جمهورية أذربيجان الشعبية - 100
صدور كتاب عن الجمهورية الديمقراطية الاولى في الشرق الاسلامي باللغة العربية
باكو، 28 مايو (أذرتاج).
صدر كتاب "أذربيجان ومئوية التأسيس (1918-2018). الجمهورية الديمقراطية الأولى فى الشرق الإسلامي" للدكتور إميل رحيموف باللغة العربية.
في إطار احتفال جمهورية أذربيجان هذا العام (28 مايو 2018) بمئوية تأسيس أول جمهورية برلمانية حديثة جمعت بين القيم الديمقراطية الأوروبية وخصائص الحضارة الشرقية الإسلامية، يأتي هذا الكتاب ليضم بين دفتيه أبرز الملامح التاريخية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها أذربيجان منذ استقلالها. إذ يلقي الضوء على أبرز التحديات التي واجهتها، وأهم الإنجازات التي حققتها، كمحاولة لتقديم تجربتها في التحول الديمقراطي والتنمية الاقتصادية للعالم أجمع. وذلك تحت شعار: أذربيجان: ماضٍ خالد... حاضر فاعل... مستقبل واعد.
أفادت وكالة أذرتاج ان هذا الكتاب يأتي أيضا احتفاءً واتساقًا مع ما أعلنه فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان باعتبار عام 2018 عام جمهورية أذربيجان الديمقراطية، وذلك خلال اجتماع مجلس الورزاء المخصص لنتائج التنمية الاجتماعية والاقتصادية لعام 2017 والأهداف المستقبلية، حيث قال في كلمته:"إن البلاد ستحتفل بذكرى مرور 100 عام على تأسيسها، وستقيم العديد من الفعاليات داخل البلاد وخارجها فى هذه المناسبة خلال عام 2018".
وغني عن القول: إن جميع مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة كان لها دور فعال داخل جمهورية أذربيجان منذ التأسيس (1918) وكذلك بعد إعادة الاستقلال (1991)، ويأتي الجهاز الدبلوماسي في مقدمة هذه الأجهزة، إذ خاضت الدبلوماسية الأذربيجانية معارك عديدة، سواء في مرحلة التأسيس الأولى أو خلال مرحلة الاستقلال وما بعدها، حيث لعب هذا الجهاز دورًا كبيرًا في توضيح مكانة جمهورية أذربيجان، إقليميًا ودوليًا؛ مما كان له أبلغ الأثر في استكمال مرحلة البناء والتشييد التي خاضتها الدولة في سياق إعلاء صوت أذربيجان عاليًا عبر المنابر الإقليمية والعالمية. كما لعب الجهاز الدبلوماسي في كشفه عن الخروقات والتجاوزات والانتهاكات التى ارتكبت بحق الشعب الأذربيجاني؛ مما كان له أكبر الأثر في توضيح كثير من الحقائق أمام المجتمع الدولي من ناحية، وفى ترسيخ علاقات أذربيجان مع مختلف بلدان العالم من ناحية أخرى.
ويدلل على ذلك، نجاح جمهورية أذربيجان فور استقلالها فى أوائل التسعينيات فى إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد كبير من الدول، فضلاً عن اكتسابها عضوية الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية، بل تظل القرارات الدولية (الصادرة سواء من منظمة الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الإسلامى أو منظمة الأمن والتعاون الأوروبى بشأن المطالبة بإستعادة أذربيجان أراضيها المحتلة من جانب أرمينيا) خير شاهد على الدور الذى لعبته ولا تزال الدبلوماسية الأذربيجانية فى حماية الأمن القومي والحفاظ على سيادة الدولة على كامل أراضيها، فضلاً عن تعزيز تعاونها المشترك مع مختلف بلدان العالم فى جميع المجالات سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا واجتماعيًا.
وفي نفس السياق، يجب الإشارة إلي الدور الذي لعبته الشخصيات البارزة للقادة داخل أذربيجان، حيث كان لهم دور مهم في هذه التجربة الرائدة ونقشت أسمائهم بأحرف من نور في ذاكرة الشعب الأذربيجاني إلى الأبد، فخلال فترة الاستقلال الأولي للدولة (1918-1920)، كان هناك محمد أمين رسول زاده مؤسس أذربيجان الديمقراطية وفتح علي خان خويسكي أول رئيس لحكومة أذربيجان الشعبية وعلي مردان بك توبجوباشوف رئيس البرلمان، ثم بعد ذلك كان الاستقلال الثاني لأذربيجان في عام 1991؛ ليظهر دور حيدر علييف القائد السياسى المحنك الذي أخرج أذربيجان من مرحلة الصعاب والتحديات في مطلع التسعينيات، لتخطو نحو صوب مستقبل مزدهر وجاء بعده فخامة الرئيس إلهام علييف الذي كان خير خلف لخير سلف من قادة تاريخيين قادوا أوطانهم في لحظات مصيرية إلى التقدم والتطور.
واليوم، حينما تحتفل جمهورية أذربيجان بمئوية تأسيسها، يكون من الأهمية أن نذكر ونوضح دور الدبلوماسية الأذربيجانية فيما أحرزته الدولة من نجاحات، وما حققته من منجزات، وما وصلت إليه من مكانة دولية وإقليمية مرموقة، وهو ما يسطره التاريخ في سجلاته بأحرف من نور يفخر بها كل من كان يعمل في هذا الجهاز الوطني القدير.
وأهدي هذا الكتاب:
- إلى قادة أذربيجان التاريخيين الوطنيين الذين تحملوا عبء المسئولية في لحظات التحدي الأولى وفي أوقات البناء الصعبة. وكذلك إلى قادة الدولة بعد إعادة الاستقلال الذين حافظوا على استقلال أذربيجان بحيث أعادوا للدولة هيبتها على الصعيد الدولي بفضل السياسة الخارجية التي نهجوها وكان لهم دور كبير في تعزيز استقرار الوضع السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وخاصة في تقدم البلاد وازدهاره بما يتناسب ومتطلبات العصر الحديث.
- إلى جنودنا الأبطال الذين ضحوا بحياتهم في سبيل استقلال هذا الوطن ورفعته وتقدمه.
- إلى الشعب الأذربيجاني المناضل الذي تحمل – ولا يزال يتحمل- الكثير في سبيل صون استقلال دولته، والحفاظ على ما تحقق من نجاحات وإنجازات.
- إلى الأجيال القادمة من أبناء الشعب الأذربيجاني كوثيقة تاريخية ترصد مراحل مهمة في تاريخ بلادهم، بعيدًا عن أية مبالغات في حجم التضحيات التي قُدمت فى سبيل الحصول على الاستقلال، على مدى قرن من الزمن. وذلك لتظل ذاكرتهم واعية بما تحقق حفاظًا عليه، واستعدادا لما هو آتٍ.