خبير العلاقات الدولية: العلاقات القائمة على الشراكة الاستراتيجية بين أذربيجان والصين ترتقي إلى مرحلة جديدة من حيث الجودة

باكو، 24 أبريل، أذرتاج
قال خبير مركز تحليل العلاقات الدولية نقي أحمدوف في تصريح خصه بوكالة أذرتاج إن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس إلهام علييف جمهورية الصين الشعبية شهد التوقيع على بيان ووثائق بشأن إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، مما رفع العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة من حيث الجودة.
وأضاف الخبير احمدوف أنه من المعروف أن البلدين وقعا العام الماضي على بيان بشأن إقامة علاقات شراكة استراتيجية خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عُقدت في كازاخستان ومع ذلك فإن النظر في الوثيقة الأخيرة يُظهر بوضوح أن العلاقات بين البلدين قد تعمّقت بشكل أكبر خلال فترة زمنية قصيرة وعلى عكس بيان الشراكة الاستراتيجية الموقع في العام الماضي تبرز في الوثيقة التي وُقعت في 23 أبريل من هذا العام عدد من النقاط اللافتة ففي حين أن بيان العام الماضي شدد على الاحترام المتبادل لسيادة ووحدة أراضي كل من أذربيجان والصين فإن الوثيقة الأخيرة تعبر عن دعم حازم ومشترك لحماية السيادة والأمن ووحدة الأراضي فإن هذا يُعد أحد أهم الجوانب في البيان المشترك.
أشار الخبير إلى أن من النقاط الأخرى اللافتة في البيان هي العلاقات بين الأحزاب في أذربيجان والصين أي بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب أذربيجان الجديدة ففي العام الماضي توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن تعزيز التبادل والتعاون وأما الآن فقد تم التعبير عن دعم تطوير الحوار السياسي بين الحزبين الحاكمين وهو أمر ذو أهمية سياسية بالغة.
قال خبير العلاقات الدولية إن "النقطة المهمة الأخرى تكمن في أنه بينما تم التطرق في الوثيقة الموقعة العام الماضي إلى تعميق التبادل والتعاون بين البلدين في المنظمات الدولية والإقليمية فإن الوثيقة الحالية تولي اهتماماً خاصاً لتنسيق الأنشطة بين أذربيجان والصين في تلك المنظمات فضلاً عن تعزيز التواصل والتبادل من خلال الهيئات التشريعية وهذا يشير بصورة غير مباشرة إلى إمكانية تنسيق بعض الأنشطة المشتركة في مجالات السياسة الخارجية ذات الاهتمام المتبادل وعلاوة على ذلك جرى في الوثيقة الموقعة العام الماضي التطرق إلى توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف وأما في الوثيقة الحالية فقد تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون وأجهزة الأمن في كلا البلدين في مكافحة هذه التهديدات وهو عامل يستحق الانتباه بشكل خاص."
كما استلفت الخبير أحمدوف إلى أننا "نشهد في الوثيقة الموقعة أن استراتيجيات التنمية والرؤى المستقبلية لكلا البلدين قد تم تنسيقها إلى حدٍّ ما، حيث نرى من خلال مضمون الوثيقة وجود اهتمام خاص بتطوير العلاقات بين أذربيجان والصين في مجالات التجارة والطاقة الخضراء والاقتصاد الرقمي ومن النقاط الأخرى اللافتة في الوثيقة مسألة توسيع العلاقات بين شعبي الصين وأذربيجان في مجالي اللغة والتعليم كما ينبغي الإشارة إلى أن إعفاء حاملي جوازات السفر العامة من التأشيرة في القنصليات الفخرية سيسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين ليس في المجالين الاقتصادي والتجاري فقط بل ولكن في مجالات الثقافة والسياحة والدبلوماسية الشعبية أيضا. "
شدد أحمدوف على أن العلاقات بين أذربيجان والصين ستشهد تطوراً أكبر في جميع المجالات بعد التوقيع على البيان المشترك بشأن إقامة شراكة استراتيجية شاملة مشيرا إلى وجوب تسليط الضوء على اتجاهين رئيسيين في هذا السياق فقال "أولا سيشهد مجال التعاون المتبادل في الاستثمار نمواً متزايدا وكما جاء في البيان سيتم إنشاء فريق عمل للتعاون الاستثماري بين أذربيجان والصين، الأمر الذي سيلعب دورا مهما في تعزيز الاستثمارات بين البلدين وتجدر الإشارة إلى نية البدء قريباً في مفاوضات بشأن إبرام اتفاقية تجارة حرة تهدف إلى تطوير التجارة وزيادة الاستثمارات وأرى أن ذلك سيسهم في المستقبل في تحرير التجارة وتعزيزها بين البلدين. أما الاتجاه الثاني فيتمثل، برأيي، في قضايا النقل لا سيما في مجال الشحن العابر الدولي وأعتقد أن التوقيع على اتفاقية بشأن النقل الدولي المتعدد الوسائط بين أذربيجان والصين سيسهم في تطوير التعاون المستقبلي في هذا المجال".