مجتمع
المدير العام لمنظمة الإسيسكو: كوب 29 الحدث الأرفع عالميا بفضل القدرة التنظيمية الهائلة لأذربيجان
الرباط، 25 نوفمبر، شعيب بغادى، (أذرتاج)
أمام النجاح الكبير الذي بصمت عليه فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (كوب 29)، وقف العالم، كل العالم، منبهرا لما أبانت عليه جمهورية أذربيجان من قدرات فكرية وسياسية وإمكانيات تقنية ولوجيستيكية، شهدت تنظيم أفضل دورة أكدت تلك الرغبة الصادقة في خدمة البشرية وكوكبنا الأرض، عبر إيجاد الحلول الناجعة بمخلفات التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة والوجود الإنساني.
الدورة 29 لمؤتمر الأطراف، وفرت كل الإمكانيات وأتاحت كل الظروف المناسبة لإعلان مشاركات دولية ومؤسساتية بقيمتها ووزنها المتميز.
ومن بين المشاركات التي ساهمت بشكل مميز في صناعة النجاح، نجد منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، بقيادة الدكتور سالم بن محمد المالك، وهو رجل لم يتوقف نشاطه طيلة فترة المؤتمر، متحديا عقارب الساعة والزمن لتقديم أقصى ما يمكن من الأنشطة، وذلك عبر برامج دقيقة حملت معها مشاريع حلول ومبادرات فاعلة في خدمة الرسالة الإنسانية، جنبا إلى جنب مع جمهورية أذربيجان وما وضعته من تفاصيل حكيمة.
مراسل وكالة أذرتاج بالرباط، تواصل مع الدكتور سالم بن محمد المالك، الذي يعد أيضا رجل تواصل بامتياز، فكان الحوار التالي:
كيف كانت طبيعة مشاركة الإيسيسكو في الحدث؟
مشاركة استثنائية وغير مسبوقة.. هكذا يمكن وصف مشاركة منظمة الإيسيسكو في الدورة الـ29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (كوب 29)، بالعاصمة الأذربيجانية باكو، وذلك عبر جناح خاص في المنطقة الزرقاء، وهي المنطقة المخصصة لكل الأطراف في الاتفاقية والوفود الرسمية للدول برئاسة القادة، والوفود التي تحمل صفة مراقب معتمد، حيث حصلت الإيسيسكو على هذه الصفة في ديسمبر 2023، وشهد الجناح تنظيم نحو 50 نشاطا متنوعا ناقشت تداعيات التغيرات المناخية على التربية والعلوم والثقافة وغيرها من المجالات، وشهدت مشاركات رفيعة المستوى لمسؤولين وخبراء في مجال حماية البيئة والتغيرات المناخية.
بل وشهدت هذا النسخة إطلاق الإيسيسكو لعدد من المبادرات والاستراتيجيات الرائدة، وهي: مبادرة "رابطة المبتكرين الخضراء"، لتسريع وتيرة العمل المناخي الإقليمي لرصد وتحفيز وتوثيق أفضل الممارسات في مجال الاستدامة البيئية، وإطلاق منصة الإيسيسكو لمنصة جديدة للتعاون في مجال استدامة المياه، والإعلان عن استراتيجية المنظمة لدمج التراث الزراعي مع الممارسات الحديثة وبناء مسارات للتنمية المستدامة، وإطلاق إطار الإيسيسكو لتخضير التعليم في العالم الإسلامي، واحتضان جناح المنظمة لحفل إصدار النسخة العربية من كتاب "شوشا.. جوهرة أذربيجان"، في إطار أنشطة الاحتفاء بشوشا عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2024.
بالتوازي مع أعمال القمة تشرفت بلقاء فخامة الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، حيث ودعم فخامته فكرة على منح عدد من طلاب العالم الإسلامي منح دراسية بجامعة كاراباخ في مجال الطاقة المتجددة، كما تمت مناقشة بعض المبادرات والبرامج المقترحة للتعاون بين الإيسيسكو وأذربيجان في مجال حماية البيئة والأمن المائي والغذائي وتنفيذها لفائدة بعض الدول الإفريقية.
وقد شارك وفد المنظمة في عدد من القمم والاجتماعات والجلسات الحوارية رفيعة المستوى، وفي مقدمتها قمة قادة العالم للعمل المناخي، والقمة العالمية لقادة الفضاء، كما تم عقد عدد من اللقاءات الثنائية شملت مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين المعنين بمجالات اختصاص المنظمة بالعالم الإسلامي وخارجه بهدف مناقشة التعاون بين الإيسيسكو وهذه الجهات في مجال العمل المناخي.
وتضمنت مشاركة الإيسيسكو توقيع اتفاقيات تعاون ثنائي بين المنظمة وعدد من المؤسسات الأذربيجانية، أبرزها جمعية الحوار الدولي من أجل حماية البيئة بأذربيجان (IDEA)، التي تترأسها السيدة ليلى علييفا، نائبة رئيسة مؤسسة حيدر علييف، واللجنة الحكومية لشؤون الأسرة والمرأة والطفل.
وهنا أجدد التعبير عن خالص الشكر وعميق التقدير لجمهورية أذربيجان على الدعم المتواصل للمنظمة، وإتاحة الفرصة ودعم مشاركة الإيسيسكو بجناح خاص في المنطقة الزرقاء بـ(كوب 29).
تقييمكم لتنظيم جمهورية أذربيجان لهذا الحدث الدولي؟
نجحت أذربيجان نجاحا باهرا في استضافة وتنظيم مؤتمر الأطراف (كوب 29) الحدث الأرفع عالميا المعني بمجال المناخ ومواجهة التغييرات البيئية التي تعصف بالعالم، وعلى مدى أيام المؤتمر أبانت أذربيجان قدرتها التنظيمية الهائلة وما تذخر به من رأسمال بشري متميز ومؤهلات تقنية متطورة، ولعلي أود الإشارة هنا إلى أن تطوع أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة شباب وفتاة في تنظيم هذا الحدث، يعد عاملا بارزا في خروجه بالشكل الذي يليق بالمحفل الدولي، وبما تتمتع به أذربيجان من مكانة دولية مرموقة جعلتها قبلة للمؤتمرات والأحدث الدولية رفيعة المستوى خلال السنوات الماضية، كما تمثل استضافة باكو المتميزة إضافة هامة إلى الرصيد المعرفة والخبرة لدى دول العالم الإسلامي، التي سبق لها تنظيم هذه التظاهرة الدولية السنوية بنجاح مماثل.
وختاما أجدد خالص التهنئة لفخامة الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، والسيدة الأولى مهربان علييفا، النائبة الأولى لرئيس الجمهورية سفيرة الإيسيسكو للنوايا الحسنة، على نجاح استضافة مؤتمر (كوب 29)، واثبات باكو جدارتها الكاملة كأحد أكثر العواصم العالمية أمنا وتنظيما وتطورا، بعد أن جمعت أبرز الفاعلين الدوليين في العمل المناخي تحت مظلتها.