيقية وسحوبات اليانصيب.
صناعة السياحة
إن الدورة الثانية لمهرجان باكو للتسوق هي واحدة من أهم الأحداث في الأجندة السنوية التي من شأنها أن تعزز إلى حد كبير مكانة أذربيجان، بوصفها وجهة سياحية مفضلة على مدار السنة إذ تقدم تجارب تسوق فريدة من نوعها. وأضاف مكتب المؤتمرات قائلا: مهرجان التسوق باكو هو جزء من جهودنا المتواصلة للاستفادة من الأحداث واسعة النطاق للوصول إلى هدف أكبر، وهو جعل أذربيجان دولة رائدة بالمنطقة في صناعة السياحة، حيث يتميز مهرجان باكو للتسوق 2017 بقوة عروض التسوق المثيرة للاهتمام، وفرص الحصول على الجوائز الكبرى، وتجربة ترفيهية مثيرة. جدير بالذكر أن المهرجان يتضمن ميزة استرداد الضريبة على القيمة المضافة للأجانب والمواطنين المحليين، وذلك عند الشراء من المحال المشاركة بشكل رسمي في المهرجان، إذ ستشارك في المهرجانات محال السوبر ماركت الكبرى ومراكز التسوق بما في ذلك منافذ البيع الفاخرة، ومحال الهدايا التقليدية والفنادق والمطاعم الرائدة، التي توفر عروضاً قيمة وخصومات استثنائية."