أقاليم
على أثر شريط فيديو: يتحدث زابل سفروف من كلبجر الذي وقع أسيراً في سن الخامسة عشر عن تلك الأيام الرهيبة
خاشماز، 24 ديسمبر، ايلخان يوسفلي، أذرتاج كان في 15 عاماً من عمره فقط عندما أسره الأرمن في كلبجر. تجاهل الأرمن توسلات جدته وصرخاتها ووضعوا المراهق على دبابة وأخذوه معهم. قتلت جدته التي كانت تصرخ برصاصة العدو أمام عينيه.
يفيد مراسل أذرتاج الإقليمي أن زابل سفروف من أهل كلبجر عاش هذا الحدث الرهيب الذي وقع في أبريل 1993. ويقيم زابل سفروف الذي قضى نحو ثلاث سنوات في الأسر حالياً في مركز "دوستلوغ" السياحي بقرية نبران لمقاطعة خاتشماز. زابل سفروف الذي عمره 42 عاماً لديه ابنة وابن. يقيم أكثر من 40 عائلة من كلبجر في قرية نبران.
صور الإرهابيون الأرمن عملية القبض على زابل سفروف. يمكن مشاهدة مقاطع الفيديو هذه على الإنترنت. قال زابل سفروف إنه بعد التصوير أطلق الأرمن النار على جدته وقتلوها وضربوه بوحشية وأخذوه معهم بعيداً.
ويحكي زابل سفروف: "ولدت في قرية زيفيل. لكن منذ الثامنة من عمري كنت أعيش مع جدتي في قرية جيراغ. في الأيام الأخيرة من شهر مارس عام 1993، بدأ الأرمن في دخول مدينة كلبجر. طُرد جميع السكان قريتنا وبقيت أنا مع جدتي المسنة. في 4 أبريل حاصر الارمن قريتنا. بعد يوم واحد ألقي القبض علينا من قبل الأرمن. لم تستطع جدتي الركوب في الدبابة لذا أخذوني وحدي. توسلت العجوزه أنه طفل وديع فلا تفصله عني. لكن الأرمن لم يستمعوا إلى أنين جدتي. بعد ذلك، قتلوا جدتي بسبب كلمة واحدة. وقالت إن جنودنا سيطلقون سراح جميع الأسرى عاجلاً أم آجلاً. لن تبقي هذه الأراضي في أيديكم. بعد أن ركبوني في الدبابة قتلوا جدتي برصاص. وقال زابل سفروف "تعرضت للضرب والتعذيب وضربوني بكعب رشاش".
بعد ذلك، بدأت حياة الأسر لزابل سفروف والتي استغرقت مدة عامين و9 أشهر مليئة بالتعذيب الذي لا يطاق. احتجز زابل سفروف لفترة طويلة في خانكندي ومعسكرات اعتقال أغدره وكذلك في سجن شوشا وأصيب بصدمة لا تُنسى لسنوات عديدة.
يتذكر زابل سفروف تلك الأيام الفظيعة ويقول: "لقد أجبرونا على العمل كعبود. تعرض أمام عيني الصغار والكبار للتعذيب أو القتل. كانوا يكلفوني بأعمال لم أستطع القيام بها. لم يعطونا الطعام. مع حلول الصيف، كنا سعداء بالذهاب إلى العمل وتناول الفواكه من الأشجار لإشباع جوعنا. لم أكن أعرف عن والدي شيئاً. لم أكن أعرف ما إذا كانوا بأمان أم لا. بعد عام، اتصلت بعمي من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر. بعد المفاوضات، تم استبدالنا في يناير 1996 بالمدنيين الأرمن في أذربيجان. عندما وصلت الى باكو، لم أصدق عيني. نظراً لأن الأرمن لم يسمحوا لنا بالتحدث بلغتنا الأصلية، فقد بدت اللغة الأذربيجانية غريبة لي. لقد كنت صادماً للغاية حتى أقول لعمي لم نتحدث الأذربيجانية وأن الارمن سيسمعوننا. ثم جئت إلى والدي في خاتشماز. عادت حالتي النفسية إلى طبيعتها فقط بعد زواجي وبدعم من زوجتي. كانت الكوابيس في الليل ترافقني دائماً. كنت أظن أنني في الأسر مرة أخرى".
قال محاورنا إنهم ما زالوا يعيشون بشوق لكلبجر وكانوا دائماً يؤمنون بأنهم سيعودون إلى أوطانهم: "خلال الحرب، تابعنا عن كثب كل خطابات للقائد الأعلى للقوات المسلحة إلهام علييف. كنا على يقين من أنه سيتم تحرير أراضينا. لم ير أولادي تلك الأراضي بعدُ. لكنهم أكثر مني سعداء بتحرير كلبجر. إنا على استعداد للعودة إلى هناك اليوم. دع رئيسنا يقول إننا سنعود إلى أراضينا وسأذهب أولاً. بمجرد ذهابي إلى كلبجر، سأزور أولاً المكان الذي قتلت فيه جدتي. ثم أريد أن أزور سجن شوشا، حيث تعرضت للتعزيب لمدة 5 أشهر... لم نشك أننا، أهل كلبجر، للحظة واحدة في أننا سنعود إلى وطننا. ومع أننا نشعر بالحزن من الحنين إلى وطننا، فإن ثقتنا بأن وطننا سيتحرر من العدو كانت تزداد يوماً بعد يوم. سأنتقل إلى قريتي الأصلية مع أطفالي وسأعمل في الزراعة".
احتلت القوات المسلحة الأرمينية مقاطعة كلبجر في 2 أبريل 1993. ونتيجة للاحتلال، تم طرد 53 ألفاً و340 شخصاً من أراضي أجدادهم وقتل 511 مدنياً وأسر أو فقد 321 شخصاً.
وبحسب البيان الثلاثي، أعيدت مقاطعة كلبجر في 25 نوفمبر من هذا العام إلى سيادة أذربيجان. تعد كلبجر واحدة من أكبر مقاطعات البلاد من حيث المساحة. اعتباراً من 1 يناير 2020 ، بلغ عدد السكان أكثر من 77 ألف نسمة. قبل الاحتلال كان هناك 147 منطقة سكنية في المقاطعة.